تبادلات دافئة وبناءة بين الجزائر وفرنسا


جراسا -

بدت مؤشرات إيجابية على مسار العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية، والتي تشهد مرحلة متباينة بين التوتر والجمود، وأشارت وسائل الإعلام الجزائرية، إلى أن التطورات الإقليمية تنعش خط الجزائر ـ باريس، وأن أعمال الدورة العاشرة للمشاورات السياسية الجزائرية الفرنسية، التي عقدت في باريس قبل يومين برئاسة الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية لوناس مقرمان، مناصفة مع نظيرته الفرنسية آن ماري ديكوت، سمحت للطرفين بإجراء تقييم مرحلي استعدادا للاستحقاقات الثنائية المرتقبة، مع التركيز على الملفات ذات الأولوية في مجال التعاون الثنائي، حسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية.

ويعد لقاء الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، مع نظيرته الفرنسية، هو اللقاء الثاني من نوعه بين مسؤولين في خارجية البلدين منذ تأزم العلاقات السياسية في شهر مايو / أيار الماضي.

وترى صحيفة الخبر الجزائرية، أن هناك مؤشرات إيجابية لأعمال الدورة العاشرة للمشاورات السياسية الجزائرية الفرنسية، وأفادت الصحيفة أنه عقب اللقاء نشرت المدير العام بوزارة الخارجية والتنمية الدولية الفرنسية، آن ماري ديكوت، عبر حسابها الرسمي في موقع «إكس»، أنها ناقشت مع نظيرها الجزائري «تبادلات دافئة وبناءة»، مضيفة: «نحن نعزز العلاقات ونتعاون بشأن القضايا الدولية الكبرى».

وعلى مسار المؤشرات الايجابية التي تنعش خط الجزائر باريس، بحسب الصحيفة الجزائرية، فإن لقاء الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية مع نظيرته الفرنسية، يعد اللقاء الرسمي الثاني في غضون أسبوعين بين المسؤولين في البلدين، إذ كان مدير قسم إفريقيا والمبعوث الفرنسي الخاص المكلف بالساحل والمحيط الهندي كريستوف بيجو قد زار الجزائر في 6 سبتمبر/ يلول الجاري، وأجرى خلال الزيارة محادثات مع كبار المسؤولين في الخارجية الجزائرية حول قضايا تخص العلاقات الثنائية والاستحقاقات المقبلة،

كما زار النائب الفرنسي فريديريك بوتي، في الفترة الممتدة من 18 إلى 20 سبتمبر/ أيلول الجاري، الجزائر للوقوف على سير ومآل ملف مصالحة الذاكرة بين الجزائر وفرنسا.
وكان وزير الخارجية أحمد عطاف قد أعلن مطلع الشهر الجاري عن سلسلة لقاءات مرتقبة مع مسؤولين فرنسيين.
عودة تدريجية للاتصالات السياسية الاعتيادية بين البلدين
وتعطي الزيارات المتبادلة بين البلدين، بحسب الباحثة الجزائرية نسرين جعفر بصحيفة الخبر، مؤشرا على عودة تدريجية للاتصالات السياسية الاعتيادية بين البلدين، بعد مرحلة فتور تجلت في تأجيل زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى باريس عدة مرات، وما تلاها من أزمات سياسية، بما فيها تلك المتعلقة بالنشيد الوطني، وكذا قرار إغلاق المجال الجوي في وجه الطائرات العسكرية الفرنسية المتوجهة إلى النيجر رفضا لاستخدام الأجواء الجزائرية في عمل عسكري، بالنظر لاختلاف وجهات النظر بينهما تجاه الأزمة الجارية في النيجر.

ويرجح أن تكون اللقاءات الأخيرة في الجزائر وباريس ذات صلة ببحث ملف الزيارة المؤجلة للرئيس تبون إلى فرنسا، حيث تنتظر الرئاسة مقترح برنامج للزيارة الرئاسية، بحسب ما أعلنه الرئيس الشهر الماضي حين رفع اللبس عن مصير زيارته، مؤكدا خلال اللقاء الدوري مع وسائل الإعلام الوطنية أنها «لا تزال قائمة»، لكنه ينتظر إعلان الإليزيه عن برنامجها.

ملامح «أزمة صامتة» بين الجانبين
وكشفت صحيفة الخبر الجزائرية، أن زيارة الرئيس تبون لفرنسا في حال إجرائها، تعد الأولى من نوعها للرئيس تبون إلى فرنسا منذ وصوله إلى الحكم سنة 2019، ويعول عليها الجانبان لإعادة قطار العلاقات إلى الهدوء بعد هزات متتالية، فقبل أشهر أعلنت الجزائر وفرنسا التوافق على تأجيل زيارة رئيس الجمهورية إلى باريس، التي كانت مجدولة في 2 مايو/ أيار الماضي، دون ذكر أسباب ودواعي التأجيل.

وتأجلت زيارة الرئيس تبون إلى باريس إلى النصف الثاني من شهر يونيو/ حزيران، قبل أن تؤجل مرة أخرى لموعد لاحق لم يعلن عنه بعد، وسط ملامح «أزمة صامتة» بين الجانبين برزت للعلن مع تصاعد الجدل في فرنسا، نتيجة تأويل قرار الجزائر توسيع استعمال النشيد الوطني «قسما» الذي يضم مقطعا يذكر فرنسا الاستعمارية بالاسم ويتوعدها بيوم الحساب، تضاف إليه دعوات شخصيات يمينية فرنسية إلى ضرورة مراجعة قانون الهجرة الذي تعتبره تفضيليا، وهو ما أغضب الجزائر.

وتضيف الصحيفة، أن هناك عدة ملفات تاريخية واقتصادية وسياسية تقف عائقا في مسار التقارب بين البلدين، أبرزها:

تمسك جناح في السلطة الفرنسية بعقلية قديمة في التعامل مع الجزائر التي فرضت مبدأ «الندية» في علاقاتها الدولية، مع تمسكها بمطلب اعتراف فرنسا بجرائمها إبان الاحتلال وحرب التحرير والاعتذار عنها.

فيما يرفض الطرف الفرنسي ذلك، على الرغم من بعض الخطوات والتصريحات السياسية التي يطلقها القادة الفرنسيون بين الحين والآخر.

ويؤكد متابعون للعلاقات الثنائية، بحسب صحيفة الخبر الجزائرية، أنه مهما حدث من توترات تبقى هناك عدة اعتبارات تتحكم في مسار العلاقات، حيث يعيش أكثر من 6 مليون جزائري في فرنسا، تضاف إليها مصالح اقتصادية واجتماعية ومواثيق ومعاهدات وعدة نقاط تجمع بين البلدين تستوجب إيجاد ميثاق مشترك بينهما، مع احترام سيادة البلدين وتحسين المعاملة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات