المجلس الانتقالي الليبي تحت المجهر


منذ صدورالقرارالاممي (رقم 1973) القاضي بفرض منطقة حظر جوى في ليبيا، واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين ،تسلل الى اذهاننا وبلا تردد سيناريو العراق الشقيق وما حصل له بعد حرب عام 1991 ، حيث استمر النظام العراقي لفترة طويلة ، نما على اثرها واقع تقسيمي في العراق وبحماية أجنبية، وهو ما يحصل الان على ارض الواقع في ليبيا بتاسيس كيان خاضع للهمينة الاجنبية .

بدأ هذا القرارالاممي بقصف جوي من قبل حلف شمال الاطلسي لكتائب القذافي ومراكز القيادة والسيطرة للجيش الليبي ،تحت تعتيم اعلامي نالت من البنية التحية ما نالت ،وراح ضحيتها الكثير من المدنيين الليبين،هذه الضربات الجوية تزداد وتيرتها احيانا وتخف احيانا لتمارس الضغط السياسي على المجلس الانتقالي الليبي للحصول على مزيدا من التنازلات حتى وصل لمرحلة سلّم كافة اوراقه واصبح تحت هيمنة الاجنبي بلا نقاش او مساومة ،وبذلك يمكن القول ان حلف الناتو بدا يحقق اهدافه القريبة والبعيدة بتدمير البنية التحية كاملة وتدمير ما تبقى من الجيش الليبي لتدخل بعدها لاحقا الشركات الاجنبية تحت شعار اعادة اعمار ليبيا كما حصل في دولة العراق الشقيق ، ناهيك عن الهدف الاساسي المتمثل في الهيمنة على ليبيا من خلال بناء قواعد عسكرية فيها لضمان استمرار تدفّق النفط الليبي والانطلاق منها لدول الجوار لتنفيذ مخطط جديد وأجندات جديدة باسم أجنده شمال أفريقيا كجزء من أجندات الشرق الأوسط ، وبدأت الصورة تتضح اكثر فاكثر مع اعلان الكاتب الفرنسي برنارد هنري ليفي انه نقل رسالة من المجلس الوطني الانتقالي الليبي الى بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل ، يتضمن فحواها تعهد النظام الليبي القادم باقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل ، وبذلك يتحقق الهدف الاخير بايجاد دول صديقة لاسرائيل تحيط بدولة مصر الشقيقة (جنوب السودان وليبيا ) فتضمن اسرائيل بذلك وضع الكماشة على قلب مصر النابض بثورته الوليدة تحسبا لاي تحرك مصري غير محسوب لدى صانع القرار الصهيوني.

حقيقة هذا السيناريو لدولة ليبيا لم يكن ليكون ، لولا شرعنة ذلك من قبل الجامعة العربية الفاقدة الشرعية شعبيا بقرارها بالدعوة الى حظر جوي كامل على الأراضي الليبية ،الذي مهد الطريق للقرار الاممي المشؤوم (رقم 1973) ، مما يدل على انها متواطئه في مخططات الهيمنة الاجنبية على منطقتنا ،وماهي الا أداة لتمرير ما تريد تنفيذه الولايات المتحدة وحلفائها في وطننا العربي .

حقيقة في البداية سارعنا بتأييد الثورة الليبية ضد نظام القذافي المتسلط والمستبد باعتبارها ثورة مباركة بين شعب ثائر ونظام متسلط يأبى الرحيل ، لكن دخول المعارضة الليبية في الخارج على خط الثوار والتي لهاعلاقات مشبوهة مع المخابرات الأجنبية بحجة مساعدتهم وحمايتهم من نظام القذافي المستبد ، للاسف كان ثمنه باهضا ،فاصبح رهينة للاجنبي ، فالتاريخ يثبت ان من يستقوي بالاجنبي لن يكون لديه مانع ان يأتمر بامره وينفذ سياسته ، يبدو ان الشعوب العربية بالمجمل لم تكتشف بعد اسرار ما يسمى باحزاب المعارضة في الخارج ولقاءاتها السرية بالسفارات الاجنبية.
والمطلوب الان من الثورات العربية الناشطة في اكثر من قطرعربي أن تفتح عينيها على محاولات السيطرة الأجنبية على الثروات الوطنية والوقوف ضد تنفيذ اجندة الغرب واسرائيل ، وأن لاينخدعوا بالمعارضة الخارجية ليقطعوا الطريق على اي تدخل دولي في اي دولة عربية، فالتدخل الدولي مرفوض جملة وتفصيلاً، فلا نريد ثورات تتخلص من استبداد الحكام لتقع فريسة لهيمنة الاجنبي...
Drkmal_38@yahoo.com



تعليقات القراء

محمد الزواهره
ان المتابع للثورات والحركات التى احتاحت الوطن العربي سابقا او الان هى وحدة ونفس الاسلوب
والعمل لان التونسيين والمصريون واليمن ليسوا بعيدين عن التوجه الليبي باقامة علاقات مع اسرائيل
ولا يوجد على وجه الارض من يقدم لك خدمه بدون فوائد وعوائد والعوائد احيانا سياسية واحيانا اقتصادية
والهدف الاكبر من هذه المساعدة هو جمع السياسية والعسكرية والاقتصادية على المثل القائل اصيد عصفورين بحجر
مع الشكر لك على هذا المقال وحفظ الله الاردن وشعبه وقيادة من كل مكره
05-06-2011 09:52 AM
عاطف ابوهديب

الاخ الكاتب محمد الخوالده نظرتك الى الثورة الليبية نظرة ثاقبة فجميع الدلائل والمؤشرات ان هناك استعمار اجنبي لليبيا فعلى الثوار في ليبيا التنبه الى ذلك فهذه التقليعة الجديدة للثورات التي تعم بلادنا العربية هناك امر فيه ريبة لكل من يتابع الثورات اول باول قد تؤدي الى تشتيت الوطن العربي علاوة على ما فيه من تشتت فلا بد ان تحسب الخطى لان عدونا متربص بنا فالامن والامان مطلب كل انسان في كل زمان ومكان
اللهم ابعد بلاد العرب والمسلمين عن التفرقة التي تنتشر الان تحت مظلة حرية الشعوب وما الى ذلك من شعارات تدغدغ عواطف العامة ولكن هي في الحقيقة قد تكون تتبع اجندة خارجية كما هو واضح في ليبيا الشقيقة
05-06-2011 12:33 PM
افضل تحليل
هذه الفقرة عميقه وتحليل رائع:
(((
وبدأت الصورة تتضح اكثر فاكثر مع اعلان الكاتب الفرنسي برنارد هنري ليفي انه نقل رسالة من المجلس الوطني الانتقالي الليبي الى بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل ، يتضمن فحواها تعهد النظام الليبي القادم باقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل ، وبذلك يتحقق الهدف الاخير بايجاد دول صديقة لاسرائيل تحيط بدولة مصر الشقيقة (جنوب السودان وليبيا ) فتضمن اسرائيل بذلك وضع الكماشة على قلب مصر النابض بثورته الوليدة تحسبا لاي تحرك مصري غير محسوب لدى صانع القرار الصهيوني.)))
05-06-2011 12:42 PM
عاطف ابوهديب

الاخ الكاتب محمد الخوالده نظرتك الى الثورة الليبية نظرة ثاقبة فجميع الدلائل والمؤشرات ان هناك استعمار اجنبي لليبيا فعلى الثوار في ليبيا التنبه الى ذلك فهذه التقليعة الجديدة للثورات التي تعم بلادنا العربية هناك امر فيه ريبة لكل من يتابع الثورات اول باول قد تؤدي الى تشتيت الوطن العربي علاوة على ما فيه من تشتت فلا بد ان تحسب الخطى لان عدونا متربص بنا فالامن والامان مطلب كل انسان في كل زمان ومكان
اللهم ابعد بلاد العرب والمسلمين عن التفرقة التي تنتشر الان تحت مظلة حرية الشعوب وما الى ذلك من شعارات تدغدغ عواطف العامة ولكن هي في الحقيقة قد تكون تتبع اجندة خارجية كما هو واضح في ليبيا الشقيقة
05-06-2011 12:59 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات