نكبة ونكسة وماذا بعد ؟


مرت علينا ذكرى النكبة وها هي تمر ذكرى النكسة وكم مر على امتنا من نكبات ونكسات من اندلس وفلسطين وقدس وبغداد ودمشق وبوسنة وكشمير وغيرها في باقي امصار عالمنا العربي والاسلامي , وان هذه النكبات والنكسات تزول ويكون لنا فيها دروس وعبر وان بدت شرورها والامها فانها تزيدنا ايمانا وصبرا وثباتا وعزيمة , وان اكبر هذه النكبات والتي هي نكبة النكبات ومصيبة المصائب واشد معضلاتها والتي جلبت كل النكبات والنكسات من قبل ومن بعد الا وهي نكبة الامة على مدار عصورها بانظمة و بحكام وولاة امور ليسوا اهلا للولاية ورعاة هم ذئاب وكلاب وقطاع طرق وكذابون دجالون اشبعونا عنتريات ووطنيات وعروبيات زائفة وبانظمة ديكتاتورية ودموية وذات مصالح فئوية وحزبية وطائفية اضاعت البلاد والعباد واوردته موارد الهلاك وفرقت بين الاخ واخيه لتسود وتستعبد وتفسد , فهم اصل البلاء وهم للامة اعظم ابتلاء , وقد جلبوا لنا هذه النكبات والنكسات والذل والهوان واضاعة الارض والانسان من بعد , وجعلوا الامة تابعة ذليلة وفي ذيل القافلة وقصعة تتكالب عليها باقي الامم وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ".

ان الشعوب العربية تصحو اليوم وتستيقظ لتنفض عنها غبار الذل والهوان من انظمة وحكام طال عليهم الامد فقست قلوبهم وبان كذبهم وفسادهم وافتضح امرهم مع اعداء هذه الامة , فهاهي الامة تنتفض على الظلم والفساد والاستعباد والديكتاتورية والذل وان الطريق لتبديل هذه النكبة والنكسة الى كرامة و نصر هو البدء باصلاح هذه الانظمة وان ابت الاصلاح فانه قد حكمت الانظمة على نفسها شعبيا وسلميا وحضاريا وعالميا بالسقوط و ليس هناك من طريق اخرغيره والشعوب عرفت الطريق وهي ماضية فيه لان قدر الله وسنته وامره لا تبديل له ولن تجد لسنة الله تبديلا , ولن تجتمع الامة على بدعة وضلالة ابدا .

مرت نكبة دمشق بتعليق المستدمر احرارها على اعواد المشانق وفي ساح االوغى كما مر عليها شهيدها يوسف العظمة في دفاعه المستميت عن دمشق في معركة غير متكافئة هي معركة ميسلون في السابع من ذي القعدة الموافق 24 يوليو/تموز 1920 عندما قاد ثلاثة الاف من الجنود العرب والسوريين المتطوعين وباسلحة قديمة في مواجهة غورو على راس تسعة الاف جندي فرنسي مسلحين بالدبابات والسيارات والمصفحات والطائرات وأحدث الأسلحة ، وقد قُتل مع يوسف العظمة أربعمئة مقاتل سوري , وقال للملك فيصل آنذاك بيت المتنبي الشهير : لايسلم الشرف الرفيع من الأذى**** حتى يراق على جوانبه الدم
وقد قال شوقي فى حفلة أقيمت لإعانة منكوبى سوريا فى يناير 1926
سلام من صبا بردى ارق****ودمع لايكفكف يا دمشق .....
وللحرية الحمراء باب **** بكل يد مضرجة يدق ......

نكبة دمشق الان بنظامها البعثي الطائفي نكبة اعظم من نكبتها بالفرنسيين والمغول والتتار من قبل ومثلها نكبة ليبيا بمدمرها الاخضر العجيب والتي قاد استقلالها شهيدها المختار , وانظر مثلها باقي اقطار عالمنا العربي الذي خلص بالاستقلال من مستدمرين اجانب ليقع في الاستغلال من مستغلين منتفعين من بني جلدتنا وهنا كانت النكبة والنكسة والمصيبة ادهى وامر واعظم لان الاجنبي واضح بيّن , وفيه الجهاد والجلاد والاستشهاد فرض وشفاء , اما بنو جلدتنا فهم فتنة وبلاء وشقاء وابتلاء واي ابتلاء.

نكباتنا ونكساتنا اسبابها الرئيسة هذه الانظمة وهؤلاء الحكام فهلا صلحوا واصلحوا واما اعتزلوا ورحلوا وحينها تنتهي النكبات والنكسات وتعود لنا العزة والكرامة والنصر ودورنا الحضاري بين الامم.

abdallahalhreishat.blogspot.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات