«شيء ما» يتغير في تركيا


جراسا -

المشهد العام في تركيا، وقبل أسبوع واحد من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، الأكثر أهمية، يكشف ـ بحسب الدوائر السياسية في أنقرة ـ عن «شىء ما» يتغير قي تركيا، أو سوف يتغير في تركيا، بصرف النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية المعلقة حتى الآن«على حد السكين»، بسبب المنافسة الحزبية الساخنة، مقابل حالة من اللامبالاة في الشارع التركي، الأمر الذي يجعل حزب العدالة والتنمية «الحاكم» يقف عندها ويفكر، وهناك تحليلات تقول «لا وجود لأجواء انتخابية على الساحة، كما لو أن البلاد غير مقبلة على أي انتخابات في 14 مايو/أيار. الناس ليسوا بعيدين عنا، لكنهم أيضاً غير مهتمين بالسياسة».. بينما تستعد الأحزاب السياسية لاستخدام تكتيكات جديدة لإقناع الناخبين بالتصويت لها.. مقابل تحركات حزب العدالة والتنمية لاستمالة الناخبين المترددين.



هل يدخل كليجدار الناريخ أم ينسحب من المشهد السياسي؟
ويرصد المراقبون في انقرة، تحركات تحالف الأمة المعارض، الذي يضم ستة أحزاب، دعما لمرشحهم زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، ضد الرئيس الحالي زعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان..ويتساءل محللون أتراك : هل يدخل كليجدار أوغلو التاريخ من خلال إنهاء حكم أردوغان لتركيا المستمر منذ 21 عاماً وبدء عهد جديد؟! أم أنه سيصبح «جزءاً من الماضي» بخسارة الانتخابات الأكثر أهمية في تركيا وينسحب من المشهد السياسي؟!

«شىء ما» يتغير
وترى صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، أنه بعد 20 عاما من حُكم أردوغان، بات واضحا للمتابعين للشأن التركي أن شيئا ما يتغيّر، وأن تركيا على موعد الأحد المقبل مع انتخابات رئاسية وبرلمانية ربما تكون الأهم في تاريخها الحديث..ووصفت الانتخابات التركية بأنها معلّقة «على حد السكين»، متسائلة عمّا إذا كان زمن أردوغان قد ولّى..حيث أشار استطلاع أخير للرأي إلى حصول أردوغان على نسبة 42.5 مقابل 48.5 حصل عليها منافسه كليجدار أوغلو.

من أوفر حظا من المتنافسين في سباق الرئاسة؟


ويتسابق أردوغان على رأس حزب العدالة والتنمية، مع كمال كليجدار أوغلو على رأس حزب الشعب الجمهوري كفرسَي رهان في تلك الانتخابات، بحسب الباحثة البريطانية، لويز كالاهان..ولكل منهم نصيب من الفوز او الخسارة، وإن كان «كليجدار» الأوفر حظا :

لأوّل مرة منذ 20 عاما يواجه أردوغان احتمال الخسارة، حتى في معقله القديم طرابزون، ومن المتوقع أن يتراجع الدعم الذي كان يتحصّل عليه الرئيس المنتهية ولايته.. وأي تراجع في دعم أردوغان في مدن رئيسية مثل طرابزون يُعدّ كافيا لترجيح كفة منافسه في سباق الرئاسة.
وشعبية أردوغان تأثرت بعوامل عدة بينها نهجه الاقتصادي، وفضائح فساد، فضلاً عن تعامل حكومته مع الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في فبراير/شباط الماضي، ناهيك عن شعور متنامٍ بأن أبرع سياسيّي جيله «أردوغان» بدأ يفقد بريقه.
كما أن ارتفاع تكاليف المعيشة في تركيا بات يغطي على كل شيء. وفي ظل إصرارٍ عنيد من جانب أردوغان على الإبقاء على معدلات الفائدة منخفضة..وسجلت معدلات التضخم في البلاد ارتفاعا بلغت نسبته 85 في المئة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وثمة عنصر آخر مؤثر في هذا السباق الانتخابي، بحسب لويز كالاهان ، هو أن نحو خُمس الناخبين الأتراك هم دون سن الـ 25، ولم يسبق لنحو نصف هذا العدد التصويت من قبل. ولم يعرف هؤلاء الشباب في حياتهم قائدا لتركيا غير أردوغان..وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة كبيرة من هؤلاء الناخبين الجُدد تعارض نظام الحكم السلطوي الذي ينتهجه أردوغان.
ويرى كثير من الشباب التركي في أردوغان شخصية ضيّقة الأفق عفى عليها الزمن، وشخصية سيطرت على حياتهم زمنا كافيا على نحو يدفعهم إلى التطلع لشيء جديد، بحسب الكاتبة.

ولكن أردوغان ـ في نفس الوقت ـ لا يزال يحظى بدعم ضخم بين قواعده الانتخابية حيث يُنظر إليه باعتباره رجل دولة يحمل على عاتقه مسؤولية تحويل تركيا إلى قوة عالمية.

كواليس الحزب الحاكم
وداخل كواليس حزب العدالة والتنمية «الحزب الحاكم»، هناك من يتوقع فوز أردوغان بالانتخابات في الجولة الأولى، وإن كان بهامش ضئيل، وهناك أيضاً من يعتقد أن فرص كليجدار أوغلو وأردوغان متعادلة ولا يمكن استبعاد خوض جولة انتخابات رئاسية ثانية .

وتسود بعض تقديرات، داخل كواليس الحزب الحاكم، مفادها أن «السباق بين الرئيس رجب طيب أردوغان والمرشح الرئاسي لتحالف الأمة، كمال كليجدار أوغلو شديد المنافسة أو أن أردوغان متقدم بفارق نقطتين فقط»..وتقديرات الحزب الحاكم تقول أن الرئيس«أردوغانۚ» سيخسر حوالي ما بين 1 الى 2 في المئة من أصوات الناخبين لصالح حزب (الديمقراطية والتقدم) وحزب (المستقبل) المنتمين لتحالف الأمة وسيعوض هذه الخسارة ناخبون أكراد محافظون لن يصوتوا لصالح حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه كمال كليجدار أوغلو، وأن هذه النسبة قد تعيد أردوغان إلى الرئاسة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات