احرصوا على قراءة هذا الكتاب !!


لا تضيعوا فرصة قراءة كتاب الدكتور سليمان علي البدور، "حقائق التاريخ العربي" الذي قدم جهداً تتبعياً متشعباً كبيراً، استغرق أربعة أعوام. واقتضى مراجعة اكثر من 200 مرجع عربي وأجنبي وأجنبي مترجم، هي من أقدم وأفضل المصادر التاريخية والدينية المعتمدة في الجامعات العريقة، كل ذلك من أجل ان يقدم لنا حقائق التاريخ العربي في حلة وقراءة جديدة، تشمل الوقائع والمفاهيم في 800 صفحة مبسوطة على أحد عشر فصلاً.

كان القرآن الكريم في مقدمة المراجع والمصادر جميعها التي اعتمدها الدكتور البدور. ومن ثم اعتمد صحيحي البخاري ومسلم.

واعتمد الدكتور البدور على ابن إسحق فيما يتعلق بالسيرة النبوية. واعتمد على كتاب المغازي للواقدي "لأنه محقق ودقيق". وعلى الطبري الزاهد الذي لم يماليء ذوي الجاه، و"الذي عليه إجماع بأنه أعظم مؤرخينا".

ووثق البدور بالبلاذري صاحب "فتوح البلدان" أعظم المصادر التي عالجت قضايا الفتوحات العربية الاسلامية.

أمسكني بقوة، كتاب الدكتور سليمان البدور. فقد وجدته كتاباً موسوعياً جامعاً، يقدم خلاصة التاريخ العربي من منظور تأملي استقصائي استخلاصي تتبعي، بعين وعقل شجاعين، مفتوحين على الحقيقة دون خوف أو حذر.

لقد وجدته كتاباً نقدياً مدهشاً، يحرك المسلّمات فيهز منهجُه الموروثَ السياسي والاجتماعي العربي وكثيراً مما نعتبره حقائق مثبتة بالحجج والأدلة.

يجلو الكاتب الكثير من الحقائق المتصلة ب"المنعطفات المصيرية التي تخللت تاريخ العرب من منظور محايد وموضوعي" ويضيف معرفة علمية ضرورية ووعياً على الذات القومية والفردية.

ويعود بنا البدور باستقرائه إلى بداية نفق الصراع على السلطة، الذي بدأ من سقيفة بني ساعدة، وجسدُ النبي الحبيب ما يزال ساخناُ في ثراه، وحتى النهاية التي اوصلتنا إلى ما نحن فيه من شرذمة وهزائم.

هذا واحد من الكتب التأريخية المهمة حول تاريخنا العربي الإسلامي يضاف إلى مساهمات حسين مروة وفيليب حتي وعبد الوهاب المسيري ونقولا زيادة وعبد العزيز الدوري ومحمد كرد علي وعبد الهادي التازي ومحمود شاكر.

وإلى مساهمات المؤرخين الأردنيين الرصينة، المتصلة بتاريخ المنطقة، التي قدمها سليمان الموسى وعلي محافظة ومحمد عدنان البخيت وهند ابو الشعر وآخرون.

لقد حرص البدور على العودة إلى أَصول الرواية التاريخية والتثبت منها والحكم من خلال الأدلّة.

وبسط لنا الرجلُ التاريخَ القديم وتاريخ العرب وبلدانهم والأمم التي غزوها وغزتهم، في سرد روائي ممتع متسلسل جذاب يغري بالمتابعة.

لم يكتفِ الدكتور سليمان البدور بذلك، بل تعدى إلى جلاء عوامل الضعف وعوامل القوة. والإشارة إلى بعض مقولات الفكر النهضوي ودواعي التغيير وأدواته العصرية ومحاوره الأساسية من أجل إقالة الأمة من عثارها.

يستحق الدكتور سليمان البدور الشكر والتقدير على ما بذله من جهد إبداعي لإنجاز هذا الكتاب، الذي هو خلاصة علمية رصينة لتاريخ أمتنا المجيدة والصراع الضاري الذي خاضته وتخوضه من اجل النهوض والحياة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات