علم فلسطين .. من رموز نهضة الشريف الحسين بن علي للعروبة


ونحن في خضم الحرب على غزة، فإننا نرى علم فلسطين الذي بات تعبيرا عن حق الشعب الفلسطيني وطموحه في التحرر، وهو رمز ينتمي إلى إرث الحركة الوطنية العربية، وعمادها الثورة العربية الكبرى، فهو علم الثورة منذ عام 1917م.

وقد تبدلت ألوان هذا العلم بنقل اللون الأبيض بالوسط، لأسباب تتعلق برؤيته ليلا، وهو يشبه العلم الأردني مع فارق النجمة، ذلك أن الأردن احتفظ بعلم مملكة فيصل في سوريا، والنجمة تدل على أن المملكة السورية كانت أول دول الثورة العربية.

وفي أصول علم فلسطين التاريخية، أنه حين أعلنت الثورة العربية الكبرى في الحجاز 10 حزيران 1916م ضد العثمانيين بقيادة الشريف حسين بن علي - طيب االله ثراه - أُبقى على راية دولة الأشراف ذات اللون الأحمر العنابي، المسمى أيضاً بعلم الشريف أبي نمي.

وقد أصبحت هذه الراية تمثل راية الاستقلال العربي عن العثمانيين، واستخدمت من قبل العرب بتوسع كعلامة على الولاء العربي، وبعث الشريف حسين بن علي الى المندوب السامي البريطاني في مصر برسالة يعلمه فيها بعلم دولة الأشراف الأحمر، موضحا أن هذا العلم سوف يرفع على السفن العربية في البحر وعلى المدن والمصالح الأخرى وطلب إليه «أن لا تتعرض السفن البريطانية بسوء للقوارب العربية التي ترفع ذلك العلم ».

واستمرت راية الأشراف علماً للنهضة العربية الكبرى لغاية 28 أيار 1917 م حينما نشرت جريدة القبلة نص الإرادة السنية الملوكية باعتماد راية الدولة الهاشمية:

بأن تكون راية الدولة الهاشمية مؤلفة من الألوان الثلاثة المتوازية الأسود فالأخضر فالأبيض وأن يشمل الألوان الثلاثة مثلث ذو لون أحمر عنابي أما اللون الأسود فهو رمز راية فهو رمز راية العقاب وهي راية النبي–صلى االله عليه وسلم–المشهورة التي كان يتبرك كبار أصحابة رضوان االله عليهم بحملها في حروبهم وهي التي أشار إليها أمير المؤمنين علي–كرم الله وجهه- بقوله عندما خاض (حصين بن المنذر) بهذه الراية المباركة:

لمن راية سوداء تخفق ظلها... إذا قيل قدمهت حصين تقدما

ويقدمها الموت حتى يزيرها... حياض المنايا تقطر الموت والدما

كما اتخذت دولة بني العباس السواد شعاراً لها حتى عرفت به وعرف بها،واللون الأخضر الذي بين السواد والبياض هو الشعار الذي اشتهر عن أهل البيت،عليهم السلام منذ أحقاب طويلة، والبياض أيضاً كان شعاراً للعرب في دور من أدوراهم.

أما اللون الأحمر الذي شمل هذه الرموز الثلاثة يشكل مثلث فهو لون الأسرة المالكة الكريمة من عهد جدها ساكن الجنان الشريف أبي نمي إلى عهدنا هذا.

إن هذا الإرث ما يزال حيا حتى اليوم، وما تزال أجيال من الفلسطينيين تعتز بهذه الراية التي رفعها احرار العرب، وقد أوصى الشريف الحسين بن علي، أن يدفن في القدس، ثابتا على موقفه بعروبة فلسطين، والتي ما يزال علمها جزءا من نهضة ستبقى موصولة حتى تحرير فلسطين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات