الثقافة المرورية
يواجه الأردن كل يوم مأساة وطنية مدمرة للأرواح والأموال نتيجة الإرتفاع في نسبة حوادث السيارات والمركبات المختلفة سببه ضعف الثقافة المرورية إن لم نقل إنعدامها تماماً والتي يمكن الوقاية منها بشيء من الرقابة وتعزيز ترسيخ مفهومها لدى المواطن الأردني, فمن وجهة نظري أن الهدف الأسمى للثقافة المرورية هو الوصول الى أدنى حد من الحوادث المرورية والمخالفات بأدنى قدر من الجهد وأقل عددا من رجال ودوريات السير الداخلية والخارجية. لكن السؤال المهم هو كيف يمكن ترسيخ هذا المفهوم لدى المواطن؟ ولا أدّعي أنني سأكون أجدر بالإجابة على هذا السؤال من أصحاب الإختصاص, ولكن إثارة هذا الموضوع الحسّاس بين الفينة والأخرى سيفتح المجال أمام الأخوة القُرّاء للإدلاء بآراءهم ومقترحاتهم والتي هي بدون أدنى شك ستكون نبراسا يستضيء به أهل هذاالواجب في ترسيخ مضامين هذه الثقافة لحماية أنفسنا وأبناؤنا وأموالنا من الكوارث المرورية, وعليه فإنني أدّعي أن ألإجراءات التالية ستساعد الى حد كبير في تعميق هذه الثقافة ومنها:
1. الجانب العقابي من القانون. تتضمن القوانين في بعض البلدان مادة تتحدث عن مخالفة خطرة، خلاصتها أن السائق يشكل خطراً على حركة السير. وعقوبتها من أكبر العقوبات إذ تسحب رخصة القيادة لمدد تتراوح بين الأشهر والسنوات، وقد تصل إلى سحبها نهائياً. وفي هذه الحالة فإن الشرطي هو الذي يقرر ذلك.
2. ألإهتمام بثقافة السائق، وثقافة الشرطي منظم المرور، وثقافة المحقق والخبير في حوادث السير، وثقافة القاضي في محكمة السير, وكيفية التعامل مع الطريق بكل أشكالها وصلاحيتها. ويجب أن لاننسى أن الطريق التي نقود عليها سياراتنا هي ملهمة الثقافة المرورية, وإن قطع قطيع الأغنام والجمال للطرق الخارجية وخاصة الخط الصحراوي هي من محبطات الثقافة المرورية، فقد كدت يوما أن أدفع ثمنا غاليا أنا وعائلتي أثناء ذهابي الى العقبة نتيجة قطع الطريق بشكل مفاجئ من قبل جمل هارب في منطقة القويره القريبة من العقبة، وقد دفع هذا الثمن أصدقاء لي من قبل.
3. ونظراً لأن عيون إدارة المرور غير قادرة على مراقبة السير في كل مكان، فقد نصّت القوانين في كثير من البلدان على تكليف سائقين ومواطنين من نوعية أخلاقية معينة وذوي خبرة متميزة بمهام شرطي المرور, وهذا ما يسمى عندنا أصدقاء الشرطة ولكنها لا زالت تسمية بدون تفعيل حقيقي.
4. أن نحاول إستثمار إمكانات تكنولوجيا المعلومات مثلا أن يكون لدينا موقع الكتروني خاص لهذه الغاية، يخصص مساحة منه على الصفحة الرئيسية تتضمن إرشادات مروريه وكل ما يتعلق بالثقافة المرورية وحوادث الطرق والسيارات والتقارير اليومية وكل ما من شأنه أن يطّلع المواطن عليه في القضايا المرورية. او ربما نستفيد من إبداعات الاعضاء أو المشاركين سواء كان بتصاميم او صور أو أفلام قصيرة على اليوتيوب او حتى مقالة مرورية أو تعليقات هادفة. وبهذا نكون قد ساهمنا ولو بشكل مبسط في التثقيف المروري بين جيل الشباب.
5. أن يبرز أهمية دور الأسرة في تنمية الوعي المروري لدى مستخدمي الطرق, فالوالدين لهما دور كبير في توعية أبنائهم وتعليمهم أصول القيادة الآمنة وآداب الطريق والتنبيه الى المخاطر الناتجة من عدم التقيد بالأنظمة المرورية وما ينتج عن قطع الاشارات الحمراء من مخاطر مهلكة, وعلى الوالدين تشجيع أبنائهم ليكونوا سائقين مسئولين ناضجين.
6. يمكن أن تلعب المدرسة دوراً مهماً في غرس المفاهيم الصالحة في أذهان الطلاب من خلال المناهج الدراسية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم، ومن خلال إعداد البرامج التي يطّلع الطلاب من خلالها على المعارض المرورية أو الآليات المعطوبة نتيجة الحوادث، حيث أن المشاهدة على الطبيعة لها الأثرالفعال الذي يصحح المفاهيم الخاطئة لدى الطلاب عن مخاطر السرعة والإهمال في القيادة وما ينتج عن ذلك من مخاطر قد تؤدي الى الوفاة أو الاعاقة في كثير من الأحيان. ان مسألة تعميم الثقافة المرورية التي تبدأ من المدرسة بمراحلها الاولى علي غاية من الاهمية كونها تشكل الركيزة الاساس في تعميق هذه الثقافة كون الطفل عندما ينشأ على مسألة تطبيق القانون سيكون له أثره على الاسرة وبالتالي على المجتمع, مما سيؤدي الى توسيع مداركه العقلية بالقانون وأصول تطبيقه لا بد وان تنطبع هذه الصورة في ذهنه طوال حياته.
7. تعاون وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية على ايصال مفهوم الثقافة المرورية بالتنسيق المستمر مع الجهات الأمنية المعنية فلا شك أن ذلك سوف يعطي نتائج إيجابية على أن لا تكون الحملة الاعلامية متقطّعة وإنما تتسم بالإستمراريه.
وأخيرا وليس بآخر لا شك أن التعليقات الهادفة ومشاركة الأخوة القرّاء ستعزز هذا المفهوم الإنساني وستساهم الى حد كبير في حماية المجتمع الأردني من هذه الآفة الخطيرة.
adibsar@yahoo.com
يواجه الأردن كل يوم مأساة وطنية مدمرة للأرواح والأموال نتيجة الإرتفاع في نسبة حوادث السيارات والمركبات المختلفة سببه ضعف الثقافة المرورية إن لم نقل إنعدامها تماماً والتي يمكن الوقاية منها بشيء من الرقابة وتعزيز ترسيخ مفهومها لدى المواطن الأردني, فمن وجهة نظري أن الهدف الأسمى للثقافة المرورية هو الوصول الى أدنى حد من الحوادث المرورية والمخالفات بأدنى قدر من الجهد وأقل عددا من رجال ودوريات السير الداخلية والخارجية. لكن السؤال المهم هو كيف يمكن ترسيخ هذا المفهوم لدى المواطن؟ ولا أدّعي أنني سأكون أجدر بالإجابة على هذا السؤال من أصحاب الإختصاص, ولكن إثارة هذا الموضوع الحسّاس بين الفينة والأخرى سيفتح المجال أمام الأخوة القُرّاء للإدلاء بآراءهم ومقترحاتهم والتي هي بدون أدنى شك ستكون نبراسا يستضيء به أهل هذاالواجب في ترسيخ مضامين هذه الثقافة لحماية أنفسنا وأبناؤنا وأموالنا من الكوارث المرورية, وعليه فإنني أدّعي أن ألإجراءات التالية ستساعد الى حد كبير في تعميق هذه الثقافة ومنها:
1. الجانب العقابي من القانون. تتضمن القوانين في بعض البلدان مادة تتحدث عن مخالفة خطرة، خلاصتها أن السائق يشكل خطراً على حركة السير. وعقوبتها من أكبر العقوبات إذ تسحب رخصة القيادة لمدد تتراوح بين الأشهر والسنوات، وقد تصل إلى سحبها نهائياً. وفي هذه الحالة فإن الشرطي هو الذي يقرر ذلك.
2. ألإهتمام بثقافة السائق، وثقافة الشرطي منظم المرور، وثقافة المحقق والخبير في حوادث السير، وثقافة القاضي في محكمة السير, وكيفية التعامل مع الطريق بكل أشكالها وصلاحيتها. ويجب أن لاننسى أن الطريق التي نقود عليها سياراتنا هي ملهمة الثقافة المرورية, وإن قطع قطيع الأغنام والجمال للطرق الخارجية وخاصة الخط الصحراوي هي من محبطات الثقافة المرورية، فقد كدت يوما أن أدفع ثمنا غاليا أنا وعائلتي أثناء ذهابي الى العقبة نتيجة قطع الطريق بشكل مفاجئ من قبل جمل هارب في منطقة القويره القريبة من العقبة، وقد دفع هذا الثمن أصدقاء لي من قبل.
3. ونظراً لأن عيون إدارة المرور غير قادرة على مراقبة السير في كل مكان، فقد نصّت القوانين في كثير من البلدان على تكليف سائقين ومواطنين من نوعية أخلاقية معينة وذوي خبرة متميزة بمهام شرطي المرور, وهذا ما يسمى عندنا أصدقاء الشرطة ولكنها لا زالت تسمية بدون تفعيل حقيقي.
4. أن نحاول إستثمار إمكانات تكنولوجيا المعلومات مثلا أن يكون لدينا موقع الكتروني خاص لهذه الغاية، يخصص مساحة منه على الصفحة الرئيسية تتضمن إرشادات مروريه وكل ما يتعلق بالثقافة المرورية وحوادث الطرق والسيارات والتقارير اليومية وكل ما من شأنه أن يطّلع المواطن عليه في القضايا المرورية. او ربما نستفيد من إبداعات الاعضاء أو المشاركين سواء كان بتصاميم او صور أو أفلام قصيرة على اليوتيوب او حتى مقالة مرورية أو تعليقات هادفة. وبهذا نكون قد ساهمنا ولو بشكل مبسط في التثقيف المروري بين جيل الشباب.
5. أن يبرز أهمية دور الأسرة في تنمية الوعي المروري لدى مستخدمي الطرق, فالوالدين لهما دور كبير في توعية أبنائهم وتعليمهم أصول القيادة الآمنة وآداب الطريق والتنبيه الى المخاطر الناتجة من عدم التقيد بالأنظمة المرورية وما ينتج عن قطع الاشارات الحمراء من مخاطر مهلكة, وعلى الوالدين تشجيع أبنائهم ليكونوا سائقين مسئولين ناضجين.
6. يمكن أن تلعب المدرسة دوراً مهماً في غرس المفاهيم الصالحة في أذهان الطلاب من خلال المناهج الدراسية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم، ومن خلال إعداد البرامج التي يطّلع الطلاب من خلالها على المعارض المرورية أو الآليات المعطوبة نتيجة الحوادث، حيث أن المشاهدة على الطبيعة لها الأثرالفعال الذي يصحح المفاهيم الخاطئة لدى الطلاب عن مخاطر السرعة والإهمال في القيادة وما ينتج عن ذلك من مخاطر قد تؤدي الى الوفاة أو الاعاقة في كثير من الأحيان. ان مسألة تعميم الثقافة المرورية التي تبدأ من المدرسة بمراحلها الاولى علي غاية من الاهمية كونها تشكل الركيزة الاساس في تعميق هذه الثقافة كون الطفل عندما ينشأ على مسألة تطبيق القانون سيكون له أثره على الاسرة وبالتالي على المجتمع, مما سيؤدي الى توسيع مداركه العقلية بالقانون وأصول تطبيقه لا بد وان تنطبع هذه الصورة في ذهنه طوال حياته.
7. تعاون وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية على ايصال مفهوم الثقافة المرورية بالتنسيق المستمر مع الجهات الأمنية المعنية فلا شك أن ذلك سوف يعطي نتائج إيجابية على أن لا تكون الحملة الاعلامية متقطّعة وإنما تتسم بالإستمراريه.
وأخيرا وليس بآخر لا شك أن التعليقات الهادفة ومشاركة الأخوة القرّاء ستعزز هذا المفهوم الإنساني وستساهم الى حد كبير في حماية المجتمع الأردني من هذه الآفة الخطيرة.
adibsar@yahoo.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
شكرا يا دكتور موضوع مهم جدا
انتهت القضيه يفنجان من القهوه...وزجة اخي اليوم ويناتها الثلاثه واينها الذي لم يعرف والده لايجدون ثمن فنجان قهوه
اي ثقافة هذه هي الثقافه...
اقتراحي ان كل وفاه تنتج عن حادث سير تكون المخالفه فيه صريحه مثل معاكسة السير او قطع الاشاره وهي حمراء...الخ يجب ان يحاكم مرتكيها يتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد لانه لا فرق بينه وبين من يخرج سلاحه ويقتل
اشكرك د.ادب
عندما نجد واحد واقف عند مصعد العماره نقول له لا تفضل انت اولا. لا والله ما بصير على اليمين .
وعندما ندخل الى بوابة عماره ويصادف دخول احد معنا العماره ... لا والله تفضل انت اولا .
وعندما ننتهي من الحديث مع احد نقول له . شو رايك نتغدا مع بعض .
وعندما ..... وعندما ....
ولكن عندما نكون وراء استيرنج السياره
ممنوع حدا يتجاوز عنا
ممنوع حدا يدخل الدور قبلنا .
ونمشي في وسط الشارع حتى لا يستطيع احد المرور وحتى نختار اي مسرب فارغ ونروح عليه
نحن على ما اعتقد نصاب بالتوتر عندما نركب السيارة وتتغير شخصيتنا .
انا من رائي يجب ان يكون مع التدريب لرخصة القياده
ان يكون محاضرات نفسية لتأهيلنا عندما نكون خلف الموقود . كما نكون في العزايم والمنافس
واتمنى يا دكتور اديب ان نرى مقال اخر منك ان يكون عنوانه
____لماذا يذهب الكرم الاردني خلف الموقود ____
والله مشكله الله يهديهم
المشكلة برأيي يا د. اننا بحاجة ماسة الى التركيز على الثقافة بمختلف محاورها وانا اشاهد ان الثقافة الجادة بدأت تغيب شيئا فشيئا عن شبابنا وأصبحت مجالات ثقافاتهم تختلف عنا تماما وإلاّ كيف لا أجد الا عددا محدودا جدا من المعلقين الأكارم على مثل هذا الموضوع بينما أجد ان عدد المعلقين على خبر يتعلق بساقطة يتجاوز 300 تعليق ؟؟؟ هل مستوانا الثقافي مطمئن يا دكتور ...هل تعليقات بعض القراء تعكس مستواهم الثقافي والأخلاقي ...يا ويلنا إذا كان الجواب ايجابي ..مسيك بالخير يا دكتور
والسرعه هي السبب الوحيد في الحوادث