جراسا -

أثار قرار الاتحاد الدولي بارتداء (الكاب) للاعبات اثناء البطولات الخاصة به ردود فعل كبيرة في الاوساط الرياضية وغيرها بعد منع المنتخب الايراني من عدم اللعب امام منتخبنا في المباراة التي كانت مقررة امس الاول على ستاد عمان الدولي لحساب الدور الثاني من التصفيات الأولمبية (لندن 2012), الذي يستضيفه اتحادنا بمشاركة أوزبكستان, تايلند وفيتنام واجبر هذا القرار حارسة مرمى منتخبنا ريما الرامونية واللاعبة شهناز جبرين الانسحاب من هذه التصفيات.
وتكمن نقطة الخلاف في كون الكاب - غطاء الرأس الذي اشترطه الاتحاد الدولي عوضاً عن الحجاب -, لم ينسجم مع التعليمات الدولية التي تقضي بضرورة الكشف عن الرقبة, وهو ما رفضه المنتخب الايراني قبل دقائق من انطلاق التصفيات, بانتظار قرار رسمي من الاتحاد الدولي.
منطلق ديني
وأعرب الوفد الايراني استغرابه من تناقض التعليمات المتعلقة بالكاب, حيث تساءل عن الغاء المباراة رغم السماح للاعبات الايرانيات بالمشاركة في الدور التمهيدي للتصفيات الذي أقيم في الأردن اَذار الماضي رغم أنهن ارتدين كاباً يحمل نفس المواصفات.
وشدد على أنه لا يتم ارغام اللاعبات على ارتداء الكاب بتلك المواصفات التي يشترطها الاتحاد الدولي, وذلك من منطلق ديني.
رفض الكاب والتمسك بالحجاب
وكان قرار الاتحاد الآسيوي منع اللاعبات من ارتداء الحجاب في التصفيات الأولمبية التي اقيمت في عمان اذار الماضي قد اثار استياء عدد من لاعبات منتخبنا الوطني لكرة القدم, حيث قررت ريما الرامونية عدم المشاركة في التصفيات بسبب اعتراضها على التعليمات الصادرة مؤخرا عن الاتحاد الآسيوي التي تفرض استبدال الحجاب ب¯الكاب.
وكانت كابتن المنتخب ريما الرامونية بينت في حديث سابق, أن الدين والعادات والتقاليد, تمنع اللاعبات من خلع الحجاب وارتداء ال¯كاب بدلا منه, وهو ما أكدته أيضا اللاعبتان عبير النهار وشاهيناز ياسين.
وجاء قرار الاتحاد الآسيوي في ضوء قرار سابق للاتحاد الدولي فيفا يعتمد فيه على المادة الرابعة من قانونه, التي تقول لا يجوز أن تكون لملابس اللاعبين خلفية سياسية أو دينية أو خاصية معينة.
لكن الفيفا قررأن ترتدي اللاعبات الكاب عوضاً عن الحجاب, في التصفيات التمهدية وهو القرار الذي لقي ترحيباً من الاتحاد الإيراني لكرة القدم.
قرار الفيفا
ويزعم الاتحاد الدولي أنه حظر في عام 2007 ارتداء أغطية الرأس لأسباب تتعلق بالسلامة, كما يحظر استخدام الشعارات السياسية والدينية داخل الملاعب, بيد أن قرار الاتحاد الدولي وجد معارضة من بعض الدول الغربية, حيث أعلن الاتحاد الأسترالي لكرة القدم في سيدني عن رفضه الالتزام بلوائح فيفا التي لا تجيز السماح بوضع الحجاب أثناء المباريات الدولية حتى ولو جرى اعتماده من قبل الاتحاد الفيدرالي الأسترالي وقال رئيس اتحاد سيدني إنه لا يرى أي عائق من ارتداء الحجاب في المباريات, وأكد أن اتحاد سيدني لن يلتزم بالقرار الذي اعتبره قرارا سياسيا وليس رياضيا على الإطلاق.
وغير أن منع لاعبات المنتخب الإيراني من ارتداء الحجاب, أثناء الألعاب في سنغافورة العام الماضي, أثار سخطاً إيرانياً وانتقادات حادة للفيفا وقال الفيفا في بيانه: تم اتخاذ القرار بعد أن أكد الاتحاد الإيراني لكرة القدم واللجنة الأولمبية الإيرانية الوطنية أنهما سيقبلان حلاً وسطاً يمنع اللاعبات من ارتداء الحجاب الإسلامي أثناء المباريات.
وأضاف الفيفا: بدلاً من ذلك, يمكن للاعبات ارتداء "الكاب" الذي يغطي رؤوسهن وشعورهن, ولكنه لا يغطي الأذنين والرقبة.
يشار أن نحو 3600 رياضي ورياضية بين سن 14 و18 سيشاركون في 26 لعبة رياضية ضمن الألعاب الأولمبية الأولى للشباب التي استضافتها سنغافورة وتوصل الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا لتسوية لقضية المنتخب النسوي الإيراني وارتداء الحجاب خلال مباريات الألعاب الأولمبية للشباب بعد الضجة التي أثارها قرار منع لاعبات منتخب الشابات تحت سن 15 من المنافسة في الألعاب المقبلة فقد قرر الفيفا أن ترتدي اللاعبات الكاب عوضاً عن الحجاب, وهو القرار الذي لقي ترحيباً من الاتحاد الإيراني لكرة القدم, بحسب بيان للفيفا.
ووافق الاتحاد الآسيوي للكاراتيه على السماح للرياضيات في هذه اللعبة بارتداء الحجاب أثناء الدورات الآسيوية, وأهمها دورة الألعاب المقررة في تشرين الثاني المقبل بمدينة غوانغ زهو الصينية.
وأعرب المجلس الأولمبي الآسيوي عن سعادته بالقرار الذي جاء بعد جهود كبيرة لرئيسه الشيخ أحمد الفهد, لأن التوصل إلى هذا الاتفاق سيتيح الفرصة للرياضيات المسلمات بالمشاركة في الألعاب.
هيسترين: قرار يناقض التطوي
مدربة منتخبنا الوطني لكرة القدم الهولندية هيسترين وصفت ما حدث امس الاول بأنه يوم سيئ لكرة القدم النسوية موضحة ان قرار الاتحاد الدولي حول الحجاب يتناقض مع رغبته في تطوير كرة القدم النسوية وقالت في ردها على استفسارات »العرب اليوم« امس: اعتقد ان الاتحاد الدولي اخطأ في قراره فيما يتعلق بالحجاب حيث سيؤثر هذا القرار على مشاركة قطاع كبير من الانسات اللاتي يرغبن في ممارسة الكرة وهن محجبات وبكل صراحة كنت مطلعة على قرار الاتحاد الدولي الذي حرم مجموعة من ابرز لاعباتنا من مشاركة المنتخب لكن مع ذلك فان القرار لم يكن واضحا على الاطلاق وفيه الكثير من اللبس وهذا ما حصل مع المنتخب الايراني الذي اعلن انسحابه من التصفيات احتجاجا على القرار.
واضافت:انا شخصيا لا اعتقد ان اللعب بقطعة قماش اضافية من شأنه التأثير على اداء اللاعبات وانا استغرب حقيقة ما حدث فايران سبق وان اوصلت وجهة نظرها للاتحاد الدولي وتمت الموافقة عليها وشاركت في التصفيات السابقة ولا ادري ما الجديد الذي حدث في التصفيات الحالية.
انا ارى ان قرار الاتحاد الدولي يتعارض كليا مع طريقته في العمل على تطوير الكرة النسوية ولا بد من اعادة النظر في هذا القرار خاصة لأنه سيحرم الكثير من الفتيات في البلدان الاسلامية من المشاركة مستقبلا في البطولات الكروية النسوية.
وختمت هيسترين حديثها بالتأكيد ان اليوم الاول من التصفيات الاولمبية كان يوما حزينا للكرة النسوية وفتيات ايران كن يستحققن المشاركة في التصفيات فهن لاعبات مميزات وبذلن جهدا كبيرا في التحضير للبطولة وكان من الواجب ان يحصلن على فرصتهن في المنافسة على بطاقة التأهل للدور المقبل من التصفيات.
الحسيني: لا بد من معالجة الامر
عبرت رنا الحسيني رئيسة اللجنة النسوية في اتحاد الكرة عن اسفها لانسحاب المنتخب الايراني من التصفيات كما عبرت عن اسفها لقرار الاتحاد الدولي واشارت كان من المفروض حسم الامر قبل البطولة وبينت ان هناك محاولات لايجاد زي موحد بموافقة الجميع بمن فيهم الاتحاد الدولي واضافت ان هناك شركات عرضت الزي الجديد الذي يلائم الجميع خلال تواجدها مع المنتخب في معسكر هولندا.
وكشفت ان منتخبنا تأثر بقرار الفيفا بحرمان الحارسة ريما الرامونية واللاعبة شهناز جبرين وقررن الانسحاب من هذه التصفيات.
العبداللات: تأثرنا بالقرار
قالت لينا العبد اللات ادارية منتخبنا الوطني ان المنتخب تأثر بقرار الفيفا حيث لم تشارك ثلاث لاعبات في هذه التصفيات وطالبت الاتحاد الدولي بايجاد حلول جذرية لهذه المشكلة والسماح للاعبات بارتداء الحجاب واضافت كنا نتمنى تجاوز هذه المعضلة لمواصلة التصفيات.
(العرب اليوم)