المنضوون تحت عباءة الفاسدين المفسدين


إن الفساد ظاهرة قديمة ولا يخلو أي عصر من العصور من هذه الآفة ، وكل البلدان على مر الازمنة عانت منه بشكل أو بآخر، وقد تطرق الاسلام الى الفساد بمختلف انواعه ولغة يفيد عدم الصلاح والخروج عن الاعتدال وهنالك آيات كثيرة دالة على الفساد والمفسدين ، فالفساد يمكن ان يكون في العقيدة وهو أسوأ انواع الفساد ويمكن ان يكون اخلاقيا، اداريا،اجتماعيا لكن الفساد الذي نعني هو الفساد المالي الذي هو نتاج كل انواع الفساد، والذي يعتبرسرقة لثروات الامة و يمثل عقبة كأداء امام التنمية وبالتالي فقدان ثقة الناس في قدرة حكوماتهم على تحقيق المصلحة العامة .
ان فهم أسباب الفساد وتداعياته تبدو واضحة المعالم لكل ذي بصيرة أهمها التطاول على الدستور، و التجاوز على الانظمة والقوانين، والفردية في اتخاذ القرارات، وغياب الرقابة والمساءلة، إنعدام المؤسسية وتهميش دور القضاء، وبناء على ما سبق تعددت أساليب وفنون النهب وتشيطن المسؤول ليزيل كل الشرفاء والامناء ومن يرفع رأسه شاهرا كلمة الحق ، ولأن الجوع كافر فقد انحنى الجميع رغبة ورهبة.
إلى متى يبقى الحال، هكذا سؤال تردد من المحيط الى الخليج وكان ما ظهر على السطح العربي من أشواق وطنية تنشد العدل والحرية والمساواة والعيش الكريم، فسقطت أنظمة ، وأخرى تكابر أضاعت مقدرات الاوطان من أجل الكرسي لكنها ستسقط ولو بعد حين.
إننا في هذا الوطن لسنا بمعزل عما يدور حولنا بالتمام والكمال لكن الفرق الوحيد هو في القيادة التي يلتف حولها الجميع، ولإننا نأمل كل الخير ان يجري على يد قيادتنا الرشيدة ولإن ثقتنا بابناء الوطن عالية فإن نرى أن الخطر هو من اولئك الذين يغتصبون الاوطان تحت ذرائع الموالاه لإن مواطنا معارضا صالحا أفضل من الف مواطن موال يتصف بالغباء والجهل السياسي والنهم المادي . إن الكثير من ابناء الوطن لا يعرفون مدخلات ما يجري وينظرون الى الفاسدين الذين نهبوا مقدرات الوطن بعين الرضى بل ويتسابقون على التمسح بهم لإنهم يعتقدون لبساطتهم أنهم من خيار القوم، إنهم أراذل الناس وإيم الحق، إنهم الذين امتصوا دماءنا وأثروا على حساب ابنائنا من خلال خيانتهم شرف المسؤولية التي أوكلت لهم هؤلاء هم الذين ينطبق عليهم قول الحق جل وعلا" الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد"، إنهم معروفون للقاصي والداني وأصبح لهم نفوذ كبير وأتباع كثر ويجدون من يتصدى للدفاع عنهم وبكل قوة بحيث أوهموا الآخرين أنه لا يمكن محاربتهم والقضاء عليهم لأن عشائرهم ومنتفعيهم سيموتون دونهم ... لا وألف لا ...ألا تعلمون أنكم في بلد قيادته هي الأغلى والأعز ولن يستقوي على نظامه أي كان ، وأن ألاعيبكم مكشوفة وأن ما يجري في الوطن من محاربة وتجييش ضد الإصلاح لا يخرج إلا من تحت عباءاتكم أيها الغارقون في الفساد والإفساد. إن المنضوين من المتزلفين ومن يعتبرون أنفسهم وجهاء المجتمع والذين يريدون مغنما بأي شكل من الاشكال هم وكلائكم على تحريض أبناء الوطن الطيبين بإفهامهم مقولات مغلوطة عن الإصلاح، إستفيقوا من غفلتكم يا ابناء الوطن من أقوال هؤلاء الأفاقين أصحاب المصالح والذين يزودونكم بكلمات حق أريد بها باطل،ويعتقدون انكم جاهلون لما يجري وينطبق عليكم قول البردوني
فضيع جهل ما يجري وأفضع منه أن تدري
لذلك إن إتباع نصائح هؤلاء سيقود الوطن الى الخطر وللتخلص منهم فإن اجهزتنا الامنيه تعرف كل صغيرة وكبيرة عنهم وهي التي تحفظ أمن الوطن والنظام وهي التي تعرف كل الفاسدين وأرصدتهم، إننا كمواطنين نتوق الى التخلص من هؤلاء ومنعهم من السفر وطلب تجميد أرصدتهم في الخارج والحجز على ممتلكاتهم وأموالهم بل وفرض الاقامة الجبرية عليهم وإن إحتاج الامر فالسجن أولى بهم، إن هذا مطلب شعبي سهل التحقيق وسيصفق له كل ابناء الوطن ويقولون إنا معك وبك ماضون. حمى الله الوطن وقيادته وابناءه من كل سوء إنه نعم المولى ونعم النصير.



تعليقات القراء

عقلة العقلة
اشكرك استاذنا الكبير على مقالتك وازجي اليك التحية واود أن اعلق قائلا بأنني أراك متفائلا ابا رامي ولكني لا اعتقد بأن هنالك زمرة وطغمة فاسدة متغلغلة في كافة مؤسسات الدولة حتى النخاع ولايمكن بأي حال اصطيادها واقتيادها الى العدالة لاسباب كثيرة فمصادرها المعلوماتية كثيرة ومموجودة في كافة مراكز الدولة والتي تمدها بكافة التحركات الحكومية وحتى الأمنية للامساك بها متلبسة او ايجاد الادلة والبراهين والوثلئق اللازمة لذلك بالاضافة الى أنه لايوجد فعليا توجه فعلي واقعي ملموس على ارض الواقع لمحاربة الفساد فالفاسدون لم ينهبوا اموال الوطن ولم ينهبوا خزينة الدولة لأن بالامكان اكتشاف ذلك وببساطة ولكن محاربة الفساد الحقيقية هي التي تتناول تبديد المال العام وهدره واقامة المشاريع الفاشلة التي تم تجييرها لاغناء بعض المتنفذين واستغلال مناصبهم لهذه الغاية لست متفائلا بأنه سيتم الامساك بهذه الطغم والزمر الفاسدة واعادة الأموال التي من المعتقد بأنها سرقت ! ولكني أود ان اطرق بعض مظاهر الفساد والتي لا اعلم كيف ستقوم الحكومة او هيئة مكافحة الفساد بمحاسبة المتسببين في ذلك فليس بالضرورة ان الفساد فقط مرتبط بسرقفة المال العام ومن هذه المظاهر :
1.التعيينات في الوظائف العليا للدولة
2.الوظائف في وزارتي الداخلية والخارجية
3.محاسبة المسؤولين عن وجود المؤسسات المستقلة والتي لم يثبت الجدوى من تاسيسها غير الرواتب الفلكي
... الخ ان الله وحده هو المستعان . عقلة العقلة

24-04-2011 06:33 AM
اردني حر
لو تم تتبع ارصدتهم ومسائلتهم بطريقة صحيحة لوجدنا ان معظمهم (( الفسدين )) الذين تولوا مناصب رفيعة في السجن كما يحصل في مصر الآن -
25-04-2011 02:03 PM
احمد الازايده
17 مليار متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل ترجع ؟؟ كيف ترجع ؟؟ متى ترجع ؟؟؟ لماذا انتظرت حتى حتى تصبح بهذا المستوى
25-04-2011 03:35 PM
وليد القدومي
تحية لجراسا الحبيبة
تحية للكاتب
مقال رائع ...تعليقات رائعة من القراء.....شكرا
26-04-2011 07:49 PM
حيران
بجد كلام رائع وفي الصميم يا ريت فيه عندنا الف كاتب من امثالك بحكو الواقع بس يا خساره هناك بعض الكتاب ممن تدفع الهم الحكومات الفاسدة حتى يغطو على الفاسدين واقول الله يكثر من امثالك من الشرفاء في بلدنا الغالي يا اخ هاني
26-04-2011 11:59 PM
بوبو
كلام xxxxxxxxxxxxxxxxxxكلام ====كلام

x
28-04-2011 02:20 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات