من مصطلحات ما بعد انطلاق الثورات العربية ( ربيع الثورات العربية ) فلا تكاد تخلو مقالة أو تحليل سياسي أو نشرة أخبار من الإشارة إلى هذا المصطلح , ولا اعرف على وجه الدقة من صاحب الكلمة ومتى قيلت أول مرة, ولكنها بالنتيجة تطلق على الوضع العربي الراهن وما يجتاح الوطن العربي من صحوة - وان كانت متأخرة بعض الشيء- وثورات على الظلم والطغيان وسنوات من الاستبداد والذل والمهانة , ولا أظن ان ما توحي به كلمة الربيع يتناغم مع ما نراه على الأرض , فشهداء مرحلة الثورات ودمائهم التي لونت شوارع تونس والقاهرة وطرابلس وعدن وصنعاء ودمشق ودرعا ..والقائمة تطول لا أظنها تناسب الربيع .فهو لا يحمل اللون الأحمر القاني المرعب المخيف, منذ الصغر ونحن نفهم الربيع للراحة والدعة والاستمتاع بالجمال والرحلات و مرحلة انتشار بعد انقباض بفعل الشتاء, ولم يرتبط في أذهاننا بدماء زكية طاهرة. ولكن قد يكن هذا سببا مقنعا لهذه التسمية وان العرب عاشوا ردحا من الزمن مقبوضا عليهم ومخنوقين بفعل الأنظمة الفاسدة ذات الأفق الضيق والذراع العسكري الطويل, ولكن ما لا يقنع ان يتلون الربيع بدماء الناس ,

أين الربيع في الشام من مقتل حمزة الخطيب ؟؟ وكيف يكون ربيع مع أمثاله وهم كثير
.أين الربيع من أشلاء الناس في الشوارع ؟ في تلبيسه ودير الزور وركن الدين ودمشق ودرعا ؟؟؟ أين الربيع من أطفال بعمر الزهور يقتلون بدم بارد أمام أعين أهلهم وأمام أعين الناس ؟ أين الربيع من فتيات يقهرن وتهتك اعرضهن من مرتزقة القذافي في كل المدن الليبية ؟؟؟ أين الربيع من مسلحين يعتلون أسطح المنازل والعمارات في صنعاء وعدن و... الخ , ويقتلون الناس اقتناصا كأنما هم في رحلة صيد يستمتعون بآهات الأمهات والثكالا والشيوخ ؟أين الربيع من أكثر عشرة الآف شهيد وقتيل في ليبيا ؟ وعدد غير معروف في سوريا واليمن ...؟؟؟ ومازال الشهداء يسقطون ؟
لا استطيع ان اقتنع بان هذا هو الربيع ولا الشتاء أيضا ومن غير الممكن ان يكون صيفا وربما ليس من الإنصاف ان يكون خريفا . من الممكن ان يكون فصلا خامسا دمويا بامتياز غريبا باستحقاق أو ربما نجمع من كل فصل ما يناسب ونصنع فصلا آخر جديد فنقول : هو خريف الحكام الفاسدين لقرب نهايتهم وسقوط أوراقهم وشتاء غضب المسحوقين من الشعوب على الجزارين وربيع الأمل القادم للعيش بكرامة وصيف الحرارة الملتهبة فوق رؤوس الظالمين.



salemzboon@yahoo.com