روسيا تشعل مخاوف الغرب من انقلابات إفريقيا


جراسا -

الانقلابات المتتالية في أفريقيا، أثارت قلق الغرب، واتجهت الاتهامات إلى روسيا بتدبير الانقلابات، حتى أحرزت مؤخرا «هدفا جديدا في مرمى الغرب» بانقلاب الغابون، أقدم حلفاء فرنسا الأفارقة وأكثرهم ولاء، مما شكل ضربة أخرى لهيبة باريس، بحسب تعبير الباحث الفرنسي، ميشيل رفائيل، فهذه الدولة الإفريقية كانت مستعمرة فرنسيية سابقة.

وتشير وسائل الإعلام الفرنسية صراحة ـ لوفيغارو، لوموند، ليبيراسيون ـ إلى أن فرنسا تعتبر الانقلابات الإفريقية الأخيرة تدميرا لنفوذها المفروض، وإطاحة برجالها المختارين، وما من فرصة على ما يبدو لباريس هذه المرة، فلا أحد يريدها هناك، فالنخب الإفريقية الجديدة، قررت إطلاق النار على البؤس الموروث، وتصاعدت حدة المعارضة للوجود الفرنسي بطرد شركاتها وقواعدها من بلادهم، وفقا لمطالب التظاهرات المليونية في النيجر.

المواجهة بين رويسيا والغرب في إفريقيا
الدوائر الغربية ترجح ضلوع روسيا متمثلة في مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، في مسلسل الانقلابات في إفريقيا، معتبرين أن المواجهة بين روسيا والغرب لا تقتصر على ساحات المعارك في أوكرانيا، وإنما تتوسع رقعتها كل يوم في القارة السمراء، وأصبحت الغابون أحدث دولة أفريقية تقع ضحية للانقلاب، بعد أن أطاح ضباط عسكريون بالرئيس بونغو أونديمبا، وسبق هذا في الشهر الماضي، انقلابا للجيش في النيجر ضد الرئيس محمد بازوم، في حين حدثت عمليات انقلاب مماثلة في مالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد.

روسيا تحركت لملء الفراغ في القارة


وتؤكد صحيفة «الغارديان» البريطانية، في افتتاحيتها، أن القوى الغربية تشعر بالتوتر، خاصة أن أعداءها نجحوا في استغلال حالة عدم الاستقرار المتزايدة في أجزاء من أفريقيا، وقامت روسيا ومجموعة فاغنر التابعة لها بملء الفراغ الذي خلفته القوى الاستعمارية السابقة مثل فرنسا. وحصلت روسيا على صفقات مربحة من الموارد الطبيعية مقابل مساعدة الأنظمة الجديدة في الحفاظ على سيطرتها على البلدان الأفريقية، لكن تظهر في الخلفية معركة أعظم لتعزيز النفوذ على مساحات واسعة من العالم بين الأنظمة الديمقراطية والأنظمة الاستبدادية، وهي معركة ربما يخسرها العالم الحر.

عدم الاستقرار في إفريقيا قد يرتد إلى الغرب
وقالت الصحيفة: إنه لا يمكن تجاهل هذه الأحداث باعتبارها مجرد اضطرابات سياسية معتادة في البلدان المعرضة للفوضى. فما يحدث ربما يكون جزئيا أحد العواقب المتتالية لعمليات الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا في الغرب، والتي عطلت سلاسل التوريد العالمية ودفعت ملايين الأفارقة، حسب بعض التقديرات، إلى الفقر.

وفي النهاية حذرت الصحيفة من أنه على المدى الطويل، قد يرتد عدم الاستقرار في أفريقيا إلى الغرب، فهناك أجزاء من القارة السمراء مهددة بأن تصبح ملاذات للإرهابيين. علاوة على ذلك، إذا لم تتمكن الحكومات من خلق الظروف اللازمة لتحقيق الرخاء الذي يتوقعه سكانها، فقد تكون أزمة الهجرة الحالية مجرد مقدمة للأحداث المقبلة.

القلق يخيم على دول أفريقية
وتؤكد صحيفة «لوبيون» الفرنسية، أن القلق لا يمسك بأنفاس الغرب فقط، ولكن أغلب زعماء المنطقة يراقبون أدنى إشارة لاحتمال وصول العدوى إلى بلادهم.

وتضيف «لوبيون» إن الخطر الحقيقي، هو أن عدة عائلات لديها عقود في الحكم. وأن أبناءهم يظهرون في الصحافة بانتظام كورثة محتملين، وفي كلِ هذه البلدان، لا يستطيع أحد أن يدعي الولاء الكامل لقواته، وإن ثورات القصر ممكنة، كما في الغابون.

وبحسب الصحيفة، تستعد جمهورية الكونغو الديمقراطية لتنظيم انتخابات رئاسية في نهاية العام، ويقول أحد المقربين من الرئيس فيليكس تشيسيكيدي إنه أجرى العديد من التعيينات العسكرية، لكن ليس كل الضباط موالين بالضرورة.. وفي تشاد وياوندي، أجرىت تغييرات عميقة في الجيش، ربما عجلها انقلاب الغابون.

وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، فإن لرئيس تواديرا، الذي يتم ضمان أمنه الشخصي من الجنود الروانديين ومرتزقة فاغنر الروسية، يعتبر نفسه آمنا.. وفي رواندا، يبدو أن بول كاغامي يمسك بجيشه وأجهزة استخباراته بقبضة من حديد، يكفيه ذلك لينام هانئا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات