لماذا الآن يا أطباء الوطن


يحاول البعض أن يصور اضراب الأطباء وكأنه اضراب من أجل العملية الانتخابية وأن هذا الاضراب قد استغل وقد نجح من تبناه في الوصول إلى المجلس وأخفق الذين لم يتبنوا هذا البرنامج التصعيدي بالصدمة أي الاضراب المفتوح ودفعة واحدة ودون برنامج تدريجي للتصعيد وكما كان يجري دائماً ، ولن أدخل في مناقشة هذا الأمر وحيثياته لأنه يدخل في خانة اثارة العواطف ولكن أريد أن أسأل هل مطالب الأطباء محقة وهل قضيتهم عادلة وأقول نعم المطالب محقة بامتياز والقضية عادلة بجدارة لذلك يجب الدفاع عن هذه المطالب وبكل الوسائل السلمية المتاحة أي أن القضية عادلة والقضايا العادلة يجب الدفاع عنها في كل الأوقات ، بل كل الاوقات مناسبة للدفاع عن القضايا العادلة .
والسؤال الثاني هل الاضراب موجه ضد المواطن والجواب الواضح والصريح والموضوعي لا بكل ما تعنيه كلمة لا من معنى فالمواطن أخ وابن واب وصديق ولا نقبل لأنفسنا الا نكون مع الوطن والمواطن وبالتالي الاضراب وسيلة وليس غاية بحد ذاته، وسيلة للتعبير السلمي عن الرأي ولايصال الرسالة .
وكنا نتوقع أن لا يطول الاضراب بل لم نكن نظن للحظة واحدة ان الحكومة قادرة على تهميش وتطنيش المواطن والطبيب طيلة هذه المدة ، كنا نتمنى أن تلتزم الحكومة بمذكرة التفاهم الموقعة من قبل وزيرها المستقيل وأن تعفينا من كل ما جرى ولكن أدخل البعض إلى رؤوس أصحاب القرار أن الأمر لي ذراع وأنا أقول نحن لا نرغب بلي ذراع أحد وإن كنا نختلف مع الحكومة في قضايا كثيرة لكن الحكومة حكومتنا ونحن نقابة مهنية بامتياز لها دور وطني وعروبي واسلامي وهكذا هي النقابات في كل العالم تدافع عن حقوق منتسبيها ولهؤلاء الذين يظنوا أن هناك معركة لي ذراع وكسر عظام بين الأطباء ونقابتهم وحكومتنا أقول اتقوا الله في الأطباء ونقابتهم وفي الحكومة في نفس الوقت، ومن لا يملك كلمة خير فليصمت أفضل حتى لا يتحدث باثم أو كفر .
نحن نتألم لألم المريض ونتألم عند اعادة أي مريض من دون علاج وكان قرار مجلس النقابة واضحاً بضرورة أن يلتزم الطبيب بعيادته ومكان عمله وأن يقيم الحالات فيعالج الحالات الطارئة وحالات الاسعاف والعناية المركزة والحثيثة وأمراض القلب التي تحتاج إلى تدخل وبدون هذا التدخل سيكون هناك مضاعفات لا نرضاها أن تقع على مريضنا وكذلك مرضى السكري الذين يأخذون علاج الانسولين وأمراض السرطان والمرضى الذين بحاجة إلى نقل دم مثل مرض التلاسيميا أي أن مجلس النقابة قد وسع دائرة المعالجة تخفيفاً على المواطن فظن البعض أن ذلك ضعفاً ونقول لهم أن هذا الأمر قوة فنحن من ملح هذه الأرض وبأرواحنا نفتديها ودماءنا رخيصة أمام ترابها الطهور أي أن النقابة والأطباء أعطوا المثل الأعلى في حب الوطن والانتماء إليه وهذا الأمر يستدعي أن نسأل حكومتنا لماذا كل هذا التلكؤ في اقرار نظام الهيكلة والرواتب الموحد وهل الأمر يحتاج إلى كل هذا الوقت ومنذ أسابيع والحكومة تقول أن هذا المشروع جاهز وقالوا أقر ثم تعود الأمور إلى ما كانت عليه، وأقول للحكومة عليك أن ترسي على بر وتقرري هذا الأمر حتى نرى ماذا سنفعل كموظفين ، فنحن نبحث عن العيش الكريم وليس عن الغنى الفاحش ، فأطباء الصحة يعالجون السواد الأعظم من شعبنا وفي مختلف مواقعه من أواسط الصحراء إلى أطراف القرى فنحن نتواجد أينما يتواجد المواطن ويعلم الجميع أن كفاءة أطباء الصحة يضرب بها المثل فهم الذين أعطوا للقطاع الخاص خيرة كوادره دون أن نهضم الزملاء الكبار الكبار في الخدمات الطبية الملكية والجامعات الوطنية حقوقهم فنحن واياهم في قارب واحد هو قارب الوطن .
لذلك أقول لمن يحاولون تشويه سمعة الطبيب في وزارة الصحة اتقوا الله في الأردن والوطن والانسان وأقول حاول البعض الحديث عن الخطة (ب) وهي احلال أطباء من الخدمات والجامعات والقطاع الخاص محل أطباء وزارة الصحة وقلنا هذه أقاويل فارغة لا يطلقها الا من لا يعرف قدرة الجسم الطبي الأردني على التآلف والتضامن في الأوقات الحرجة وكنا نتمنى أن لا يفكر أحداً أو يطرح هذه الفكرة المسيئة بكل معنى الكلمة بل تسىء إلى درجة القرف وأحسن صنعاً معالي الدكتور ياسين الحسبان بنفيه لهذا الحديث وانه لم يرد على لسانه أو فهمه البعض خطاً ونتمنى عليه أن يستمر في دعم أبناءه واخوانه واخواته أطباء وزارة الصحة .
وأقول ان الاضراب جاء لتحسين أوضاع الأطباء وهذا شيء صحيح ونقره ولكن في نفس الوقت جاء الاضراب ليدق ناقوس الخطر ان هناك هجرة للشباب من وزارة الصحة وأن وزارة الصحة تحتضر ان بقيت تسير الأمور بهذه الطريقة فالوزارة تفقد الكفاءات وغير قادرة على استقطابها وبالتالي يؤثر ذلك على مستوى الخدمات فنحن الأحرص على تقديم الخدمة الطبية الأفضل والرعاية الأمثل لهذا المواطن الذي نحس بمعاناته ونعيشها فنحن أبناء الكادحين الذين نعرف معنى الصحة والمرض والحاجة وقلة الحيلة المادية والظروف الاقتصادية لذلك نحن أشد الناس حرصاً على وزارة الصحة وقدرتها على تقديم الخدمة الأمثل لشعبنا المعطاء .
وأقول لمن يريد أن يسمع في حكومتنا تعالوا إلى كلمة سواء واعطونا حقوقنا وانصفوا الشباب والشياب حتى تعود الأمور لمجاريها فنحن لا نطالب بالمستحيل .
وأخيراً أقول لا نريد أن نعتصم مرة أخرى من أجل الغاء نظام مستشفى الأمير حمزة ونطالب الحكومة أن تلتزم بقرارها بالغاء النظام الخاص وان لا تقبل من مستفيد هنا أو عابث هناك أن يطالب ببقاء هذا النظام فوزارة الصحة تحن إلى ولدها مستشفى الأمير حمزة ومستشفى الأمير حمزة يحن إلى أهله ويرغب أن يكون عوناً ومساعداً لشقيقه الأكبر مستشفى البشير بل أقترح أن يكون هناك مديرية عامة وبالدرجة العليا تسمى الادارة العامة لمستشفى البشير والأمير حمزة لوضع الأمور في نصابها ولتكون الفائدة كما يتمنى المواطن وليس كما يرغب أصحاب الأجندة وعلى الحكومة أن تدعم مستشفى الأمير حمزة وأن تشتري له وفوراً كل ما يلزمه من مستلزمات ليستمرعطاءه كمستشفى حكومي وليس مخنثاً لا هو صحة ولا خاص.
وأختم بالقول تحية للمواطن الأردني الذي صبر وتحية للطبيب الذي خفف من وطأة التوقف عن العمل وتحية لنقابة الأطباء لصبرها وحسن تدبيرها وتحية لكل من يدافع عن هذه القضية العادلة سواء كان وزيراً أو نائباً أو كاتباً أو أميناً عاماً وأقول للحكومة كوني كريمة مع أطباءك فهم للدولة وللوطن وسنبقى الأوفياء لرسالتنا الانسانية ما دام فينا عرق ينبض، ونقول جواباً على لماذا الآن يا أطباء الوطن، ان الاطباء يمدون ايديهم لمن يصافحها ويحقق مطالبهم فمطالبنا مهنية مهنية ولا تحتمل الامور ما يحاول البعض ان يذهب اليه والآن هو الوقت المناسب للانصاف حيث بلغ عمر مطالبنا عقدين من الزمان ولقد هرمنا ولكن ما هرمت مطالبنا بل اعطاها الشباب ألقاً فوق ألقها.
والله من وراء القصد .

عضو مجلس نقابة الأطباء



تعليقات القراء

حسن موظف صحة غلبان
مقال تحليلي جيد ووجهة نظر محترمة ولا يوجد فيها اسفاف وشكرا للكسواني على مقاله ونتمنى المزيد وان يتبنى مطالب الموظفين الذين لا نقابات لهم خاصة ان الكسواني رئيس المستهلك النقابية
04-06-2011 04:29 PM
حسن موظف صحة غلبان
مقال تحليلي جيد ووجهة نظر محترمة ولا يوجد فيها اسفاف وشكرا للكسواني على مقاله ونتمنى المزيد وان يتبنى مطالب الموظفين الذين لا نقابات لهم خاصة ان الكسواني رئيس المستهلك النقابية
04-06-2011 04:29 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات