يا أبناء حوران،


يا أبطال درعا ، وليوث نوى ، وحماة إبطع وإنخل ، يا ذادة المساجد والبيوت ، صبراً قليلاً في مجال الموت ، فهاهي نجمة النصر تلمع في آفاق السماء فاستنيروا بنورها ، واهتدوا بهديها حتى يفتح الله عليكم.
إنّ الله وعدكم النصر ، ووعدتموه الصّبر ، فأنجزوا وعدكم ينجزْ لكم وعده، لا تحدّثوا أنفسكم بالفرار، فوالله إنْ فررتم لا تفرّون إلا عن عِرض لا يجد حامياً ، وشرف لا يجد له ذائداً، ودين يشكو إلى الله قوماً أضاعوه ، وأنصاراً خذلوه.
إنكم لا تحاربون رجالاً أشدّاء ، بل أشباحاً تتراءى في ظلال الدبابات ، وخيالات تلوذ بأكناف الأسوار وخزانات المياه. فاحملوا عليها حملة صادقة تطير بها ما بقي من ألبابهم ، فلا يجدون لبنادقهم كفّاً ولا لأسيافهم ساعداً.
إنهم يطلبون الحياة ، وتطلبون الموت ، ويطلبون القوت، وتطلبون الشرف، ويطلبون غنيمةً يملؤون بها فراغ بطونهم ، وتطلبون جنّة عرضها السماوات والأرض، فلا تجزعوا من لقائهم، فالموت لا يكون مرّ المذاق في أفواه المؤمنين.
إنكم تعتمدون على الله ، وتثقون بعدله ورحمته ، فتقدّموا إلى الموت غير شاكّين ولا مرتابين ، فما كان الله ليخذلكم ويكلكم إلى أنفسكم وأنتم من القوم الصادقين ، إن هذه القطرات من الدماء التي تسيل من أجسامكم ستستحيل غداً إلى شهب ناريّة حمراء تهوي فوق رؤوس طغاتكم فتحرقهم، وإن هذه الأنات المتصاعدة من صدور أطفالكم ونسائكم ليست إلا أنفاس الدعاء صاعدةً إلى السماء أن يأخذ لكم بحقكم ، وينصركم على عدوكم ، والله سميع الّدعاء.
إن أعداءكم قتلوا أطفالكم ، وبقروا بطون نسائكم ، وأخذوا بلحى شيوخكم الأجلاء ، فساقوهم إلى حفائر التعذيب سوقاً ، فماذا تنتظرون؟!
احملوا عليهم بإرادتكم ، واصدقوا حملتكم عليهم ، وجعجعوا بهم ، واطلبوهم بكل السبل ، وفوق كلّ أرض ، وتحت كلّ سماء، وأزعجوهم حتى عن طعامهم وشرابهم ، ويقظتهم ومنامهم ، فما أعذب الموت في سبيل تنغيص الظالمين!
واحفروا لأنفسكم بأيديكم قبوراً، فالقبر الذي يحفر بالدم لا يكون حفرة من حفر النار، لا تطلبوا المنزلة بين المنزلتين ، ولا الواسطة بين الطرفين ، ولا العيش الذي هو بالموت أشبه منه بالحياة ، بل اطلبوا إمّا الحياة أبداً ، وإما الموت أبداً.
هاهم طغاتكم ينتهكون حرمة منازلكم ، ويملكون عليكم نساءكم وأولادكم ، ويطؤون بدواليب دباباتهم مساجدكم ، وينظمون في ثقوب آنافكم مقاود يقودونكم بها إلى مواقف الذّلّ والهوان كما تقاد الإبل إلى مبركها ، فافتدوا أنفسكم من هذا المصير المهين بجولة تجولونها في سبيل الله، وموتوا لتعيشوا ، فوالله ما عاش ذليل ولا مات كريم.
إن هذه المدافع الرابضة في ساحات بيوتكم ، والفاغرة أفواهها إليكم ، والبنادق المسدّدة إلى صدوركم ونحوركم ، لا يمكن أن يتألّف منها سورُ منيعُ يعترض سبيلكم ، فسيروا في طريقكم إلى آخرتكم ، فإنّ الأعداء إنْ ملكوا عليكم طريق الحياة لا يملكون عليكم طريق الموت.
Kh.darabseh@yahoo.com



تعليقات القراء

د. محمد أحمد
الله يقوي أهل حوران على الظالمين وينصرهم ويثبتهم وبارك الله فيك يا استاذ خالد على هذه المشاعر الطيبة مع اهلنا في حوران وسدد الله قلمك للحق دائما
01-05-2011 07:52 PM
معجب
اللهم انصر إخواننا في درعا وكل سوريا.
01-05-2011 07:55 PM
أبو الحسن
كلام طيب
02-05-2011 07:26 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات