عدوى ركوب الموجات الثورية وصلت الصحفيين !


....أعلن استقالتي وانضمامي إلى ثورة الشباب : إحدى العبارات المشتركة التي صدرتها الثورات العربية الأخيرة وانساقت على السن الكثير من السياسيين , وظهرت بوضوح في كل من ليبيا واليمن وأخيرا في سوريا فمن نواب إلى قادة عسكريين إلى كبار موظفي الدولة إلى سفراء وغيرهم, ويبدو الأمر عاديا من السياسيين الذين احترفوا السياسة التي لا مبدأ لها قبل مبدأ المصالح والمنافع فالسفير الذي يمثل بلاده منذ زمن بعيد ويرى بأم عينه تدهور أوضاع بلاده يحاول جاهدا البحث عن موطئ قدم له في دولة ما بعد الثورة وذاخرا استقالته رصيدا سياسيا يحاجج به القوم بعد نجاح الثورة طامحا لمنصب وأحيانا حالما في الرئاسة ذاتها , قد ينجح بعضهم .وان كان منهم انحيازه أخلاقيا وصادقا.
بعد سنوات طويلة من العمل مع المحطات الفضائية , وبشكل مفاجئ يقدم استقالته أو يقال انه قدمها ويدعي الاستقالة ! وبعد سنوات لو قضاها في بلدة وعلى محطة التلفزة المحلية التي لم تنفعه بشيء إلا الخبرة التي تتطلبها الوظيفة الجديدة, يصاب بوخز الضمير الوطني ويترك القناة التي صنعت منه نجما هوليوديا بامتياز .
من كان قبل عشر سنوات يسمع ب(حافظ الميرازي ) حتى صار اسمه مرتبط مباشرة بالبيت الأبيض ..وصار اسمه (الجديد : حافظ الميرازي من واشنطن ) نسبة للبرنامج الذي كان يقدمه على شاشة الجزيرة , واليوم أصبح مثلا للديمقراطية وصانعا للوطنية وأصبحت القناة المتروكة بين عشية وضحاها ذات أجندات غير متماهية مع رؤاه والجميع يعلم دورها المنحاز للشعب المصري ولولا ذلك الدور لتضاعف شهداء الثورة المصرية أضعافا.
غسان بن جدو اللبناني الشيعي( مدير مكتب قناة الجزيرة في لبنان ) رفض التعليق على سبب استقالته ولكنه لمح لانعدام المهنية في نقل أخبار مملكة البحرين لأسباب طائفية.ونسي اللقاءات الحصرية مع حسن نصرا لله إبان الحرب على لبنان والتي لم يستطع احد من الصحفيين ان يجريها إلا هو, ونسي أيضا البث المباشر لكل فعاليات المقاومة اللبنانية والتغطية الشاملة التي حضيت بها من قبل القناة, يبدو انه تعلم كل شيء من القناة ولم يتعلم المصداقية وان قرار الاستقالة موقع من زعيم حزب الله .وقد يكون يريد منصبا جديدا في قناة المنار مثلا؟!بالنتيجة مصلحته الشخصية أو الطائفية اصطدمت مع الجزيرة.
كذلك الأمر لمذيعة الجزيرة السورية (لونة الشبل), التي لم يروق لها تغطية القناة لإحداث درعا وغيرها من المدن السورية التي قدمت ما ينوف عن خمسمائة شهيد خلال الأسبوعين الماضيين وساقت أدلة على أجندة مخفية للقناة ! وغرف سوداء لفبركة الأخبار وصناعتها, ترى ماذا ستكسب هذه الفتاة لو نجح الثوار في سوريا ؟ ولو لم ينجحوا؟
زينة اليازجي ( مذيعة العربية و السورية الجنسية ) أكدت إنها استقالت احتجاجا على مواقف لا تتماها مع مواقف الشعب السوري المتناغمة مع قيادتها , هي الأخرى حصلت على شهرة واسعة وخبرة تؤهلها لأي قناة أخرى وحان الوقت لركوب موجة الثورة (البشارية ) وتواترت أنباء غير مؤكدة ان الدكتور فيصل القاسم الاتجاه المعاكس قد استقال أو أوشك من الجزيرة على خلفية تغطية الأحداث في سوريا وتقول المصادر انه على توافق تام مع القيادة السورية واحتجاجا على بث أخبار المقاومة السورية وإثارتها والمساعدة على التأجيج يقدم استقالته .لا اعرف بأي عينين ينظر إلى نفسه وهو بالأمس يصرخ بوجوه من يستضيفهم ( هل صحيح ان الإنسان العربي لا يفتح فمه إلا عند طبيب الأسنان؟ ) ها هو الإنسان العربي السوري مذبوح من الوريد إلى الوريد وفتح فمه ينادي بحريته وكرامته فأين فمك أنت وماذا تريد؟ أم تريد ان تقوم كل الشعوب على حكامها وأصدقاؤك زمرة بشار ليسو منهم ؟!؟ ولا اعرف لهذا الرجل مستقبل محتمل في حال نجاح الثوار أو عدم نجاحهم؟؟أم سيلبسون كلهم عباءة الثورة الجديدة تحت عنوان واحد ان النظام السابق المخلوع هو وحده المسؤول عن كل شيء حتى أفكارهم وقلوبهم وعواطفهم واتجاهاتهم ثم يغتسلون بدماء الشهداء الطاهرة ويعفى عنهم ويصبحون قادة المستقبل ؟؟لو أنصفتم أنفسكم منذ البداية التزمتم ميثاق الشرف الصحفي و تركتم ما تدعون اليوم إنها محطات مغرضة ومجندة ؟ أم لم يكن لديكم عقول ساعة انضممتم إليها والآن دقت ساعة الصحوة (أو المصلحة الشخصية ).
السؤال المطروح لكل هؤلاء الإعلاميين :إذا كنتم تعلمون بالأجندة الخاصة لتلك القنوات فلماذا عملتم معها طوال تلك السنين؟ أم أنها المصالح ولا غير ؟ لا يجدر بالصحفي الانحياز إلا للحقيقة و للصحافة والإعلام أو ليترك ....


salemzboon@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات