غزة: عمليات جراحية تجرى في الساحات والشوارع


جراسا -

أكد أطباء مختصون أن الوضع الصحي في غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع بات مأساويا في ظل عدم توفر الخدمات الصحية الأساسية ومنع دخولها.

وأشاروا في تصريحات صحافية، أن منظات الإغاثة الدولية أثبتت فشلها بالتأثير على الوضع الصحي بغزة، فلا يعقل أن تخلو المؤسسات الصحية من الوقود والكهرباء والمستهلكات الطبية الضرورية والأدوية، وأن تجرى العمليات الجراحية للجرحى في الساحات والشوارع، على مرأى الجميع وصمتهم، دون فرض القانون على هذا الكيان المجرم.

أمين عام وزارة الصحة سابقا الدكتور عبدالرحمن المعاني بين أن «العدو الصهيوني ما زال يقصف غزة منذ 3 أسابيع بجميع أنواع الأسلحة المحرمة دوليا من أسلحة ارتجاجية تسبب الزلازل العنيفة وأسلحة فراغية تمتص الأكسجين وتؤدي لاختناق البشر، وأسلحة تسبب حرق الأعضاء الداخلية للجسم، وأسلحة تسبب الحروق الكاملة وحروقا عميقة».

واعتبر المعاني أن «منع أسباب الحياة في القطاع، وعدم السماح بدخول الخدمات الصحية الأساسية والأدوية التي تحتاجها غرف العمليات الجراحية والعناية الحثيثة والخداج وعمليات غسيل الكلى، أدى إلى انهيار المنظومة الصحية والطبية، وعدم استطاعة المستشفيات والمراكز الصحية والطبية استقبال أي حالات مرضية من مصابين وجرحى».

ونظرا لعدم توفر الخدمات الصحية والطبية في المستشفيات واستهدافها، فقد تحولت وفق المعاني إلى مشارح تستقبل الشهداء والإصابات الخطيرة دون تقديم الخدمات الصحية الأساسية، بالإضافة إلى إجراء العمليات الجراحية في الساحات والشوارع.

وطالب المعاني المنظمات الدولية بالتدخل والضغط على هذا الكيان الغاشم، لإنقاذ المؤسسات الصحية في غزة، وتزويدها بالأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية والوقود والكهرباء والأغذية، مؤكدا أن هذه المنظمات أثبتت فشلها بالتأثير على الوضع الصحي في القطاع، وإلزام الاحتلال بتطبيق القوانين الدولية.

من جهتها شددت أخصائية التوعية والإعلام الصحي الصيدلانية الدكتورة روان عبدالسلام على أن «الوضع في غزة بات كارثيا، بسبب انقطاع المياه وعدم توفر مستلزمات العناية الشخصية، وعدم مواءمة منظومة الصرف الصحي، وتدهور أجزاء كبيرة منها نتيجة العدوان، إضافة إلى الاكتظاظ في مراكز الإيواء، الذي يزيد مخاطر تفشي الأمراض السارية، ويُنذر بكارثة صحية وانتشار أوبئة خطيرة مثل الكوليرا». ولفتت إلى أن «الإرهاق والضغط النفسي والجسدي للكوادر الصحية والطبية والإسعافية، رغم الإنهاك ونقص الإمكانات والأعداد الكبيرة من الشهداء، أدى إلى اتباع أسلوب المفاضلة في العلاج، كذلك تأثر مرضى غسيل الكلى والسرطان والأطفال الخدج، والمرضى الذين يتلقون الرعاية بمساعدة الآلات في وحدات العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي، نتيجة قطع التيار الكهربائي والوقود المخصص للمرافق الصحية».

وأوضحت عبدالسلام أن النساء الحوامل يواجهن صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية، بسبب الهجمات على المرافق والعاملين، ومعرضات للولادة في مراكز غير مهيأة وتفتقر إلى أدنى الشروط الصحية اللازمة، ما يهدد حياة الأم الحامل وجنينها.

ونوهت إلى أن الأدوية داخل الثلاجات أصبحت غير صالحة للاستعمال، كما أن هناك خطر تفشي الأمراض والأوبئة جراء تواجد مئات الجثث تحت ركام المنازل و تراكمها في غزة، ناهيك عن عدم توفر الماء والأغذية، في حين أن الأطفال بحاجة إلى مكملات الحليب والحفاظات وأدوات العناية الشخصية، والحاجة شديدة للتبرع بالدم في ظل الإصابات الشديدة والنزف.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات