تركيا .. انتخابات رئاسية بطعم «الاستفتاء»


جراسا -

تتوقع استطلاعات الرأي في تركيا، إجراء انتخابات رئاسية حامية، في 14 مايو/ آيار الحالي، حيث يؤكد الطرفان أنهما قادران على الفوز بها من الدورة الأولى، وإلا فسيتم تنظيم دورة ثانية في 28 مايو/ أيار.

بينما تؤكد الدوائر السياسية في أنقرة، أن الانتخابات الرئاسية تأخذ طابع استفتاء حول تأييد أو معارضة الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يواجه للمرة الأولى معارضة موحدة بعد عشرين عاما على توليه السلطة.
استفتاء حول حكم أردوغان


ويرصد المراقبون، مناخ المشهد الانتخابي في تركيا، وهو الأقرب ـ حسب تحليلاتهم ـ إلى الاستفتاء على بقاء الرئيس رجب طيب أردوغان – 69 عاما – على رأس السلطة، وقد بات مصمما على البقاء خمس سنوات إضافية على رأس هذا البلد، والذي قام بتغييره بالعمق، طوال عقدين، وهو الرئيس الحاضر دوما والذي يقوم بكل شيء لاستمالة القاعدة الناخبة رغم أنه بإمكانه الاعتماد بشكل لا لبس فيه على 30 بالمائة من أصوات مناصريه.

وبين حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ برئاسة أردوغان وحزب الشعب الجمهوري العلماني الذي يمثله كليجدار أوغلو، سيختار 64 مليون ناخب تركي بين ممارسة متزايدة للسلطة تترافق مع تديّن، ووعد بتحول ديموقراطي. وبدأ 3،4 مليون ناخب تركي في الخارج التصويت الخميس الماضي، فيما سيدلي 5.2 مليون من شريحة الشباب بأصواتهم للمرة الأولى في هذه الانتخابات. وهؤلاء لم يعرفوا طوال حياتهم سوى الرئيس أردوغان على رأس الدولة.
تحديات تواجه مصير أردوغان


وإذا كانت الانتخابات الرئاسية تحرى بطعم الاستفتاء على الرئيس أردوغان، فإن هناك عوامل ذات تأثير سلبي على نتائج «الاستفتاء» الرئاسي، بحسب الدوائر السياسية والإعلامية في تركيا، ومن بينها:

أن الرئيس رجب طيب أردوغان، يواجه أزمة اقتصادية خطيرة وأزمة ثقة مع تجاوز التضخم نسبة 85 بالمائة الخريف الماضي
والعامل الآخر، هو أثر الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في السادس من فبراير/ شباط الماضي وأوقع أكثر من 50 ألف قتيل وعددا غير معروف من المفقودين في جنوب البلاد. فقد واجهت الحكومة اتهامات بالتأخر في بدء عمليات الإغاثة في المناطق المنكوبة التي بات سكانها موزعين الآن في أماكن أخرى أو لاجئين في خيم وحاويات.
اللاجئون في تركيا أصبحوا قضية تقتنص من خلالها الأحزاب أصوات الناخبين قبيل الانتخابات الرئاسية برفض وجودهم وإطلاق الوعود بإرجاعهم إلى بلادهم..وبحسب التقديرات يبلغ عدد اللاجئين في تركيا نحو 5.5 مليون، غالبيتهم من سوريا..ولا ينفرد بهذا التوجه حزب سياسي واحد، بل تقريبا جميع الأحزاب تفعل الشيء نفسه، بإشعال مشاعر الكراهية ضد اللاجئين بوعود إعادتهم إلى بلادهم بعد الفوز في الانتخاباات.
منافسة حامية الوطيس.. حيث ينافسه في الانتخابات ثلاثة مرشحين بينهم خصمه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو ـ 74 عاما ـ مرشح تحالف من ستة أحزاب معارضة تشمل اليمين القومي وصولا إلى اليسار الديموقراطي ويهيمن عليه حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.. وتلقى «كليجدار» دعما غير مسبوق من حزب الشعوب الديموقراطي اليساري والمؤيد للأكراد الذي دعا للتصويت لصالحه.
هذا الوضع يضاف إلى القلق حيال نظامية العمليات الانتخابية و«وضع الديموقراطية» في تركيا كما حذر مجلس أوروبا الذي سيرسل 350 مراقبا إلى البلاد بالإضافة إلى هؤلاء المعينين من قبل الأحزاب في 50 ألف مكتب اقتراع، وأخذت المعارضة زمام المبادرة عبر حشد 300 ألف مدقق ومضاعفة عدد المحامين المدربين على مراقبة الانتخابات بحسب ما قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المسؤول عن أمن الانتخابات أوغوز خان ساليجي.
أردوغان يكثف وعوده


وتحت مظلة مناخ ساخن من المنافسة في انتخابات رئاسية بطابع «الاستفتاء» على الرئيس أردوغان – بحسب تقديرات الدوائر السياسية والحزبية في تركيا – يكثف أردوغان تجمعاته ووعوده الانتخابية مثل زيادة رواتب التقاعد وبناء مساكن وتخفيف فواتير الطاقة، متوجها بشكل خاص الى النساء والشباب.

المعارضة التركية: السلطة ستتغير
وعلى الرغم من ضخامة التحدي، تؤكد المعارضة التركية، بأن «السلطة ستتغير كما تغيرت عام 2000» حين تولى حزب العدالة والتنمية السلطة، وأن تركيا متمسكة بالديموقراطية، وحتى حين كان العسكريون ينفذون انقلابا كل عشر سنوات، كانوا يضعون سلطتهم أمام اختبار صناديق الاقتراع»..واللافت بحسب نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المسؤول عن أمن الانتخابات، أوغوز خان ساليجي، أنه «للمرة الأولى يتحدث نواب حزب العدالة والتنمية عن هزيمة محتملة».



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات