إسرائيل تتلاعب بمشاعر العرب .. لكن الى متى؟


 القفز فوق استحقاقات عملية السلام، للوصول الى تطبيع، دون حل قضية فلسطين، بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، أعتقد أن ذلك الفعل؛ لن يمنح إسرائيل أكثر من تأخير لبضعة أشهر، أو سنوات معدودة، إلا أن هذا التأخير سيجعل من المطبعين، (ولا أقصد الشعوب هنا)؛ يتململون، ويتنافخون، ويشكون، ويعرقون، ويرتفع ضغطهم الى مستويات قياسية، تنذر بحدوث ما لا يحمد عقباه.

وما لا يحمد عقباه هنا بالنسبة للعصابة التي تقود إسرائيل، أن يصدر تصريح من الزعماء المطبعين، والموقعين مع إسرائيل، بضرورة إنهاء الصراع القائم، ووقف عمليات التسويف، والنطنطة اليهودية فوق أكتاف العرب، ويتبعوا ذلك بقرارات، يمكن أن يكون أحد هذه القرارات: تجميد عملية السلام.

الإسرائيليون يعلمون تماماً أن العرب ضعاف، كبغاث الطير، يمكن تجويعهم، وقطع المساعدات عنهم من قبل الغرب، لكن بغاث الطير يمكن أن يُقدم على الإنتحار إن استمر على هذا الضعف، والاستكانة، والتخاذل، وعدم القدرة على الإجماع، لإصدار بيان منسق على أقل تقدير؟

جاء ذلك التنبيه والتحذير، وما قمنا بالتأكيد عليه دائماً، عبر مقالاتنا، كأردنيين وعرب، بأن دوام الحال من المحال، إذ أن تصريحات الأمير تركي الفيصل، قبل أيام، أكدت على ما نشير؛ وما أشرنا إليه من أن الضغط الغربي، والتلويح بالعمل العسكري تارة، وبقطع المساعدات والتجويع تارة أخرى، يمكن أن ينفع إسرائيل، لكن الى متى سينفعها؛ سيما وأن الغرب يعلم بأن التعنت الإسرائيلي، أصبح لا مبرر له، لأنه صار يُحرج أمريكا وبريطانيا الدول الراعية للإرهاب الصهيوني المقرف، طويل الأمد.

المملكة العربية السعودية الشقيقة، مواقفها دائماً مشرفة، وأعتقد أن تصريحات الأمير تركي الفيصل لها صدى عميق بين الشعب السعودي، والأردني، والعربي عموماً، الرافض للتطبيع دون تحقيق ما يفكك قضية العرب الأولى، بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على عملية السلام.

ما الفائدة التي يمكن أن تجنيها إسرائيل من إطالة أمد الصراع في فلسطين، وترك المنطقة العربية تعاني من عدم الإستقرار، إلا إذا كان اليهود يؤمنون حقيقةً بإسرائيل الكبرى، طبعاً مستحيل أن نصدق هذه المقولة التي أصبحت بلا طعم، ولا يستسيغها عقل.

إذا كانت إسرائيل (أكلت بدن مرتب) في معركة الكرامة عام (1968) من قبل الجيش الأردني، هل باستطاعة جيشها أن يغزو مصر، والأردن، وسوريا، والعراق لتنفيذ حلم اليهود القائم على خطين متوازيين: النيل والفرات.

أنا أقول يمكن أن ينطبق على اليهود المثل الشعبي القائل؛ (حملوه عنزة (...) قال ردوا علي الثانية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات