وزارة البيئة الأردنية : هنا برقش


برقش ليست قرية في موزامبيق أو الاكوادور أو تيمور الشرقية، بل هي أراضٍ أردنية، وحماية غاباتها قضية وطنية لا يحُرم على وزارة البيئة الأردنية مقاربتها، بل يجب على الوزارة أن يكون لها موقفٌ واضحٌ ومحدد منها، فمنذ أسابيع تتفاعل على الساحة المحلية قضية الكلية العسكرية المزمع إقامتها في غابات برقش رغم المخالفات القانونية المتعددة في المسألة.

القضية شغلت وما زالت اهتمام الصحافة المطبوعة والإلكترونية، وتداعى الناشطون البيئيون في الأردن وخارجه لتوضيح هذه المخالفات القانونية، والتصدي لها، منهم من كتب، ومنهم من رسم، ومنهم من اعتصم، ومنهم من ينتظر، لكنهم – جميعاً- يقفون صفاً واحداً دفاعاً عن القانون وحمايةً للبيئة وإنقاذاً لبرقش.

الغائب الوحيد عن هذا العرس الوطني القانوني البيئي، هي أم العريس، وأقصد بأم العريس هنا وزارة البيئة الأردنية، المنوط بها تنفيذ قانون حماية البيئة والأنظمة الصادرة بموجبه بالتعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية والأهلية.

فأين هي أم العريس وزارة البيئة الأردنية مما يجري على الساحة البيئية الأردنية، وهل تدري الوزارة أنها صاحبة اختصاص في هذه المسألة، أم انها زاهدةٌ باختصاصها، ولا تُريدُ ممارسة صلاحياتها بموجب المادة الثالثة من قانون حماية البيئة التي تجعل من وزارة البيئة "الجهة المختصة بحماية البيئة في المملكة..."، كما "تعتبر الوزارة المرجع المختص على المستوى الوطني والاقليمي والدولي فيما يتعلق بجميع القضايا والشؤون البيئية...".

وزارة البيئة هي وزارة ميدان، وليست وزارة مكاتب مُكيّفة في عمّان، وهي وزارة شابّة لم تهرم بعد، وعليها مسؤوليات كبيرة لانقاذ وتحيسن الواقع البيئي في الأردن من شماله إلى جنوبه ومن شرقة إلى غربة، فأين هي الحدائق البيئة؟ وأين هي مشاريع إعادة التدوير؟ وما هي الحلول التي قدمتها الوزارة لمواجهة المشاكل البيئية في الأردن؟ لدينا مأساة بيئية في أرميمين، ومأساة أكبر في دبين، وكارثة بيئية في الزرقاء، وزحف صحرواي في كل مكان، واجتياح اسمنتي كاسح ومبرمج للأراضي الزراعية. وننشغل – منذ فترة- بمفاعل نووي لا ندري شيئاً عن جداوه الاقتصادية والبيئية ، واحة الأزرق شارفت على الهلاك، وآخر خطوطنا الخضراء – برقش- تنتظر المصير ذاته، والوزارة مشغولة بإعداد استراتيجات ورسم سياساتٍ بيئيةٍ حظُها من التنفيذ قليل!

أُذكّر من جديد، برقش أرض أردنية بشهادة التاريخ والجغرافيا وسجلات وزارة الداخلية، ولا توجد جهة مختصة ومسؤولة عن حماية غابات برقش غير وزارة البيئة بالتنسيق والتعاون مع وزارة الزراعة والجهات المعنية بالمشروع المراد إقامته في غاباتها خلافاً لأحكام القوانين الأردنية، وهي تُمارس واجبها القانوني بموجب قانونٍ أردنيّ نافذ يُعطي لها صلاحيات واسعةٍ في هذا المجال، أما معالي وزير البيئة الأكرم، فقد أقسمَ بالله العظيم أن يقوم بالوجبات الموكولة إليه بأمانة، ومن الأمانة أن يقوم بواجباته تلك تحت رقابة السُلطة التشريعية، ووسائل الإعلام، والرأي العام الأردني الذي بدأ بتنظيم نفسه للحلول محل وزارة البيئة طالما أنها اختارت أن تعلب دور أم العريس.





تعليقات القراء

ابن عجلون
عزيزي د.عبد الناصر هياجنه ,لو الكل يدرك كم من الاشجار تقطع سنويا"من غابات برقش من قبل تجار الفحم والحطب لناصرة المطالبين ببناء الكليه العسكريه هناك وشددة علي اياديهم خاصه هولاء النخبه من ابناء المنطقه والذين يدركون حجم الخسائر السنويه لهذه الغابات ,نحن ابناء المنطقه مع بناء الكليه العسكريه هناك لان ذلك يحمي تلك الغابات من عبث العابثين الفاسدين وانصح كل مواطن يريد ما هي فائدة الكليه العسكريه هناك ان يذهب الي المنطقه وباتجاه ما يسمي بعين زوبيا ويشاهد عدد المفاحم هناك ,ليعلم الجميع ان نتيجة ارتفاع اسعار المحرقات العام الماضي وهذه احصائيه موكده ان عدد مواقد الحطب التي بيعت بمحافظة عجلون (26000) موقد وعلي ماذا يتغذي هذا الموقد يا سادتي ,انه يتغذي من غابات برقش لبعد السكان عنها وبعيده عن اعين المراقبين والحقيقه تقال ان عددا"كبيرا"من مراقبي الحراج لا يجروؤن دخول هذه الغابات البعيد عن الواقع المرير لتلك الغابات يكتب ما يحلو له لكن ابن تلك المنطقه الغيور عليها يؤيد مشروع البناء هذا لحماية تلك الغابات ,وشكرا
17-05-2011 01:42 PM
ابن عجلون
عزيزي د.عبد الناصر هياجنه ,لو الكل يدرك كم من الاشجار تقطع سنويا"من غابات برقش من قبل تجار الفحم والحطب لناصرة المطالبين ببناء الكليه العسكريه هناك وشددة علي اياديهم خاصه هولاء النخبه من ابناء المنطقه والذين يدركون حجم الخسائر السنويه لهذه الغابات ,نحن ابناء المنطقه مع بناء الكليه العسكريه هناك لان ذلك يحمي تلك الغابات من عبث العابثين الفاسدين وانصح كل مواطن يريد ما هي فائدة الكليه العسكريه هناك ان يذهب الي المنطقه وباتجاه ما يسمي بعين زوبيا ويشاهد عدد المفاحم هناك ,ليعلم الجميع ان نتيجة ارتفاع اسعار المحرقات العام الماضي وهذه احصائيه موكده ان عدد مواقد الحطب التي بيعت بمحافظة عجلون (26000) موقد وعلي ماذا يتغذي هذا الموقد يا سادتي ,انه يتغذي من غابات برقش لبعد السكان عنها وبعيده عن اعين المراقبين والحقيقه تقال ان عددا"كبيرا"من مراقبي الحراج لا يجروؤن دخول هذه الغابات البعيد عن الواقع المرير لتلك الغابات يكتب ما يحلو له لكن ابن تلك المنطقه الغيور عليها يؤيد مشروع البناء هذا لحماية تلك الغابات ,وشكرا"للدتور عبد الناصر الهياجنه
17-05-2011 01:45 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات