نشر المحبة أو إفشاء الكراهية


عبرت مشاهد الإحداث المروعة والمرفوضة شعبيا في الاونة الاخيرة المنفرة والمقززة لنفوس كل الأردنيين، نتيجة التمادي والتطاول بالاعتداء السافر غير المسؤول على المواطنين الآمنين ورجال الأمن العام الساهرين على امن وأمان الوطن والمواطن بعيون يقظة و أيدي حريصة على كل مقدرات وانجازات الوطن العزيز.

حيث أن الاعتداءات الأليمة والأثيمة جاءت انعكاس لصدى النوايا السلبية المبيتة والمقيتة، والتي تحمل في أعماقها ودهاليزها ومضمونها الخبيث كثيرا من المعاني الضلالية والجهل الأعمى الذي يقود صاحبه إلى مسارات ومسالك خاطئة، تؤدي إلى انتهاك حق التعبير بشكل صحيح وسلمي وحضاري، إذ أن هذا السلوك غير الواعي جاء معبرا عن حقد مستتر في النفوس وغل القلوب المليئة بالكراهية المضادة لفكرة ومفهوم الإخاء الإنساني، وهذا يعني إن من يحمل مفهوم الكراهية هو عادة مريض بالاعتقاد الفكري أوالاضطراب النفسي ،نتيجة التداخل والاختلاط عليه في المفاهيم التي تولد تخبطا والتباسا في ألرؤية الصائبة، مفتقدا الحكمة أو انه في بعض الأحيان مدفوعا أو مسخرا من قبل أفراد أو جماعات لها مصالح ومنافع بتنفيذ هذه الإعمال المهينة والمشينة بحق الإنسانية بالاعتداء على الآخرين وممارسة العنف والإرهاب بحيازة السلاح ،بل أكثر من ذلك الوصول إلى حد الجريمة باستخدام السلاح، مُشكلة ومؤسسةَ بؤرا و أوكارا للفتن والكراهية الدفينة ، وغالبا ما يؤدي إلى خلاف يكرس العنف والعداء المتبادل الذي يقصي السلم الأهلي الذي حرصت عليه الشرائع السماوية وعلى رأسها الإسلام، للتخلص والابتعاد عن الكراهية والعمل على تكريس التسامح والمحبة والمودة والإخاء بين الناس ،وكذلك القوانين والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي دعت لنبذ الكراهية من جذورها.

طالعتنا الصحف المحلية بعناوين مختلفة تتناول الحدث الذي تم فيه الاعتداء على رجال الأمن وعلى سبيل المثال عناوين تقول ( إصابة 83 رجل امن أثناء تفريق مهرجانات وفعاليات غير سلمية تجمعت في مناطق مختلفة من المدن الأردنية) وحقيقة استوقفني وشدني عنوان في جريدة الدستور على الصفحة الأولى في العدد ( 15719 ) جاء بعنوان ..... أما رجال الأمن فلا بواكي لهم !! نود أن نتقدم من جريدة الدستور بوافر الشكر والتقدير لما ورد في هذا المقال الرائع، ونحن بالتأكيد نوصي ونطالب الفعاليات الاجتماعية و القوي السياسية الحرة و منظمات حقوق الإنسان والهيئات المدافعة عن الحريات العامة، بإصدار بيانات تدين وتشجب كل الاعتداءات بحيادية ونزاهة وشفافية تامة بما فيها الاعتداء على رجال الأمن، لأنهم أولاً وأخيراً هم مواطنون أردنيون لهم حقوق وعليهم واجبات وطنية من خلال رسالتهم الأمنية التي يؤدونها بشكل عام.

أما إلى رجال الأمن العام أصحاب العيون الساهرة فتحية وتقدير وكل الحب من الآباء والأمهات والإخوة والأخوات من أبناء الوطن جميعا، الذين لا يطيب ولا يروق لهم ولا لكم أيضا إن تهان كرامة أو تسال قطرة دم واحدة من شرايين أي فرد من أبناء الوطن كما إرادتها خفافيش الليل.

ونود أن ننوه ونذكر المارقين والمضللين أننا جميعا أبناء هذا الوطن نتوق ونتطلع إلى مسيرة الإصلاح والتصحيح التي بدأها الأردن، ويعمل على انجازها بشكل دءوب غير متسرع مطبقين المثل القائل ( إسرع ببطء)، إن جميع الأردنيين على مختلف توجهاتهم السياسية والرسمية والشعبية هم مع الإصلاح والتصحيح الذي يواكب المستجدات والتغيرات المحيطة بنا، وكذلك نطالب بالعمل على مكافحة الفساد الإداري وإدارته واجتثاثه ومحاربة الفاسدين الذين امتدت أيديهم إلى المال العام والخاص في هذا البلد بدون إستثناء.

وفي النهاية......
إن الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية.....الخ لم تكن ولن تكون إلا بتقديم الحجة والبرهان والاتفاق والوفاق من خلال رؤية واضحة المعالم والبرامج والخطط وإبداء الرأي على طاولة الحوار، لا للجوء إلى العنف والاحتكام الفوضوي والتفرد بالمواقف المُتَعنِتة لأنها مرفوضة مرفوضة.



تعليقات القراء

الدكتور ابراهيم جويفل العبادي
اعتقد جازما ان الاردنيين بسوادهم الاعظم يوافقك يا دكتور وان اصحاب الاصوات العالية هم فئة قليلة قد يصل عددها عدة مئات او الاف قليلة وهولاء هم الذين نسمع هديرهم عبر الفضائحيات التي تقود ثورات الشرق الاوسط الجديد الذي بشرتنا به رايس قبل بضعة سنين.
الاردن والاردنيون اكبر من هذه الفئات التي تخرج لتنفيذ مخططات سفراء بني صهيون او تحاول تعكير صفو البلد للحصول على فريسة او مكسب مادي او حزبي بعد ان خارت قواهم في الشوارع.
وللاسف كل شرذمة او فرد يخرج علينا عبر الفضائحيات ويقول نحن نقود الشارع والشعب كله خلفنا ليثبت للاسياد او ليروع الحكومة القلقة على امن البلد للحصول في خضم ازمة المنطقة على مبتغاه.
وفي هذا الوضع ومن باب الخوف على اردننا وحتى لا نصبح في اتون المشكلة علينا جميعا التكاتف والوقوف صفا واحدا في وجه المخططات التي تحيق بالمنطقة، وان نحصن بلدنا ونحاول تشذيب الاصلاحات حتى تكون في خدمة فئة او حزب او مكون على حساب الذين ينشدون نحو الصمت .
27-04-2011 10:20 AM
علي سكران العبادي
الاعتداء الآثم على مرتبات الأمن العام قضّ مضجع المجتمع الأردني بأسره، فهؤلاء أبناؤنا وجدوا لحماية أمننا؛ أمن الوطن والمواطن على السواء، فهم يرتبطون بعلاقة قريبة أو بعيدة من كل بيت أردني، وهم أبناء الأردن من شماله إلى جنوبه، وليسوا مرتزقة جيء بهم لحماية أشخاص، أو جهات، ولا ينتمون لفئة دون أخرى، ولكنهم أبناء الوطن كله، وأي اعتداء عليهم هو اعتداء على الذات الأردنية، وعلى الوطن.
هم أبناؤنا الذين يحرسون طرقاتنا تحت حر الشمس، وفي صقيع الليل البارد، ويضبطون جنون سرعتنا على الطرقات، ويحرسون مؤسساتنا، وينظمون مرورنا عند مفارق الطرق.... وبالتالي، فهم يستحقون منا الشكر والتقدير، ويليق بهم التكريم، وليس الطعن بالخناجر بالسكاكين.
ونحن جميعا نفتحر بهم ونعتز، فهم خط الدفاع الأول عن الأردنيين وممتلكاتهم وإنجازاتهم؛ لذا فإنّ الاعتداء على أي فرد منهم مستنكر جملة وتفصيلا، وليس له أدنى علاقة له بحرية الرأي والتعبير.
27-04-2011 11:42 AM
شكر خاص للدكتور
نشكرك يا دكتور على المقال ال1ي بين سطوره مئات لابل الوف العبر والدروس فتحيه لك ولكل الاردنيون الشريفين الذي يهمهم مصلحه الاردن
27-04-2011 06:32 PM
شكر خاص للدكتور
نشكرك يا دكتور على المقال ال1ي بين سطوره مئات لابل الوف العبر والدروس فتحيه لك ولكل الاردنيون الشريفين الذي يهمهم مصلحه الاردن
27-04-2011 06:39 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات