موقف ملِك موقف الملك


ليس من عادتي الكتابة في المدح , ولا أحبذه لكنه موقف يسجل لضمير حاضر الوجدان يعقل الحلم ويحلم على قدر العقل , لا يزاحم في تسجيل المواقف , ولا يستجدي رغم أن ضمير الحاضر واقف. يترفع عن الإقحام ؛ تلك هي مواقف المقدام . يعز عندما يكون العز صعب المنال , كان هذا في القاهرة, وكانت عمان كما هي حاضرة مملكة يرعاها الله قيادة وازنة راشدة مرجعية السلام رغم أن هناك من يريد لها الهامش إلا أنها تتقدم في كل معترك عربي ودولي هي الشوكة في عين الحاسد.

موقف يسجله التاريخ موقف صادق رغم عاتيات الرياح وكلاب الحي عالية النباح تنتظر لِحِمانا أن يستباح وان تقتلع الجذور , ويصبح اللجوء من المسلمات حيث مثل الملك عبد الله الثاني بن الحسين موقف قومي وطني مسؤول وإن كانت حقيقة أمتنا هامش على طرف هامش تعاني من حصار الفكر وتصحره لكنه خطاب الأمل ليمنع اليد القذرة من أن تدنس مرتكزات حضارة أمة نصَّب القدر لها دولة غاشمة تتمنى أن تمتطي صهوتها في ظل ميزان قوة ظالم يمثل المخرز الذي يشق الكف , وفي ظل دعم غربي واضح بدأ منذ أحداث 11 سبتمبر حيث ربط كل مقاومة مشروعة بالارهاب قاتل الله من يفور ولا يعي كيف تكون الثورة ؛ نفور وعدونا يجني ثمار الفورة , إنتحار على أبواب التاريخ غَرَبنا عن ذواتنا وحاصرنا فيها مرة نرفع الاكف للسماء وأخرى بالدماء نحنيها .

يكاد هذا العالم اليوم يفقد جوهر إنسانيته في موقفه من مجازر غزة لذا كان الخطاب الهاشمي في القاهرة من ثوابت هذا الوطن ومن مرتكزات أمنه وموقفه العربي الذي تحمله الاردني بكل شجاعة واقتدار منذ قيام الكيان الغاصب وحتى اليوم موقف نادر يسجل بأحرف من نور موقف ملِك موقف الملك هكذا الانصاف يقول .

سقطت في غزة إنسانية دول عظمى , وكان نداء الاردن , والذي مثله الملك في القاهرة بوضوح أن الكيل بمكيالين عمل بربري يرفضه التاريخ , وان العيش بسلام مطلب الجميع , وعلى الجميع إحترام إنسانية الانسان , وأن ماقامت به حماس ردود أفعال على جرائم اغتصاب الارض , وتهجير أهلها وتغيير معالمها وعزل سكانها بجدران إسمنيتة ستكون الشاهد الأكبر على بغض الصهيونية . فمن حق أطفال غزة بيئة آمنة فهم أهل الارض عهر التاريخ يكتبه القوي وحق الضعيف مستباح .

إن تفكير الكيان الغاصب بتصدير أزمته مرفوض ,وخط أحمر فما أجمل الخطوط التي يخطها الملوك لإوطانهم فإن كان منطق القوة هو السائد فموقف الحق ثابت ؛ خطاب يؤسس لأن يكون خارطة طريق ليست مثل تلك الخرائط التي يدنسها الزيف بل هي طرق عبور نحو مستقبل آمن للجميع ؛ نحن لانعتدي على مساحات أحد لكن مساحتنا أبية على كل معتد هكذا قالها ونحن نردد خلفه أن الجبهة قوية وأن الجيش شعب والشعب جيش خندق واحد فإما حياة تسر الصديق وإما شرف الموت .

يحق لنا أن نفخر في موقف قيادتنا , وأن نعي أن في هذا الوطن مواقف الشرف ثابتة لا تتزعزع , ولا تعرف طعنات الخلف , وان قواتنا المسلحة هي درعنا , وان دولتنا القوية هي مصدر أمل للاقليم , وأن نعي جيدا أن الغضب فيما يحدث في غزة يجب ان يترجم على أرض الواقع بشعار واحد؛ كلنا الاردن , من أجل أن نكون الرديف لهذه الامة , وحجر زاوية يحتمل الارتكاز دون لين .

شكرا جلالة الملك لمثلك الشكر واجب وقول الحق فرض في زمان عربدة الشياه وصبيان المزاحمة فمهما زاحموك نجم لن يطولوك علوج العروبة يكرهوك ويكفيك محبة من هنا عرب أقحاح أهل موقف الوفاء عندهم أصيل والدماء ترخص عندما يعلو صوتك فزمجر وقد وسد حزامك مشدود وحوضك كلنا حراسه الدنية لا نرضاها حِمانا محرم على كل سفاح مخاذل , لانملك المال لكنه موقف ثابت وقالوا قديما بيت الرجال أعز من بيت المال وفقكم المولى وسدد خطاكم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات