ويمكرون ويمكر الله


في سنوات حكم مبارك لمصر كان الشد والجذب واضحا بينه وبين الحركات الإسلامية وخاصة الإخوان المسلمون تذكرنا تلك اللعبة بالفيلم الكرتوني (( توم وجيري )) صراع طويل ينتهي مرة لصالح الصغير ومرة لصالح الكبير ومهما يكن من أمر فالخيمة المصرية اعتمدت كثيرا لشد حبالها على القوى الغربية وخاصة الأمريكية ولمزيد من الود والغزل بين النظام والغرب صنعت فزاعة الإسلاميين والقاعدة للتخويف والتهويل مما ستؤول إليه الأمور في حال استولى الإسلاميون على الحكم في مصر ولمزيد من التهويل يعزفون على وتر امن إسرائيل باعتباره الأولوية الكبرى للغرب وباعترافات حكامهم الشخصية كما ورد على لسان اوباما ورئيس وزراء بريطانيا وكل المسؤولين الغربيين .
هذه الفزاعات المنتجة حصريا في الأنظمة العربية لم تكن تمر بهدوء عادي لدى الغرب والمعروف ان هذه الدول لا تترك مجالا للصدفة تتلاعب بها وفي سياساتها الخارجية فهي تعلم يقينا ان الحكام يصنعونها ويعرفون أيضا كم عدد المتدينين في الوطن العربي ان لم يكونوا يعرفون أسماءهم بالتحديد ولكن الغرب يقيس الأمر بمقياس المصلحة والنفع فلن يضير أمريكا وسواها مقتل ملايين من العرب مسلمين أو مسيحيين لان ذلك ليس من أولوياتها لأنها تترك الأهمية الكبرى لمصلحتها ولأمن إسرائيل .
هذه السياسات (المباركية ) الغبية التي ركزت على جانب وأغفلت جوانب عادت عليهم بالثبور . لقد راقبوا الإسلاميين وشددوا عليهم الخناق واحكموا القبضة عليهم وأخذوهم كل مأخذ وتركوا الشباب اليافع من غير أتباع التيارات الدينية يمارس هواياته, وسهلوا لهم الأمور للمزيد من الطيش والانحراف عبر الانترنت _ والمعروف ان نسبة كبيرة من الشباب العربي يقضون ساعات طويلة في مقاهي الانترنت لمشاهدة أشياء لا أخلاقية _ كانت السياسة ان اتركوهم لن يأتي منهم ما يضير إلى ان انقلب السحر على الساحر وجاءت ثورة الفيس بوك الأولى وتبعتها الثانية وها هي الثالثة والرابعة ....
قديما قالت العرب من مأمنه يؤتى الحذر ولكن طواغيت الحكم لم يقرأوا ما قاله الأجداد , أو لا وقت لديهم لقرأته فمكروا للناس مكرا ومكر الله لهم ما أطاح بعروشهم والجزاء من جنس العمل أذلوا الناس وضيقوا عليهم , واسكنوا الأمراض في أجسادهم بدل من ان يؤمنوا لهم المساكن وهاهم ألان مشردون يواجهون ما قدمت أياديهم .
يظن البعض ان ما يدور الآن من محاولة لضم الأردن إلى دول الخليج العربي هو عملية لإذابة الفلسطينيين في هذه الصحارى القاحلة وجمع لاجئين الشتات وإنهاء القضية الفلسطينية على حساب الخليج العربي ان كان هذا التوجه ليس صحيحا فنحن أكثر الناس سعادة بلم الشمل العربي ,وان كان صحيحا ما يقال فان الله خير الماكرين ولا خوف على بلاد فيها بيت الله العظيم ولا خوف إلا على الماكرين اليوم وغدا .

salemzboon@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات