الجولة الثانية بيد «صانع الملوك»


جراسا -

للمرة الأولى في تاريخ تركيا، تُجرى جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، بعد منافسة كبيرة لم ينجح فيها رجب طيب أردوغان ولا كمال كليتشدار أوغلو، في فصل المعركة الانتخابية.. وذكرت وكالة الأناضول الرسمية أن الرئيس المنتهية ولايته البالغ 69 عاما حصل على 49,4% من الأصوات، بينما حصل كليتشدار أوغلو على 45,0%. في وقت كان كلاهما يحتاج إلى تحقيق نسبة 50% المطلوبة زائد صوت واحد. وتُجرى الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في 28 أيار/مايو الجاري.

وتشير الدوائر السياسية في أنقرة، أن أردوغان الذي يُحكم قبضته على السلطة منذ عام 2003 ولم يهزم في أكثر من 10 انتخابات وطنية، أخفق بفارق طفيف عن تحقيق نسبة 50% المطلوبة زائد صوت واحد.. وستعتمد نتيجة الجولة الثانية جزئيا على رجل ثالث هو سنان أوغان (قومي)، الذي فاز بحوالي 5 في المئة من أصوات الجولة الأولى، غير أنّه لم يدعُ بعد مناصريه إلى دعم أحد المرشّحَين.
صانع الملوك


ويؤكد مراقبون ومحللون أتراك، أنه رغم التحركات المكثفة للمتنافسين على كرسي الرئاسة التركية «رجب طيب أردوغان، وكمال كيليجدار أوغلو».. ورغم اشتعال حملات الدعاية من قبل أنصارهم، عقب نتيجة الجولة الأولى.. إلا أن نتيجة الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، لا تزال بيد «صانع الملوك»، سنان أوغان (55 عاما)، وهو قومي متشدد من أصول أذربيجانية، دخل الانتخابات كمرشح لتحالف «آتا» (الأجداد) المكون من أربعة أحزاب يمينية قومية متطرفة، أبرزها حزب النصر وحزب «العدالة».

وأصوات داعميه ستكون حاسمة في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التركية.
«بيضة القبان»
ويرى المحلل السياسي التركي المستقل، كريم هاس، أن الأنظار تتجه الآن نحو «سنان أوغان»، الذي صوت له أكثر من 2.8 مليون ناخب (حوالي 5.2٪)، حيث سيكون ناخبيه (أنصاره) هو الموضوع الرئيس للصراع بين أردوغان وكيليتشدار أوغلو في هذه الأيام، قبل موعد الجولة الثانية، علما بأن «أوغان»، قال ذات مرة على الهواء مباشرة، إنه إذا ذهبت الانتخابات إلى جولة ثانية، فهو مستعد للدخول في مساومة مع أردوغان وكيليتشدار أوغلو. إنه قومي براغماتي للغاية، ولدى أردوغان فرص أكبر: على سبيل المثال، أن يعرض عليه منصبًا ما.

ومنذ صدور نتائج الدورة الأولى التي لم تحسم النصر لا للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ولا لمنافسه المعارض، رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، فإن اسم «سنان أوغان»، يتردد على كل لسان في تركيا، وتم وصفه بـ «صانع الملوك» أو «بيضة القبان» في الانتخابات الرئاسية التركية، وذلك للأثر الذي يمكن أن يتركه تصويت أنصاره على نتيجة الجولة الثانية للانتخابات.

ومن جانبه، أعلن السياسي التركي القومي الذي حلّ ثالثًا في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية أنّه «منفتح على الحوار مع كلا المرشّحيْن للدورة الثانية، مع أنّه قد يدعو ناخبيه لدعم أردوغان».
«سنان أوغان» يفرض شروطه


وقد تتوقف فرص مرشح المعارضة، كمال كيليجدار أوغلو، في الفوز بالانتخابات على تأييد سنان أوغان، المرشح القومي، والذي سبق له أن قال «إنه لن يدعم كيليجدار أوغلو في جولة الإعادة إلا إذا وافق على عدم تقديم تنازلات لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد الذي أيد أوغلو رغم أنه ليس جزءًا من تحالف المعارضة»

وبحسب المحلل السياسي التركي « هاس»، ليس هناك مخاطر كبيرة على أردوغان في الجولة الثانية. ومن غير المستبعد أن يؤدي التمديد المحتمل لصفقة الحبوب، التي تنتهي غدا 18 مايو/ آيار، إلى تعزيز موقف الزعيم التركي..و«يمكن أن تشكِّل الموافقة على تمديد الصفقة لفتةً طيبةً من موسكو تجاه أردوغان».
أسباب الاهتمام العالمي بالانتخابات التركية
واللافت أن الانتخابات التركية -خصوصًا الرئاسية– شهدت اهتمامًا عالميًا واسعًا، فتركيا هي إحدى الدول المؤسسة لحلف شمال الأطلسي وهي دولة محورية ترتبط بالكثير من الملفات الشائكة للغاية كالصراع السوري والليبي، وعلاقاتها المتراوحة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من جهة وروسيا من جهة أخرى، إضافة إلى الأزمة المستمرة منذ عقود مع الأكراد، وكذلك العلاقات مع العراق وإيران والسعودية ومصر وقطر وغيرها من الملفات الملتهبة.

ويرجع جانب كبير أيضًا من الزخم المحيط بالانتخابات التركية إلى شخصية الرئيس التركي أردوغان المثيرة للجدل، فالرجل يحظى بشعبية ليست قليلة داخل وخارج تركيا، وهو في السلطة منذ أكثر من 20 عامًا.. وينظُر إليه مؤيدوه ومعارضوه على حدٍ سواءٍ على أنه شخص شديد البراغماتية على استعداد لعقد الصفقات والتسويات من أجل تحقيق أهدافه.
أصوات القوميين الأتراك


ومع ترقب الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، فإن الشارع السياسي التركي، يرى أن أصوات ناخبي تحالف «آتا» (الأجداد) قد تلعب دورًا حاسمًا في جولة الإعادة، ومن الصعب التنبؤ لمن ستذهب. فهذا الأمر سيعتمد على المفاوضات التي سيجريها هذا التحالف بقيادة أوغان مع المرشحين المتبقيين في السباق الرئاسي.

وهكذا بات واضحًا ..أن جولة الإعادة الحاسمة في 28 مايو/أيار قد تلعب فيها أصوات القوميين الأتراك الدور الحاسم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات