رسالة للإعلام: حوار معاذ مع نبينا العظيم


التدرج في الحوار الذي مارسه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع مُعاذ بن جبل رضي الله عنه ليصل معه إلى خطورة (اللسان) فيما يقوله الإنسان.. فيه رسالة قوية وشاملة لنا جميعاً على اختلاف مواقعنا وبالذات العاملين في الإعلام منا.
مُعاذ بن جبل فتح باب الحوار مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بسؤال مباشر ومختصر غير ملتوٍ فيه أدب الحوار, وفيه شغف حقيقي للوصول إلى إجابة شافية كافية.., لم يسخر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من سؤال مُعاذ بن جبل على الإطلاق, بل على العكس (عظّم) السؤال, و(يسّر) طريق الوصول إليه.
المتتبع للحوارية التي تمّت بين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبين مُعاذ بن جبل رضي الله عنه, يجد دون أدنى شك أن هناك (تبادلية) حوارية قلّ مثيلها تتمثل في متكلم جيد ومستمع جيد في نفس اللحظة, وان كل منهما يعطي الآخر مساحة واسعة لكي يُكمل الفكرة التي بدأ فيها دون أية مقاطعة أو تشويش يُذكر.
لم يدخل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا حتى مُعاذ بن جبل رضي الله عنه أي كلية من كليات الصحافة والإعلام, ولم يلبس أي منهما روب التخرج الجامعي, ولم يضع أي منهما على رأسه قُلنسوة الجامعة المعروفة بــ(قُبّعة) أكسفورد, ولم يرتدي أي منهما أيضاً على الإطلاق أوشحة التخرج, وأكثر من ذلك لم يأخذوا دورات إعلامية مكثّفة في الحوار.. لكنهما اتقنا معاً باحتراف لغة وأدب وأسلوب الحوار.
لقد تدرج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بـ(احتراف) مع مُعاذ بن جبل رضي الله عنه في الأعمال التي من شأنها أن تضع الإنسان في وعلى برّ وشاطئ الأمان, ليصل معه بِمَلاكِ ذلك كُلّهِ, ليأخذ بِلسانهِ, ويقول له: (كُفّ عليك هذا), ليتفاجأ مُعاذ بن جبل رضي الله عنه قائلاً: يا نبي الله وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلم به, ليجيب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ثَكِلتْك أُمُّك, وهل يكبُّ الناسَ على وجوههم إلَّا حصائدُ ألسنتهمْ.
نعم.. ثكلتنا امهاتنا, فكثير من الإعلاميين اليوم في هذا الفضاء الواسع يبحثوا عن (فنجان) قهوة نتيجة لحصاد ألسنتهمْ, معتقدا أن الذكاء الاصطناعي في قادم الأيام سيلغي جميع هذه (الفناجين) الكرتونية والتي لم تعد معها مرّة.
دمتم بخير



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات