هل انتهى شهر عسل حكومة البخيت مع الاعلام ؟


كأي مواطن بسيط احسب الامور كالتالي ، ولاأفترض أنه هناك شيء عشوائي في تصرفات حكومتنا ، وأن سوء النية دائما قائمة بين طرفي الحكم في الاردن ( الحكومة والشعب ) ، وأن حكوماتنا لاتقراء التاريخ كي تتعلم وانما تقراءه من باب تضييع الوقت !!

ما حدث يوم الاربعاء من قيام محكمة أمن الدولة بتوقيف الزميل علاء الفزاع 14 يوم ، ومن ثم قيام جلالة الملك بإصدار امر بالافراج عنه ، وكذلك نشر خبر أن دولة الرئيس خص نص وبنفسه هو من أصدر قرار تحويل القضية من مدعى عام عمان الى مدعي عام محكمة أمن الدولة ، وتبع ذلك سفر دولة الرئيس للعراق ، كل ذلك يؤدي الى معنى واحد يملكه دولة الرئيس وهو أنه الوحيد الحاكم بأمر الكلمة والتعبير عن الراي في البلد ، ففي عقلية دولة الرئيس العسكرية والاستخباراتية تنادى صوت داخلي يقول لدولة الرئيس : أنك انت المتحكم بأمر العباد ، وأمر شركات الاتصالات بحجب بعض المواقع عن خدمة الانترنت ، وفي هذه الحالة يتعلم الجميع وخصوصا الاعلام درسا من أنني لازلت الحاكم والأمر، وفي ذلك صورة معكوسة تماما بين قول الرئيس وفعله ، ففي مجموع المؤتمرات الصحفية التي يعقدها دولة الرئيس يصر ويؤكد ويدافع بقوة عن انه مع تعدد الاراء وان الاعلام له دور فعال وهو الشريك الحقيقي في الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي المنشود ، وان صدر دولته رحب ويتسع لكل نقد موضوعي وبناء .

ومن الادلة على عدم القراءة السليمة للتاريخ ،ان الفاصل الزمني ما بين رحيل حكومة الرفاعي وتشكيل حكومة البخيت لايتعدى الشهور الاربعة ، ومع ذلك يبدو أن هناك جينات وراثية في تركيبة الحكومات الاردنية يصعب التخلص منها ، ومن ابرز هذه الجينات ، أنها حكومات لاتقراء كتب التكليف السامي بوضوح ، وانها لاتقراء التاريخ بوضوح ، وانها تمارس التجربة 0 بالصح والخطأ ) من منطلق ( إن صابت صابت وإن ما صابت راحت على الشعب مش علينا ) .

ففي كل هذه الجينات الوراثية شيء واحد مشترك وهو أن حكوماتنا لاتزال تفضل اسلوب العصا والجزرة في علاقتها مع الاعلام ، وتسير على قاعدة خذوهم بسلطة التنفيذ التي لدينا وعلى المتظلم اللجوء للقضاء وهنا يقصد بالقضاء القضاء العسكري وليس القضاء المدني ، وكل عرس حكومة اردنية جديد والاعلام بألف خير !!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات