جراسا -

ياسمين محمد - مع تطور وسائل التكنولوجيا وزيادة تعقيدات الحياة ، اندفع الكثيرون الى سلوك شتى الطرق للخروج من واقعهم الذي يعيشون ، فانصرفوا الى تفريغ طاقاتهم من خلال ألعاب الفيديو التي احتلت مساحة واسعة في حياة هؤلاء ، وتدريجيا انقلب هذا السلوك الى نوع من الإدمان .

خبراء أكدوا لـ"جراسا" أن الظروف المحيطة بعدد كبير من الأشخاص تدفعهم الى قضاء معظم أوقاتهم باللعب بألعاب الفيديو وتلقائيا  يؤثر  على الحياة اليومية للفرد ، و على علاقاته الاجتماعية ، داعين الى التنبه الى أن هذه الألعاب في بادئ الأمر لا تعتبر إدمانا في حال سيطر الشخص على نفسه ، ونظم وفق خطط وقته و أولوياته ، ولكنها تتحول إلى إدمان  عندما يستغرق الشخص ساعات طويلة يوميا باللعب ويهمل واجباته ومسؤولياته .

أخصائية العنف المبني على النوع الاجتماعي "الجندر" والادماج الدكتورة خولة الحسن أكدت أن الكبار والصغار يستخدمون ألعاب  الفيديو لساعات طويلة وذلك لتفريغ طاقاتهم مما ينتج عنه عنف وإدمان مشيرة إلى أن الخطورة تكمن في حال احتواء الألعاب العنيفة على مشاهد ربح وخسارة .

واشارت في حديثها لــ"جراسا" أن  هناك الكثير من الألعاب التي تحتوي على سلوكيات عنف يستقبلها الصغار والكبار معا مشددة على ان الأهالي لم يعودوا قادرين على منع أبنائهم من التواجد في العالم الإفتراضي.

وأوضحت أن  هناك الكثير من الأسباب التي قد تدفع الكبار إلى الانعزال عن الواقع ومنها " الضغوظ النفسية والتوتر والاكتئاب في حياتهم اليومية أو وجود مشاكل عائلية  ، وكل ذلك يؤدي الى بقائهم في دائرة العزلة مما ينتج  عنه تغييرات في السلوك والنوم ، إضافة الى تذمر الشخص بكشل  مستمر ،  ما يدفع به الى قلة التواصل مع المجتمع الخارجي والاصدقاء والاهل.

ونوهت إلى أن هناك ألعاب فيديو تستخدم لتطوير الذكاء للأطفال ولها فوائد ايجابية عند استخدامها بشكل معتدل ومنها الاتصال الاجتماعي والوسائل  الترفيهية للأفراد بأوقات معقولة وقد تساعد في تقليل من التوتر و الضغوط النفسية بعد يوم طويل من العمل و الدراسة ومع ذلك يجب ان يكون لدنيا توازن بين اللعبة و الحياة اليومية لتجنب الادمان.

ويذكر أن الأكثر تأثيرا بالإدمان  على ألعاب الفيديو هم الأطفال و المراهقون  حيث يجب على الأهل  التوعية و السيطرة على أبنائهم  و تحديد أوقات  معينة للعب و مراقبة المحتوى الذي يشاهدوه ، بالإضافة إلى  توجيه الأطفال نحو اهتمامات أخرى وأنشطة  فعالة مثل النوادي الصيفية وغيرها من الانشطة الرياضية.