في يوم النكبة


أزرق ...أصفر... أخضر
ألوان لها معنى
إذا تسارعت إجراءات إنضمام الأردن إلى دول مجلس التعاون الخليجي وفي إعتقادي أن ذلك يأخذ وقتا طويلا لملائمة التشريعات ووضع الآليات العملية والتي على الأغلب ستكون على مراحل متتالية تأخذ بالحسبان جميع التوقعات والبدائل والخيارات المتاحة
ولكن هناك نقطة قد تكون محيًرة إن لم تُحل القضية الفلسطينية أو يُتفق على سيناريو الحل على الأقل وهم الأردنيون من أصل فلسطيني اللذين يحملون البطاقات الخضراء وليس الصفراء فهل سيعتبرون اردنيون منضمُّون للدول الخليجية وينطبق عليهم ما ينطبق على مواطنيهم الأردنيون الآخرون وإذا طبقت الأردن التعليمات والقوانين المتعلًقة بإقامة الوافدين والأجانب كالتي تطبق في الخليج فهل يُطلب من أصحاب البطاقة الخضراء كفلاء لكي يبقون في الاردن بعد فترة السماح التي تمنح لهم لتصويب اوضاعهم وهل يمكن لصاحب البطاقة الصفراء أن يكفل صاحب البطاقة الخضراء ؟؟؟؟!!!!!؟؟؟؟
لا شكّ ان الأردن قبل ان يطلب الإنضمام فكر بذلك وأن قادة دول الخليج قبل الترحيب بالطلب فكروا بذلك ولكن التفكير لا يعني وضع الحل او الخيارات والبدائل .
ولكن إن طلبت فلسطين الإنضمام إلى دول مجلس التعاون ألخليجي فتكون قد تحقق حلم عربي وهي إقامة دولة عربية القومية من البحر حتى المحيط قبل إقامة دولة الصهاينة من البحر حتى النهر .
وفي هذا اليوم الذي يحتفل اليهود فيه بإنشاء وطنهم القومي فإن الشعب الفلسطيني يحتفل بنكبته والأمة العربية تحتفل بخزيها كيف أن حثالات وجماعات عددها قليل إستطاعت إستنهاض جميع يهود العالم ودول وشعوب اخرى لتحقيق وعد بلفور في إنشاء ذلك الوطن على حساب الشعب العربي الفلسطيني وإرضه مستغلين ما فعل هتلر بهم ونتائج الحرب العالمية الثانية بينما العرب على كثرتهم خرجوا مكسوري الخاطر مقسّمين إلى أشباه دول ودويلات
وحسب آخر الإحصاءات سيتساوى عدد المواطنين اليهود مع المواطنين الفلسطينيين على الارض الفلسطينية في أواخر عام 2014 حيث يصل كل منهم الى ستة ملايين ومائتي الف نسمة إذا ثبتت نسبة النمو حيث هي الان وفي عام 2030 يتساوى عدد اليهود والفلسطينيون في العالم .
إن خطوة إنضمام الاردن والمغرب إلى دول مجلس التعاون الخليجي إن تحققت ستكون من أهم الخطوات العربية الوحدوية بعد تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971 ومن قبلها خطوة إندماج الضفة الغربية للمملكة الاردنية الهاشمية عام 1950.
فلسطين ذلك الجريح من العدو والذبيح من اهله روتك دماء الشهداء الذين ذهبوا ليُحضروا لك البساط الاحمرلمواكب الفرح وإستقبال الثوار في إنتظار أن تلد الأمهات مزيدا من أشبال الزيتون بدل المترهلون الجالسون على عروش من جماجم الشهداء في رام الله وغزة على حد سواء .
أبي عاش ثمانون حولا وهو ينتظر وقد حرّم على نفسه أكل البرتقال منتظرا ان يأكل من أرضه قرب يافا ومات قبل ان يحقق حلمه الذي ضاع بفضل السياسة والساسة وكراسي الوهم الكاذب .
فكم من الاعوام ستمضي ونحن واحفادنا ينتظرون الخبر العاجل من محطة تبث من فوق القمر تبشرنا بانه تم تحرير اخر شبر من ارض الصحراء الفلسطينية وتم هدم الهيكل الذي كان مزعوما .
أيها الشعب الذي اصبحت تعرّف بلون بطاقاتك فمن زرقاء يسمى كرت المؤن (أصبح أبيضا مع الزمن) إلى الأصفر الذي يدل على اللاجئين الجدد والأخضر الذي يرتبط بالنازحين أو يكاد أو ما أشبه بذلك !! كيف سيعرفك العالم بل انت كيف ستعرف ابنائك إذا فُقدت الألوان وأصبحت الليزر هي السائدة هل نقول انك اسقطّ من لون السماء الى شجرة خضراء فتلقفتك الصحراء الجرداء حتى ذُبت في عولمة الارض .
ألا أيتها العجوز الفلسطينية الحالمة يوما بالعودة والمحتفظة بالمفتاح وزيت القنديل كوني على يقين ان حفيدا لك او حفيد حفيد لك سيحمل المفتاح يوما ليزيل عنه صدأ السنين ويذهب فاتحا لا يهاب الموت ولا يخاف السلطة لأنه تخرج من سيدي بو زيد وتعلم في ميدان التحرير وتأكد من شيئ واحد وهو أن الأرض لن تعود إلاّ إذا إرتوت بدماء نقية طريقها الشهادة ومآلها الجنّة .
هبّت رياح الحريّة وها هي مندفعة بتسارع نحو العواصم العربية تأخذ الفاسدين في طريقها وتدفن المتسلًطين تحت ترابها وتنقي البلاد من الفساد والعباد من الخوف وعندما تخلُص من الحاضر ستلتفت إلى الماضي وأنت يا أقصى أوّلها لتعود محجّا للعابدين وتعودي يا قدس الاقداس بأجراسك ومآذنك مزارا للمؤمنين ولا يعود للألوان معنى بعد ذلك .
وتكون ابجديات الوحدة العربية هي راس روس اطفالنا والحب النقي والجرأة هي زنود شبابنا والحكمة هي حديث شيوخنا ونعود أمة لها حاضر صادق ومستقبل واعد بين الأمم ودولةالأمم العربية المتحدة هي العنوان ونواتها مجلس التعاون الخليجي والاردن.
(لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَا‌ۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡہَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡ‌ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَا‌ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرً۬ا كَمَا حَمَلۡتَهُ ۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَا‌ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦ‌ۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآ‌ۚ أَنتَ مَوۡلَٮٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡڪَـٰفِرِينَ)صدق الله العظيم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات