الأردني (مش) جبان، ولا يقبل الذل والهوان .. ؟!


أزعجني كثيراً ما تفوه به بعض الذين تعودوا على الردح (عمال ع بطال)، عندما اتهمونا بالجبن، والخنوع، والذل، وأن الدماء فينا أقل قيمة من دماء بقية العرب، لماذا؟ لأننا لم نقدم لأهلنا في فلسطين سوى التبرع بالدم، المرفوض من وجهة نظره، أو ربما (ومن وجهة نظره أيضاً)، لم نقدم في هذه الحرب إلا الكلام الفارغ.

بالتأكيد، نسي هذا الأردني المحترم، أننا قدمنا فاتورة كبيرة جداً من الدماء، والشهداء، لأجل عيون فلسطين، كل فلسطين، منذ النكبة واللجوء الى الأردن، حيث استقبل الشعب الأردني الآلاف من اللاجئين والنازحين، وعشيرة التل من بين العشائر التي قدمت الأرض، والمال، والدم النقي لإخواننا عام (1948)، مثلنا كمثل الأردنيين الشرفاء في الترابط، والتلاحم، وتقديم الغالي والنفيس لفلسطين الحبيبة.

وبالتأكيد أيضاً، نسي بعض (الذين في قلوبهم مرض)؛ الدور العظيم الذي قام به جيشنا، وقواتنا المسلحة في فلسطين، عندما دافعوا عن عروبة القدس، ومنعوا العصابات الصهيونية من احتلال القدس، وبقيت مدة تسعة عشر عاماً مع العرب، دون أن يخدش كرامتها صهيوني واحد، الى أن تم احتلال كل فلسطين، والجولان، وسيناء ضمن مؤامرة اشترك فيها الغرب في مساعدة العدو الصهيوني، إذ لا يجوز وقتها أن يتحمل الأردن كل أخطاء العالم العربي.

الشعب الأردني قدم الكثير، ومعركة الكرامة عام (1968) نموذجاً من نماذج التضحية والفداء، معركة؛ شهدت انتصاراً أسطورياً للجيش الأردني، وهزمت الجيش الصهيوني هزيمة منكرة، والتاريخ يشهد على ذلك الحدث العظيم، هذا النصر كغيره من الإنتصارات لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة الإعداد الجيد، والعقيدة القتالية التي يتفرد بها جيشنا العظيم.

البعض، وللأسف الشديد، يحاولون أن يقللوا من دور المواطن الأردني النشمي، الذي خلقه الله مواطناً حراً، كريماً، شريفاً، يُقدم أقصى ما لديه عندما يتعلق الأمر بالواجب المقدس، إذ لا يمكن لأحد من العرب أن ينكر البعثات العسكرية، والطبية، والغذائية في كثير من مناطق الصراع حول العالم، وتحديداً في قطاع غزة، والضفة الغربية المحتلة، وهذا واجب عروبي، إسلامي، أخلاقي وإنساني في كل الظروف والأحوال.

عيب كبيرة أن يتفوه البعض، ويصف الشعب الأردني بالجُبن، أو بالتخاذل، أو بأن الدماء التي تجري في عروقه والتي تبرع ببعضها لإخواننا في فلسطين؛ هي دماء ليست نقيه، دماء الأردنيون يا هذا أنقى من الذهب الصافي، وهي لا تقدر بثمن، لكنها ترخص في سبيل الدفاع عن فلسطين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات