ماهوالجديد بعام النكبة


هناك بذلك العلم . منازلنا من القدم . ترى عيني مرابعها ولاتسعى لها قدم .......

بالامس ودع الاسرائيليون احتفالهم بتاسيس دولتهم المزعومه بان ذبحوا عشرات الفلسطينيين على حدودهممع العرب ولسان حالهم يقول اين انتم ياعرب واين انت ياصلاح الدين واين انت ياخالد ولسانحال الشهداءيقول لبيك ايها الموت فيسبيل الوطن كانت الدماء الزكية تروي تراب الوطن لينبت بعدها ازهار الحرية
فما ان ان اطفا الاسرائيليون شموع احتفالاتهم السنوية بذكرى تأسيس دولتهم.المزعومة حتى بدأ الفلسطينيون احتفالاتهم السنوية بذكرى حلول نكبتهم.ولا ادري نكبتهم ام نكبةالعرب الطقوس نفسها تتكرر كل عام، لكن التنافس بين الاعلان الاسرائيلي التقليدي عن ان مرحلة الشتات قد انتهت الى الابد بقيام الدولة القوية المتفوقة، وبين الاعلان الفلسطيني عن ان حقبة المنفى لا تزال في ذروتها وهي تضغط على الضمير العالمي،

واتى اللاجئون في مسيرة انطلقت من البوادي والاغوار والجبال والمخيمات .تؤكد بفخر على مشاركة عدد كبير من أهالي المخيمات في المسيرة، وبثقة أصحاب الأرض تقول: "سنقف هناك لنقول للأمم المتحدة وإسرائيل أننا نريد العودة الى أرضنا". أما الأشد حماسةً بين الراحلين باتجاه فلسطين فهم، الأطفال. بعضهم مقتنع بأنهم سيعودون الى أرضهم المحتلة، غداً. وحين يُسألون عن مشاركتهم في المسيرة، يأتي الجواب على الشكل التالي: "رايحين على فلسطين بكرا، ح نسافر ع بلدنا!". تشرح والدة أحد الأطفال "صعوبة أن يفهم الأطفال أنهم سينظرون الى فلسطين عن بعد، ولن يدخلونها.. هم لا يميّزون الفارق بين النظر واللمس، يعتقدون أن أقدامهم ستطأ أرضها غداً".
قدموا للحدود من أرض واحدة تحمل اسماً واحداً هو فلسطين، ها هي مخيمات اللجوء تتخذ لنفسها صورة واحدة، في ذكرى النكبة، لينسحب التلهّف للمشاركة الشعارات ذاتها على جدران المخيمين، الحماسة ذاتها في كلام المشاركين في المسيرة،التي انطلقت الاستعدادات ذاتها تجري على قدم وساق،

الشعب يريد العودة الى فلسطين"، عبارةٌ تزّين جدران مخيمات اللاجئين في العاصمة اوجرش او اربد وتعلو فوق الكمّ الهائل من الشعارات والصور التي تسكن تلك الجدران منذ بدء قصة اللجوء. في الذكرى الثالثة والستين لتهجير أهل الأرض المحتلة من بيوتهم، خرج اللاجئون من ظلم المخيمات، ليطلّوا على فلسطين، عبر الحدود فيعاهدوها بالإصرار على العودة، مهما صعبت إليها السبيل. وفي حال اعتبرت الأرقام خير دليل على حجم التحدّي في مواجهة اليأس المزمن،

الأجواء بين الحاضرين بدت أكثر إيجابية مما تشهده في العادة، ربما بفعل المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" بعد انقسام صداميّ ودام دام أربع سنوات، وربما بسبب الثورات العربية التي صنعت حراكاً في حياة العرب الراكدة.


ولكن لم يحسم الجدل بعد حول ما اذا كان الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي يتجهان نحو مواجهة جديدة، او نحو تأسيس ذاكرة جديدة تمهد لتعايش سلمي، ينهي العناد الاسرائيلي والضياع الفلسطيني.
الصراع توقف الان عند حدود لا يمكن لأي اسرائيلي او فلسطيني ان يتخطاها، الا اذا كان حالما او واهما. فكرة الاستئصال سقطت تماما من القاموس الاسرائيلي والفلسطيني على حد سواء. ورسمت حدود التسوية النهائية بشكل شبه نهائي، ولم يبق سوى ان تحصل على التوقيع الرسمي المتبادل، الذي لا تعطله سوى الاسباب الداخلية الخاصة بكلا الطرفين، التي لا يمكن ان تصمد طويلا امام الالحاح الدولي المتزايد لاقفال هذا الملف المحرج اخلاقيا وانسانيا، اكثر مما هو مقلق سياسيا او امنيا. فالقضية لم تعد قومية او حتى وطنية، اصبحت مسألة فكرية تختزل احد العناوين الثانوية للحرب الدائرة بين الاسلام والغرب... والتي بات من مصلحة الاسرائيليين والفلسطينيين المشتركة ان يؤكدوا عدم انخراطهم فيها!
صحيح ان الذاكرة الاسرائيلية هي اقوى بما لا يقاس من الذاكرة الفلسطينية، لكن المشكلة التي تواجهها اسرائيل مع ذاتها ومع بيئتها الغربية لا تقل اهمية عن المشكلة التي يواجهها الشعب الفلسطيني مع نفسه ومع بيئته العربية والاسلامية، وهو ما يفرض عليهما تواطوءا ثنائيا، يحطم جدران الفصل وهياكل العزل، ويخرق الكثير من المحرمات التي عاش عليها الصراع طوال قرن مضى... من دون ان يبدو ان ايا منهما يخون ذاكرته او تجربته او سلوكه السياسي.
كان الخطاب الاسرائيلي الاحتفالي الذي يروّج لقوة الدولة واطمئنانها الى مستقبلها اشبه بمسرحية فولكلورية تستعيد امجاد الماضي لكي تصنع اوهام الحاضر... وتنكر حقيقة ان اسرائيل، وفي ذروة احساسها بالامان، تشعر بالعزلة عن مداها الاميركي والاوروبي، كما تشعر بالغربة عن محيطها العربي ومفاجآته الشعبية المتلاحقة التي لا تثير توجس دولة كانت في الاصل الذريعة الكبرى لقيام معظم الدكتاتوريات العربية المتهاوية هذه الايام...
سحب الاسرائيليون من خطابهم الاحتفالي، التحدي الوطني الفلسطيني، قال بعضهم ان المعركة في اروقة القضاء والمحاكم الدولية اخطر من المعركة العسكرية والامنية. تعاملوا بتسامح مع مسيرات فلسطينيي عام 1948. وسلّموا بأن الضفة الغربية هي ارض لقاء سياسي اكثر مما هي ارض افتراق، او اشتباك. ورسخوا فكرة ان قطاع غزه هو موقع تمرد داخلي على الشرعية الفلسطينية، لا يمكن ان يحاصر الى الابد، لكنه يمكن ان يخضع للابتزاز المالي الذي يهدف الى خفض المستوى المعيشي والسياسي لأي مفاوض فلسطيني.
احتفلت اسرائيل بقيامها، وبتعايشها مع ذكرى النكبة، التي لم تعد تنفي وجودها، لكنها تندرج في وعي شعبي عربي متحرر من تجارب الماضي وهزائمها واحباطاتها.



تعليقات القراء

بسمه بنت
مقاله اكثر من رائعه
16-05-2011 09:49 PM
احمد
نعم والف نعم هذاهوالواقــــــــــــــــــــــــــع
16-05-2011 09:50 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات