إلى الطيّارين العرب
يطالع الطفل روحه وهي إلى السماء صاعدة ، و روحه تطالع من السماء طائرات على المدارج راقدة ، وحسيس جناحيّه أعلى من صهيل الحديد على إسفلت القاعدة ، يلوّح الطفل بكفّه الخفيفة للثقيلات الواقدة ، لعل عين الطيّار تبصره أو حتّى عين الطائرة ، لعل عين العروبة تبصر شاهده ، كما ابصرته عين الله الشاهدة.
يقول الطفل : بالأمس كنّا نلوّح لكم في الطابور الصباحي ، ويختلط صهيل طائراتكم بفاتحة الله ونشيدنا الوطني ، كنّا نظن أن أكفّنا النحيلة تحميكم ، كنّا نظن أن دعاء أمهاتنا يحميكم ، كنّا نظن أن صوركم في دفاتر رسمنا تحميكم ، كنّا نظن أن وسائد القطن المحشوّة بقصص الجدّات عنكم تحميكم ، كنّا نظن أن بطون طائراتكم ستحمينا ، كما كان النسر المعلّق على صدورنا صبيحة العيد يحميكم.
في الطابور الصباحي يبصر الطفل طائرات لا تشبه طائراتكم ، وأعلاماً لا تشبه أعلامكم ، ونوافذ لا يقبع خلفها رفاق الحلم العربي ، تسقط الخرائط المعلّقة على جدار الفصل الدراسي ، ويبتلع الفسفور الأسود كتاب التاريخ للصف الابتدائي ، وتُشنق سمّاعة الصوت وهي ترتّل "موطني" ، والطفل ما زال يصرخ "موطني" ، والطفل ما زال يلوّح "موطني" ، تخترق شظايا الموت حقيبة ظهره ولباسه المدرسي ، ارتقى الطفل ، وكفّه بقيت هناك تلوّح لم ترتقِ.
يُستدعى الطفل كشاهد في السماء ، يُسأل عن أسمائهم و رُتبهم وأرقامهم العسكرية ، يُسأل عن طائراتهم و دبابتهم وجيوشهم العربية ، هو لا يعرفهم فقد كان يظن أنه يعرفهم ، هو بالكاد يذكر غرفته و دُميته ، وحديقة في الحيّ بجوارها مقبرة جماعية.
المحامي
حمزة الفقهاء
يطالع الطفل روحه وهي إلى السماء صاعدة ، و روحه تطالع من السماء طائرات على المدارج راقدة ، وحسيس جناحيّه أعلى من صهيل الحديد على إسفلت القاعدة ، يلوّح الطفل بكفّه الخفيفة للثقيلات الواقدة ، لعل عين الطيّار تبصره أو حتّى عين الطائرة ، لعل عين العروبة تبصر شاهده ، كما ابصرته عين الله الشاهدة.
يقول الطفل : بالأمس كنّا نلوّح لكم في الطابور الصباحي ، ويختلط صهيل طائراتكم بفاتحة الله ونشيدنا الوطني ، كنّا نظن أن أكفّنا النحيلة تحميكم ، كنّا نظن أن دعاء أمهاتنا يحميكم ، كنّا نظن أن صوركم في دفاتر رسمنا تحميكم ، كنّا نظن أن وسائد القطن المحشوّة بقصص الجدّات عنكم تحميكم ، كنّا نظن أن بطون طائراتكم ستحمينا ، كما كان النسر المعلّق على صدورنا صبيحة العيد يحميكم.
في الطابور الصباحي يبصر الطفل طائرات لا تشبه طائراتكم ، وأعلاماً لا تشبه أعلامكم ، ونوافذ لا يقبع خلفها رفاق الحلم العربي ، تسقط الخرائط المعلّقة على جدار الفصل الدراسي ، ويبتلع الفسفور الأسود كتاب التاريخ للصف الابتدائي ، وتُشنق سمّاعة الصوت وهي ترتّل "موطني" ، والطفل ما زال يصرخ "موطني" ، والطفل ما زال يلوّح "موطني" ، تخترق شظايا الموت حقيبة ظهره ولباسه المدرسي ، ارتقى الطفل ، وكفّه بقيت هناك تلوّح لم ترتقِ.
يُستدعى الطفل كشاهد في السماء ، يُسأل عن أسمائهم و رُتبهم وأرقامهم العسكرية ، يُسأل عن طائراتهم و دبابتهم وجيوشهم العربية ، هو لا يعرفهم فقد كان يظن أنه يعرفهم ، هو بالكاد يذكر غرفته و دُميته ، وحديقة في الحيّ بجوارها مقبرة جماعية.
المحامي
حمزة الفقهاء
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |