ماذا وراء زيارة «كيم» الاستثنائية لروسيا؟


جراسا -

قبل وصول القطار الذي يقل زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى روسيا، كانت عيون الغرب ترصد وتراقب وتحلل الإشارات الواردة من بيونغ يانغ إلى موسكو، وبعد وصول القطار إلى منطقة بريمورسكي في أقصى الشرق الروسي، أمس الثلاثاء، بدأت التساؤلات في الغرب تعبر عن القلق من زيارة وصفتها بـ«المخيفة»، والتي تعد الأولى لـ«كيم» خارج بلاده منذ ما يقرب من أربع سنوات ونصف، حيث كانت الأخيرة إلى روسيا أيضا، التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين عام 2019.

وهذه المرة يلتقي الزعيمان في مكان لم يتم الكشف عنه في أقصى الشرق الروسي، حسبما نقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف. لكنّ السلطات الروسية لم تحدد المكان والزمان.

الرئيس بوتين أثناء تواجده في فلاديفوستوك لحضور المنتدى الاقتصادي السنوي، الذي ينتهي اليوم الأربعاء، ألمح إلى مكان عقد القمة مع زعيم كوريا الشمالية، مشيرا إلى أنه سيزور قاعدة فوستوشني الفضائية، التي تبعد ألف كيلومتر عن فلاديفوستوك، لكنه رفض الإفصاح عمّا يعتزم القيام به هناك.

وقال «لدي برنامج مناسب هناك، وعندما أصل إلى هناك ستعرفون ذلك».

رسالة «صاروخية» مشتركة من بوتين وكيم
وفيما وصف بأنه اصابة هدف سياسي بصاروخ، أطلقت كوريا الشمالية صاروخا باليستيا واحدا على الأقل قبالة ساحلها الشرقي، وذلك قبل ساعات فقط من اجتماع كيم جونج أون مع الرئيس بوتين في روسيا، بينما اختار الرئيس بوتين أيضا أن يكون مكان عقد القمة رسالة للغرب، حيث عقدت في قاعدة فضائية بأقصى شرق البلاد. ووفق وسائل إعلام روسية فإن «بوتين استقبل الزعيم الكوري الشمالي في أحدث موقع لإطلاق الصواريخ الفضائية»

وقال الرئيس الروسي وهو يصافح كيم لنحو 40 ثانية: «أنا سعيد برؤيتك.. هذه هي قاعدتنا الفضائية الجديدة».



حسابات الغرب.. وحسابات «القمة الحمراء»

الرئيس الروسي ونظيره زعيم كوريا الشمالية ـ رويترز


وبحسابات الغرب ، لا يزال التساؤل قائما: ماذا وراء زيارة «كيم» الاستثنائية لروسيا؟ وماذا سيطرح على طاولة «القمة الشيوعية الحمراء»، بحسب تعبير وول ستريت جورنال، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وضيفه زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون؟

الدوائر الغربية التي وصفت قمة «بوتبن ـ كيم»، قبل أن تبدأ بأنها «القمة الحمراء لاستعراض القوة»، تتحسب جيدا لمناقشة تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وإمكانية التوصل إلى صفقة أسلحة، لا سيما قيام موسكو بتقديم تكنولوجيا متطورة للأقمار الصناعية والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية لبيونغ يانغ مقابل أسلحة ضد أوكرانيا، ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين غربيين أن الاجتماع بين كيم وبوتين سيؤكد أيضا تعميق التعاون بين البلدين، حيث يخوض الزعيمان مواجهات منفصلة مع الولايات المتحدة.

السلاح مقابل الغذاء والطاقة
وفي مقابل توفير الذخيرة، من المرجح أن ترغب كوريا الشمالية في شحنات من الغذاء والطاقة ونقل تقنيات الأسلحة المتطورة، بحسب مصدر وكالة أسوشيتد برس. وتمتلك كوريا الشمالية مخازن ضخمة من الذخائر.

علاقات ودّ تقليدية
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إنّ كيم أبلغ مستقبليه في روسيا، أنّ زيارته «تعبير صريح» عن «الأولوية التي توليها (بلاده) للأهمية الاستراتيجية» لعلاقاتها مع روسيا.

وتحافظ كوريا الشمالية، التي تأسست عام 1948 بدعم من الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، على علاقات ودية مع روسيا تقليديا.

ومع ذلك، شهدت العلاقة بينهما نصيبها من الصعود والهبوط في مناسبات معينة، مثل إقامة العلاقات الدبلوماسية بين كوريا الجنوبية وروسيا عام 1990.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات