الاصلاح او السقوط


ان ارادة الشعوب من ارادة الله وانه لن يقف في طريق هذه الارادة فاسد الا سحقته , وان ليس لهذه الانظمة امام هذه الارادة الا امرين اثنين لا ثالث لهما اما الاصلاح او السقوط , وان على الانظمة ان تفهم جيدا ان هذه الارادة تبدأ بالمطالبة بالاصلاح والاصلاح اولا , ثم ان لم تجد من النظام اصلاحا لنفسه او قابلية للاصلاح , بل وجدت ان الفساد فيه ومنه يعم ويطم ويزداد فانه ينتهي دور أولا , ليبدأ دور المطالبة بالسقوط سقوط النظام ثانيا وليس هناك ثالث ابدا.

ان على الاْنظمة العربية جميعا بلا إستثناء أن تستفيد من فرصة الاصلاح سريعا وألاّ تفوتها وإلاّ لقيت ما لقيته انظمة سبقتها والامثلة الآن ماثلة للعيان وتتكرر , لا نريد ان نسمع ما سمعناه وكرره السابقون الذين لقوا ما لقي فرعون في اليم وما لقيه قوم نوح في الطوفان .

على الانظمة ان تفهم سنن الله الكونية, وان تعلم ان سنة الله ماضية فيهم كما مضت في الامم التي من قبلهم (سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) , ( سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) . ان هذه الكراسي التي تتشبث بها الانظمة ما هي الا نقمة او ابتلاء فان كان الكرسي عادلا يدوم الامن والخير و (لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد), وان كان الكرسي ظالما فانه كرسي ملعون بنفسه وعلى صاحبه وعلى النظام , وسيصبح خازوقا شيطانيا ولعنة للفرقة والقتل و الدمار.

لا نريد ان يقول احدهم فاتكم القطار(كابن صالح) ولا يعلم المسكين انه هو من تأخر عن القطار قطار التغيير والاصلاح لانه لن يجد حمارا ليلحق بالقطار هذا ان لم يسحقه القطار وراكبوه.

لا نريد ان نسمع من احدهم يقول ان الاصلاح يحتاج الى مدة طويلة للاصلاح(كابن الاسد) الم يعلم ان فترة الرئاسة في اعظم الدول القوية هي اربع سنوات وان طالت فلن تتجاوز الثمان.

لا نريد ان نسمع من احدهم ان امهلوني الى سبتمبر2011 (كمبارك), ومن اخر ان امهلوني الى 2013 (كابن صالح)او ان يعرف الايدي التي ستستلم من بعده او ان يسلم التركة الى ابنه واخيه او انه لا يتصور رحيل ابيه وما الى ذلك(كابن القذافي) .

لا نريد ان نسمع عند المطالبة بالاصلاح ان هناك مؤامرات وان وراء المصلحين والمطالبين بالاصلاح اجندة مشبوهة واجنبية , لأن هؤلاء هم ابناء الاوطان البررة الذين يريدون لاوطانهم الامن والخير, لإن الفساد واهله يزين لهم شياطينهم ذلك ليبقوا يقتاتوا في لقمة عيش الفقراء ويلغوا في المال العام ولإنهم يخافون الحساب اليوم فكيف بيوم الحساب .

لا نريد ان نسمع ونرى مراكز القوى الفاسدة من بطانة السؤ ومن في الاجهزة هنا وهناك من شجر الدر والابناء والاحفاد والعائلات الفاسدة , لا نريد ان تتحكم هذه القوى الفاسدة في مقدرات الاوطان العربية, لا نريد ان تتحكم فينا و فيه , فيستغلون الاوطان وخيراتها من اجل مصالحهم وينسون ويتناسون بل يخونون مصالح الاوطان العليا والامانة التي يحملون .

لا نريد من احدهم ان يسمعنا ما سمعناه وتكرر الاسطوانة التي سجلتها الانظمة من قبله , لا نريد حربا اهلية ولا تدخلات اجنبية ولا قتلا ولا سفكا للدماء ولا تقسيما للاوطان وبمبررات واهية وحجج شيطانبة .

ان هذا العقد هو عقد الشعوب العربية في التغيير والاصلاح , عقد حريتها ووحدتها لتعود من جديد لقيادة العالم بالحضارة الانسانية حضارة الايمان والعدل والسلام وخير الانظمة هو من اعتبر بغيره وبأُمم من سبقوه , وشر الانظمة من كان مثله مثل صم بكم عمي فهم لا يفقهون .

abdulhrish@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات