الصفدي: "الغذاء العالمي" يقلص برنامجه للاجئين السوريين بالأردن


جراسا -

أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي أن الاتصالات بين الأردن وهنغاريا مستمرة، وقال "التقينا أكثر من سبع مرات على مدى السنوات الماضية، وآمل أن تكون هذه الزيارة بداية للمزيد من التعاون والتنسيق بين بلدينا"، لافتاً إلى الزيارة التي كان قد قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى بودابست، واستقبال المملكة لفخامة الرئيس الهنغاري.

وأكد الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو ، بأن العلاقات بين البلدين وطيدة والحوار الذي أجراه اليوم مع الوزير الهنغاري، عكس الحرص المشترك على المضي في تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

 وقال الصفدي "نتطلع الشهر القادم لانعقاد اللجنة الاقتصادية الأردنية-الهنغارية المشتركة والتي سيرافقها أيضاً حضور للقطاع الخاص من البلدين لتبادل المعلومات والأفكار حول كيفية زيادة التعاون في قطاعات رئيسة تشمل المياه، والأمن الغذائي، والمعدات الطبية، وغيرها".

وفيما يتعلق بالشؤون الإقليمية أكد الصفدي أن الدور الأردني كان دوماً يستهدف حل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الذي ينعكس إيجاباً على المنطقة برمتها. وقال الصفدي "نحن نعيش في منطقة تعاني الكثير من الأزمات، والدور الأردني كان دوماً وسيستمر في أن يكون دوراً يستهدف حل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الذي ينعكس إيجاباً على المنطقة برمتها."

وأضاف أن "التحديات كثيرة لكن لا يمكن إلا أن نستمر في جهودنا من أجل وقف الأزمات الإقليمية، وما تسببه من معاناة لضحاياها، وما تنتجه من أخطار على أمننا المشترك. نحن بعيدان جغرافياً لكننا نعيش في جوار واحد، وما يحدث في منطقتنا ينعكس على أصدقائنا في أوروبا، وما يحدث في أوروبا ينعكس أيضاً علينا".

وأضاف الصفدي "نحن في المملكة الأردنية الهاشمية مستمرون في بذل كل جهد ممكن من أجل حل الأزمات الإقليمية، ومعالجة تبعات الأزمات الإنسانية والأمنية والسياسية، وتحقيق الأمن والاستقرار الذي نحتاجه حتى نستطيع أن نعمل معاً من أجل مواجهة التحديات الأخرى، مثل تحديات البيئة والمناخ، المياه، الطاقة، توفير فرص العمل إلى غير ذلك".

وقال الصفدي "بالنسبة لنا في الأردن القضية المركزية هي القضية الفلسطينية، وجلالة الملك يقود جهوداً مستمرة من أجل وقف التدهور وإيجاد أفق سياسي حقيقي يأخذنا باتجاه إعادة استئناف مفاوضات جادة وفاعلة تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، بما فيها قضية القدس التي يجب أن تحل في إطار المفاوضات المباشرة وعلى أساس القانون الدولي، الذي يعتبر القدس الشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى نصل إلى السلام العادل والشامل الذي يشكل حاجة وهدف استراتيجياً لنا في المنطقة وفي العالم".

وقال الصفدي "اليوم يصادف الذكرى ال٥٦ لحرب ١٩٦٧ وما نتج عنها من احتلال نعتقد جازمين في الأردن بأنه يجب أن ينتهي وفق حل الدولتين حتى نحصل على السلام الذي يحتاجه الفلسطينيون ويحتاجه الإسرائيليون ونحتاجه نحن جميعاً."

وزاد "موقفنا في الأردن أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل هذا الصراع وتحقيق السلام العادل والشامل، ونؤكد على قلقنا البالغ من استمرار التدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضرورة وقف هذا التدهور ووقف كل الخطوات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، وبالتالي تقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل الذي يجب أن تنعم به المنطقة و ينعم به جميع شعوبها".

وقال إن "الأردن دولة صنعت السلام، وتدعو إلى السلام، ومستمرة في القيام بكل ما تستطيع من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧، لتعيش بأمن وسلام مع إسرائيل ولنتعاون جميعاً من أجل تكريس هذا السلام ومواجهة التحديات المشتركة وتوفير العيش الكريم الآمن لكل شعوب المنطقة".

وأشار الصفدي إلى أن مباحثاته مع الوزير الهنغاري تناولت ملف مكافحة الإرهاب، وقال "نحن عانينا من الإرهاب كما عانى الجميع".

وفي إجابة على سؤال، قال الصفدي" تربط المملكة علاقات شراكة استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي ومع دول الاتحاد، ونثمن عالياً الدعم الذي يقدموه لمساعدتنا على القيام بما نستطيع من أجل توفير العيش الكريم للاجئين". وأضاف "نحن أكبر دولة مستضيفة للاجئين نسبة إلى عدد السكان في العالم، فمع تثميننا لهذا الدعم لا بد أيضاً أن نشير إلى حقيقة أن هذا الدعم يتراجع، ليس فقط إلى اللاجئين وإلى المجتمعات المضيفة ولكن إلى المنظمات الأممية المعنية في تقديم الدعم للاجئين".

وأشار الصفدي إلى أن برنامج الغذاء العالمي، على سبيل المثال، سيقلص الخدمات التي يقدمها إلى حوالي عشرة آلاف لاجئ سوري في الأردن، والمفوضية العليا للاجئين بدأت بتقليص خدماتها أيضاً نتيجة عدم توفر الدعم المالي الكامل. وحذر الصفدي من أن توقف هاتان المنظمتان عن تقديم خدماتها سيفاقم معاناة اللاجئين، وستكون الدول المستضيفة في مكان تحمل العبء الذي لا تستطيع أن تتحمل أكثر مما تحمله.

وأضاف "لقد وصلنا إلى الحد الأقصى في قدرتنا على تحمل اللجوء"، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لتوفير الدعم اللازم لمساعدة الدول المستضيفة على توفير العيش الكريم للاجئين.

وقال الصفدي "نحن في المملكة الأردنية الهاشمية قمنا بكل ما نستطيع من أجل أن يحصل اللاجئون على متطلبات العيش الكريم، لأن هؤلاء ضحايا صراعات ولا يجب أن يكونوا ضحايا إهمال أو عدم توفير ما يستحقونه من الحياة الكريمة". وأضاف "الاستثمار في اللاجئين هو استثمار في أمننا المشترك، لأنه إذا منحنا اللاجئين الأمل وأعطيناهم التعليم وأشعرناهم بأننا نقف معهم في معاناتهم سيكونون قادرين على أن يسهموا في المجتمعات التي يعيشون فيها، وسيكونون قادرين على إعادة البناء في بلدهم عندما يعودون إليه، لكن إذا تخلينا عنهم وجعلناهم ضحايا اليأس والجهل والحرمان سنكون في مواجهة تحدٍّ كبير في المستقبل".

وأضاف الصفدي "بعد أيام ستستضيف بروكسل مؤتمر دعم سوريا ودول الجوار، نأمل أن يثمروا هذا المؤتمر بخطوات عملية لتوجيه الدعم اللازم للاجئين والمنظمات الأممية المعنية باللاجئين وللدول المستضيفة للاجئين حتى نستمر في تمكين قدرتنا على توفير العيش الكريم لهم، وتلبية احتياجاتهم". وأشار إلى أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) تعاني من نقص حاد في تمويلها، وهذا ينعكس سلباً على قدرتها على توفير الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين، مؤكداً بأن الأنروا منظمة لا يمكن استبدال دورها الحيوي الهام في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات