وعايزنا نرجع زي زمان قل للزمان أرجع يا زمان نداء يتكرر كل يوم لمن عاش الزمن الجميل ولمن سمع عن الزمن الجميل وشاهد أفلام ومسلسلات ومسرحيات وأسكشات الزمن الجميل من أفلام الأبيض والأسود أفلام وأغاني عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وشادية ونجاة الصغيرة وغيرهم ، كل على طريقته، فتمنى رجوعه عند من حصد وشاهد الحصيدة والمقاثي والكروم من أبناء القرى بعد أن أخذتهم دوامة المدينة، وغيرهما أيضا حنين الشيخ إلى صباه، والمهاجر إلى أيام عيشه فى وطنه، والغنى المريض إلى أيام الستر والصحة والعافية والحنين لزمن مخابز الحارة وفرش العجين وحتى الكعك المسمسم والكيكس وقالب الكيك على الصوبة وذكريات الشتاء وصوبة علاء الدين وعبق رائحة شواء البلوط والكستناء وحتى حذائة الذي أصلحة عدة والبوط الصيني أبو خط أبيض وطعم حبة ملبس الحامض حلو أو حبة شوكلاطة سلفانا والتي تذوب بالفم حتى نصل لحبة اللوزة والمريول الذي لابسناه لأول سنة دراسيه وحتى الحنين لصوت ماكنة الخياط ونداء وسجع البائعين ريان يا نعنع أخضر يا لوز وخوخة للدوخة وصوت جرس بائع الكاز وعبق طنجرة مرقة عدس في يوم ماطر وصوت بابور الكاز وغناء فهد بلان يخرج من طيات الراديو مع ما يطلبه المستمعون جس الطبيب ليا نبضي وفيروز سمرا يا أم عيون وساع نشعر برائحة صنينة كفتة كانت ملفوفة بجريدة قادمة من عند اللحام لتسوى وتفرد في صينية إلمنيوم وتزين بالبندورة والبطاطا لنذهب بها للفران والذي تتدحرج عنده كمية كبيرة من صواني الدجاج بالبطاطا والكبة والصفيحة وحتى صواني الهرايس والحلبة والكعك والمعمول بالأعياد عنده تفوح بكل الحارات روائح المستكا والمحلب واليانسون والسمن الحيواني إلخ. وقتها لم نكن نملك التنوع الذي نملكه اليوم من حيث التنوع باللباس والأكل وحتى بأنواع السكاكر والحلويات حتى بتعدد التلفونات أو الموبايلات والتي لم نكن نعرفها سوى تلفون واحد يعمل أجت الحرارة ولا لسه وقد كان للتلفون مكانة خاصة بكل البيوت يوضع بزاوية مثالية وتحته شرشف كروشية وقد لا يوجد بالحارة سوى تلفون واحد لكل الحارة مثلما لم نكن نعرف العديد العديد من الطبخات والحلويات وحتى قصات الشعر كانت بعهدنا نوعان نمرة واحد " أفرنجي " وع الصفر كان يكفينا لنتحلا خبزة مشروحة من القمح البلدي " عجين البيت " ندهنها بالسمنة البلدية ونرش عليها قليلاً من السكر فالحنين إلى الماضي كان ممزوجاُ بالخير والأخلاق والصدق والمروءة والشرف والسعادة.