غزة تتحدى مخطط الإبادة الجماعية


جراسا -

يشهد قطاع غزة القصف الأعنف برا وبحرا وجوا منذ بداية الحرب، مع تدمير البنية التحتية للاتصالات في القطاع، في ظل استمرار محاولات السكان الحفاظ على التواصل مع العالم الخارجي.

وحذّرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان من أن انقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مكثف، قد يشكّل «غطاء لفظائع جماعية، ويسهم في الإفلات من العقاب على انتهاكتات لحقوق الإنسان، بحسب بيان ديبورا براون المسؤولة في هيومن رايتس ووتش.

وفي نفس السياق، حذر الرئيس الكولومبي،غوستافو بيترو، بأن البشرية باتت «أمام إبادة جماعية»، تعليقا على التطورات الأخيرة في قطاع غزة.

وكتب بيترو على موقع «إكس» (تويتر سابقا)، يوم الجمعة: «مع القطع الكامل للطاقة والإنترنت تنطلق المجزرة في غزة.. 100 طائرة تقصف بينما يتوغل آلاف الجنود الإسرائيليين في غزة».

وأضاف أن «البشرية اليوم أمام إبادة جماعية».

ومن جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الجمعة، من أنه «بدون تغيير جوهري، فإن سكان غزة سيتكبدون وابلا غير مسبوق من المآسي الإنسانية».

وقال غوتيريش، في بيان تلاه المتحدث باسمه: «على الجميع تحمل مسؤولياتهم.. إنها لحظة الحقيقة، والتاريخ سيحكم علينا»، مشددا على أن «النظام الإنساني في غزة يواجه انهيارا كاملا، مع عواقب لا يمكن تصورها على أكثر من مليوني مدني».

وأكد مكتب مفوض حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة أن «العقاب الجماعي» الذي تفرضه إسرائيل على سكان غزة من خلال الحصار وقصف المناطق المكتظة بالسكان، يعد جريمة حرب».

بينما تشير مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية، إلى أن الغزو الإسرائيلي لغزة لن ينجح، وأن غزة ستتحدى مخطط الإبادة الجماعية.

وأوضحت المجلة الأميركية، أن إسرائيل تضع اللمسات النهائية على خططها لغزو بري محتمل لقطاع غزة في أعقاب التصعيد الهائل لأعمال العنف في أكتوبر/تشرين الأول، ولكن العديد من الخبراء والمحللين يطرحون، بحق، أسئلة مهمة حول جوهر مثل هذا القرار العسكري.

وأضافت«ناشيونال إنترست»، لقد ظنّت إسرائيل أن «حماس» ستحتاج إلى إثبات نفسها سياسيا من خلال تحسين الواقع المعاشي لسكان غزة.. وأن الإغراءات الاقتصادية ستخفف من عقيدتها بأن إسرائيل كيان غير شرعي ويجب القضاء عليه.

إسرائيل تواجه عواقب تقديراتها الخاطئة

لكن فكرة تحسين الوضع الاقتصادي لحماس لم يعدّل الحماسة العقائدية.. وسواء تم بناء هذا المفهوم الخاطئ بسبب خداع حماس الاستراتيجي أو بسبب التمني من الجانب الإسرائيلي، فقد أثبت فشله في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وفشلت إسرائيل في تقدير أولوية الفكر العقائدي لحماس رغم الاحتياجات الاقتصادية الهائلة لسكان غزة.. وكان هناك عدة مؤشرات لم تعطها إسرائيل الانتباه الكافي.. وبينما تواجه إسرائيل عواقب تقديراتها الخاطئة بشأن إيدلوجية حماس، هاهي عازمة على التقليل من تفاني حماس في أيديولوجيتها مرة أخرى، بحسب تقرير مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية.

أميركا تبحث عن النقطة المناسبة

ويقول الباحث الأميركي في المجلة، روبرت د. كابلان، إنه يتعين على أميركا أن تجد النقطة المناسبة بين السماح لإسرائيل باستعادة قوة الردع من دون تسوية غزة بالكامل بالأرض.. مضيفا: «أنا أتفق مع الباحث الأميركي ريتشارد هاس في أن الولايات المتحدة تحتاج إلى إيجاد النقطة المناسبة بين السماح لإسرائيل باستعادة قوة الردع دون تسوية غزة بالكامل بالأرض».



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات