من سبل معالجة الفقر والبطالة وأشياء أخرى


المسؤولية الاجتماعية مصطلح حديث. يقصد به حث الشركات والاغنياء على المساهمة بحل مشكلات مجتمعاتهم خاصة مشكلة الفقر، وكذلك تطوير هذه المجتمعات، من خلال دعم البحث العلمي، أو تمويل الجامعات وتطويرها، وهو مفهوم يكاد يكون معدوما في بلادنا، وفي الحالات القليلة التي يحاول فيها البعض الظهور بمظهر من يؤدي دوره باداء المسؤولية الاجتماعية، فإنه يفرغها من مظمونها الحقيقي، عندما يحولها إلى مجرد اعلان عن ذاته او شركته، أو تهرب من الضرائب. علما بأن بعض صور المسؤولية الاجتماعية في بلدنا ملزم قانونيا، فهناك نصوص قانونية تلزم?الشركات بدعم البحث العلمي، وهو مالا يتم إلا فيما ندر!.

وعلى ذكر الإلزام القانوني، لا بد من ان نتذكر، بأنه ان كان مفهوم المسؤولية الاجتماعية مفهوما حديثا بالنسبة للكثير المجتمعات خاصة الغربية منها، فانها بالنسبة لنا ضاربة الجذور في تاريخنا، بل هي دينا ملزما، فهل الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، التي لايصح اسلام بدونها، أعني بها ركن الزكاة الملزمة لكل غني، وعلى الدولة قتال من لا يؤديها، كما فعل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنها حق المجتمع في أموال الاغنياء، لقوله تعالى (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل المحروم).


إن مصارف الزكاة تجسد مفهوم المسؤولية الاجتماعية، باروع صورها التي لم تصل إليها المجتمعات الحديثة، أولها محاربة الفقر بكل صوره ودرجاته، حتى وصل الأمر إلى الدرجة التي كان فيها صاحب الأمر يبحث عن فقير يعطية فلا يجد.

ومن صور المسؤولية الاجتماعية في الزكاة، انها تساهم في استقرار المجتمع وتماسكه، من خلال تحرير العبيد لتخليص المجتمع من مفهوم العبودية، وتحقيق مبدأ المساواة، وكذلك من خلال سداد دين المعسر و تأمين المسافر الذي تقطعت به السبل، وغير ذلك من سبل الرقي بالمجتعات. فما أحوجنا اليوم إلى تطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية كما جاء بها ديننا من خلال الزكاة المفروضة، والصدقات الطوعية، فان هذا المفهوم والفهم من سبل خلاصنا من أهم مشاكل بلدنا أعني بهما الفقر والبطالة. ناهيك عن دعم طلاب العلم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات