جراسا -

أسيل صبيحات - احتلت الإنتخابات الرئاسية التركية التي انتهت جولتها الأولى مؤخرا صدارة اهتمام الأردنيين وذلك عبر كافة منصات التواصل الإجتماعي الأردنية التي حفلت بآراء متعددة ما بين مؤيد لأردوغان و أخرى مؤيدة لمنافسه اوغلو، حيث لوحظ خلال فترة الجولة الأولى من هذه الإنتخابات غيابا ملموسا لقضايا الشأن الأردني عبر تلك المنصات.

هذا الإهتمام يدعو لطرح عدد من التساؤلات حول سببه ويضع مؤشرات يجب على صناع القرار في الأردن وضعها على سلم الأولويات للتأشير على مواضع الخلل الخاصة بذلك.

* التوجه الاسلامي في الاردن والعالم العربي وعلى رأسهم الاخوان المسلمين يدعمون اردوغان.

"تركيا في ظل عهد أردوغان  بدأت تتجه نحو البلاد الإسلامية و العربية والتدخل في الشؤون العربية حيث كان لها  تدخلا عميقا في الأزمة السورية  والليبية" بحسب ما ذهب إليه الوزير الأسبق ممدوح العبادي .

وأضاف العبادي خلال حديثه لـ"جراسا" أن وسائل الإعلام  خاصة المتفقة فكريا مع أردوغان أثرت من خلال تغطيتها بذلك حيث أن الطرفان "أي تلك الوسائل وأردوغان"  يسيرون بنفس الاتجاه الاسلامي .

وعزا العبادي اهتمام الشارع الأردني بالانتخابات التركية الى أن هناك 2 مليون إلا ربع مهاجر سوري في الأردن  حيث يشكلون ضغطا اقتصاديا هائلا على الاردن ، ففي حال نجح منافس أردوغان  فسيكون القرار ترحيل اللاجئين السوريين في تركيا الى بلادهم والبالغ عددهم 3 ملايين .

وختم  العبادي بالقول :" مستمرون في دعمنا لأردوغان  حيث أن التوجه الإسلامي في الأردن والعالم العربي وعلى رأسهم الاخوان المسلمين داعمين له" .

*الشارع الاردني يتمنى ان يشهد انتخابات نزيهه مثلما شهدت تركيا.

"صورة تنفيذ الانتخابات التركية والتنافس حولها ونزاهة التصويت للمرشحين هو ما يتمنى ان يشهده  المواطن الاردني "بحسب المحلل السياسي صبري اربيحات الذي بين أن تركيا اصبحت نموذجا للأردن والدول الأخرى  من حيث الديمقراطية وطريقة الانتخاب المتقدمة التي أثارت إعجاب الأردنيين ، إضافة لإعجابهم بأداء  حزب العدالة والتنمية .

وتطرق ربيحات الى ما وصفه بإنجازات حققها أردوغان على كافة الصعد في تركيا ، قائلا :"نؤيد أردوغان لأننا ما نراه في انتخابات تركيا لا نراه هنا ".

*الأردنيون  يتابعون الانتخابات التركية لمعرفة ماذا سيحصل في الملف السوري.

وعدد الكاتب ماهر ابو طيرأسباب اهتمام الأردنيين  بالانتخابات التركية منها اهتمامهم بشكل عام بالشؤون السياسية بما يتجاوز الشؤون الداخلية الاردنية وهذه ظاهرة قديمة جديدة في الاردن حيث في الخمسينات كانوا يتابعون بشدة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وفي الثمانينات والتسعينات تابعوا ايضا الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ، مشيرا الى ان  هذه ظاهرة تستند الى الرمزية التي يقدمها هؤلاء على صعيد الشعارات القومية والدينية اضافة الى تعلق الاردنيين بالرموز التي لها برامج تتجاوز بلادهم ويظهرون من خلالها كزعماء للمنطقة.

" كما أن أحد أسباب ذلك يعود الى رغبة الاردنيين باستبصار ماسيحدث في المنطقة عموما وتحديدا على ضوء هوية الفائز وعلاقة ذلك بالملف السوري ووجود ملايين السوريين والعرب في تركيا ومصيرهم وفقا لأجندة  الرئيس الفائز وبرنامجه وفق أبو طير، الذي شدد على أن عدم ثقة الأردنيين بالمؤسسات الرسمية الأردنية القائمة والأحزاب والنقابات والظروف الاقتصادية الصعبة هي التي أدت الى تراجع اهتمامهم بالقضايا الداخلية.

 *أردوغان نقل تركيا من الترتيب الرابع والثمانين الى المرتبة أربعة عشر من حيث المستوى الاقتصادي.

" شغف الشارع العربي بالديمقراطية وخصوصا ان تركيا تشهد انتخابات بشكل ديمقراطي جميل  هو السبب الرئيس لاهتمام الأردنيين بالانتخابات التركية " من وجهة نظر الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي المهندس مراد العضايلة.

واضاف العضايلة في حديثه لـ"جراسا"  أن انجازات  أردوغان جعلت العالم تنظر الى تركيا نظرة احترام شديدة ، مشيرا الى أنه نقل تركيا من الترتيب الرابع والثمانين من حيث المستوى الاقتصادى الى الدول العشرين من المرتبة 14 ، إضافة الى أن تركيا  أصبحت أحد أهم دول المنطقة  المؤثرة في مسارات الأحداث عالميا .