قواعد المعارك العشر القاعدة الثانية: السرعة


تحدثتُ في القاعدة الأولى من قواعد المعارك عن الجاهزية، وهي أن تكون جاهزاً ومستعداً قبل بداية أيّة معركة، وأن تّعد العُدّة اللازمة لها.

وكما نعلم جميعاً بأن الجاهزية وحدها لا تكفي، قد تكون جاهزاً متأهباً لدخول المعركة، أو لكي تنقض على الفرصة وتغتنمها، أو لأن تُطيح بخصمك من الجولة الأولى، ولكنك لا تمتلك السرعة الكافية، فيفوز خصمك بكل سهولة.

وتماماً كما في كل معارك القتال؛ تُعتبر السرعة من أهم عوامل الفوز، وبإمكانها يستطيع أحد الأطراف مباغتة الطرف الآخر بضربة قاضية تخرجه من اللعبة، أو تعمل على إفقاده تركيزه كحدٍ أدنى.

اليوم نحن نعيش في عصر السرعة، من الممكن الحصول على المعلومة من المصدر خلال أجزاء من الثانية، الحواسيب تُضاعف من قدراتها وسرعاتها كل ثمانية أشهر، الهاتف الذكي يصبح غبياً بعد عدة أشهر من إصداره، ويخلُفه أخ له يتفوق عليه في السرعة والسعة والخدمات والإضافات، وكذلك الجماليات.

والسرعة مهارة تحتاج الى الإتقان، لا يمكنك أن تكون سريعاً دون أن تكون متمرّساً، وهنا يظهر عامل الخبرة، تماماً كما يتعامل محاربو الساموراي في اليابان مع السيف، بإمكانهم توجيه ضربة بالسيف في لمح البصر، لدرجة أن العين البشرية قد تعجز عن متابعة حركته ذات السرعة الفائقة، والتي جاءت بعد تعب وجهد وممارسة لفترات طويلة.

المعارك التي تقع بين مقدمي الخدمات اليوم هي معركة سرعة محضة، قد تذهب مسروراً الى أحد المتاجر ذات السعر المرتفع قليلاً، ولكنها تمتاز بالسرعة العالية، وأنت تدرك تماماً أن الفرق في السعر هو ثمن الوقت الذي ستوفره هناك.

وفي التعليم أيضاً باتت السرعة مطلوبة، لو نظرت في التعليم قديماً؛ كان الطلبة يدرسون مواد علمية أقل خلال فترة أطول من العام، أما اليوم؛ من خلال الرسوم التوضيحية والأدوات المساعدة، والخدمات التكنولوجية المُصاحبة للعملية التعليمية، بات كل شيء سريعاً، لستَ بحاجة الى تضييع ربع ساعة في رسم خارطة على اللوح؛ بضغطة زر فقط تكون لديك واحدة من أكثر الخرائط دقة في العالم، مع خواص التقريب والإبعاد أيضاً.

يتسابق صانوا السيارات الى زيادة سرعة سياراتهم، وكذلك زيادة معدلات الأمان أيضاً، وهما عاملان مرتبطان جداً، فلا يمكنك الإعتماد على السرعة فقط، فقد تصل حد التهوّر، الذي من الممكن أن يُخرجك من المعركة مبكراً.

خلال الحرب العالمية الثانية كان التسابق بين الدول الكبرى لتصنيع السلاح الأقوى، امتلكت الولايات المتحدة الأمريكية السرعة المطلوبة، وبادرت بتطوير السلاح النووي، الذي كان له دور في حسم أكبر معركة في التاريخ لصالحها، ولم يكفها ذلك، بل تربّعت بفضل سرعتها على عرش العالم، وما زالت تحكمه منذ أكثر من ثمانية عقود.

صحيح أن بعض المعارك تحتاج الى الروية والهدوء، ولكن تلك الروية فيها من السرعة ما فيها، فالضربة لو جاءت بعد حين من وقتها المناسب لن تجد ما تضربه، ولو حانت أمامك فرصة لم تسارع إلى إغتنامها فاتت عليك، وظفر بها غيرك.

يّقال: "السرعة تسعة أعشار القوة"، كن سريعاً مُباغتاً لخصمك في المعركة، وتأكد بأن لسرعتك دور كبير في حسم المعركة لصالحك.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات