"مخاطر الاصلاح الانطباعي "


اسقاط النظام السياسي لا يشكل غاية بذاته لدى اي شعب من الشعوب.تطالب الشعوب بالحرية والديمقراطية والكرامة والعيش الكريم ، ولا يمكن تحقيق تلك التطلعات الا عبر ازالة القمع والفساد وتغييب الديمقراطية وتهميش ارادة الشعب.وعندما يتيقن الشعب بأن الفساد والتهميش والقمع جزء اساسي من بنية النظام وأدواته التي يستخدمها النظام لحماية واستدامة بنيته الخربة يصبح اسقاط النظام الوسيلة الوحيدة المتاحة لدى الشعب للحصول على حقوقه وتحقيق تطلعاته المشروعة.

رفعت القوى الوطنية والشبابية في الاردن قبل بضعة اسابيع شعار " الشعب يريد اصلاح النظام" وهذا الشعار يعبر عن تطلعات تلك القوى لازالة ما يعتري النظام من تشوهات وخلل يتوجب ازالتها لاصلاح النظام . وأعلنت الحكومة ورأس النظام الرغبة بالاصلاح بما يشكل اعترافا بوجود التشوهات المشار اليها وبأن ذلك الاصلاح مطلب تتبناه غالبية أبناء الشعب الاردني من جانب، وعدم رغبة النظام بتجاهل ذلك المطلب من جانب اخر، وقامت الحكومة باعلان عدة اجرائات مشابهة لما قام به النظام المصري بعد انطلاق ثورة 25 يناير بما تضمن تشكيل لجنة للحوار وبعض الاجرائات الهادفة لامتصاص الغضب الشعبي واحتقان الشارع كتثبيت اسعار المشتقات النفطية والاعلان عن استحداث 21 الف وظيفة جديدة العام الحالي .

ولكن مع مرور الايام دون تحقيق اصلاحات فعلية تقود الى التحول نحو الدولة المدنية ودولة القانون , ومع الدفع باتجاه الخيار الأمني كما ظهر في التعامل مع اعتصام دوار الداخلية والاعلان عن أن حصة جهاز الامن العام والدرك من الوظائف المستحدثة تبلغ 6 الاف وظيفة مقابل 10 الاف وظيفة مدنية عبر ديوان الخدمة المدنية وحيث أن الخمسة الاف وظيفة المتبقية التي لم يعلن عن وجهتها قد تكون ضمن جهاز المخابرات او الوظائف التي يتم تخصيصها لفئات محددة من الشعب عبر ما يطلق عليه مسمى المؤسسات المستقلة مما يعزز التوجه نحو الخيار الأمني بالاضافة الى مأسسة ظاهرة البلطجة وبروز المكانة الكبيرة للفساد وحقيقة ان محاربة الفساد التي اعلنتها الحكومة مجرد حملة اعلامية لازالة الاحتقان كما تبين قناعة صناع القرار بأن الفساد "انطباعي" وليس فساد حقيقي وكما يتبين من الطريقة التي تم التعامل بها مع قضية خالد شاهين وكشف العديد من حالات الفساد الجديدة خلال الفترة الاخيرة فقد بدأت تتشكل قناعة جديدة لدى القوى الوطنية بأن الفساد جزء من بنية النظام بحيث أن اسقاط الفساد قد لا يكون ممكنا لارتباطه الكبير ببنية النظام.

القناعة الجديدة خطيرة كما أشرنا في بداية المقال ، وتتطلب ازالتها اثبات جدية الحكومة بالاصلاح ومحاربة الفساد وتحييد التوجه الأمني في التعامل مع مطالب القوى الوطنية بحيث لا تصل تلك القوى الى حالة القطيعة التامة مع النظام كما حدث في احدى مراحل الثورة المصرية وبحيث لا يتم استبدال مطلب اصلاح النظام بمطلب جديد قد لا يكون له بديل في حال التمسك بخيار "الاصلاح الانطباعي" لدى صناع القرار.



تعليقات القراء

سوزي
نعتذر
23-04-2011 08:30 PM
يزن سليم نصيرات
نعتذر
23-04-2011 09:48 PM
محمد طويل



ياكتاب العالمهل هناككاتببموقع محترم يقول رفعت القوى الوطنية والشبابية في الاردن قبل بضعة اسابيع شعار " الشعب يريد اصلاح النظام" وهذا الشعار يعبر عن تلك القوى لازالة ما يعتري النظام من تشوهات وخلل يتوجب ازالتها لاصلاح النظام خلل ذكر مش انثى
23-04-2011 10:24 PM
احمد بطاينه كفريوبا اربد
خالد لما قاالو لي بتكتب ضحكت كثير كيدجراسا خدعتها البدله اللي متصور فها
23-04-2011 10:25 PM
صديق
من الواضح أن بعض التعليقات أعلاه مبرمجة و مبنية على رفض من يدفع لكاتبيها أفكارك و آرائك ليس بهذه المقالة فقط بل بنية مبيتة بكل كتاباتك.
استمرارك بالكتابة بجرأتك المعهودة هو الرد الافضل...استمر
23-04-2011 10:35 PM
سوزي
شكرا لإلك اخ خالد
فعلا النظام إن لم يسرع في تحقيق الاصلاحات فقد يرتفع سقف المطالب
وان شاء الله يفهمو هاي النقطة وما يضلو كتيير معتمدين على خووف الشعب
لأنو احنا مش أقل من باقي البلاد العربية ولا اقل من انو يكون إلنا كرامة
23-04-2011 10:35 PM
عبد الرحمن محمد البطاينه
نعتذر
25-04-2011 01:00 PM
سند
روح يلعن اللي .....ملاقيين غيره
25-04-2011 09:33 PM
سند
وعلى بال مين اللي برقص بالعتمه فيكووفيه
25-04-2011 09:34 PM
عيب
عيب ع كل معلق وع جراسا ان تتفوه بهذه الكلمات وندااااء لكل قارى سواء عجبك المقال او لم يعجبك هذا حترام الراي والراي الاخر لا يجوز يا جراسا ان تكوني هكذا 0000 لا يجوز للمعلق ان يتلفظ ب 000 ان تنشر
وانا واثق ومتاكد بان المقال راقي ومضمونه جميل الا انه هناك بعض القراء ثقافتهم لا توهلهم بان يفهم ما هو المضمون 00000000000000لذا لذا اذا يا جراسا كونو ع درجه المسئوليه مع احترامي للمحرر وكافة الموظفين
26-04-2011 08:47 AM
قارئ
صدقوني يااخوان انها ماعبت مخي ولا اعترفت بهالكاتب السيس راي خاص احترموه
27-04-2011 05:50 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات