رسائل قمة بوتين – شي: «الشرق يتقدم والغرب يتراجع»


جراسا -

كشفت الدوائر السياسية والإعلامية في دول الغرب، عن «هواجس القلق» من زيارة الزعيم الصيني، شي جين بينغ، لموسكو، وعقد «لقاءات سرية» مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى جانب مباحثات موسعة بين الدولتين في القمة الروسية ـ الصينية. وترى أن هناك رسائل واضحة من زيارة «شي» لروسيا، يمكن ترجمتها في مقولة صينية «الشرق يتقدم والغرب يتراجع» خاصة وأن الوضع الدولي وصل الآن إلى نقطة تحول جديدة.

روسيا والصين تشتركان في مصلحة «تسريع انحدار القوة الغربية»
الدوائر الغربية ـ المهتمة بالمتابعة والرصد والتحليل ـ لزيارة الرئيس الصيني، ربطت بين «زيارة الرئيس الصيني شي 2023» و«زيارة الزعيم الصيني ماو 1957» لموسكو.. وهي ترى أن الهدف والرسائل واحدة لم تختلف، وتشير إلى أن «الشرق يتقدم والغرب يتراجع»، وبحسب صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، فإن هذه الكلمات تعود لخطاب ألقاه زعيم صيني آخر، ماو تسي تونغ، الذي زار موسكو في عام 1957، وغالبًا ما يدّعي شي أن «الشرق يتقدم والغرب يتراجع».

كما يعتقد شي، مثل ماو وبوتين، أن روسيا والصين تشتركان في مصلحة في تسريع انحدار القوة الغربية. فقبل أسبوعين، اتهم الرئيس الصيني الولايات المتحدة باتباع سياسة «الاحتواء والحصار والقمع»التي تستهدف الصين.
الرسائل والأهداف

ومن زاوية الربط بين زيارة الزعيم الصيني «ماو» في العام 1957 والزيارة الحالية للرئيس «شي» ـ الرسائل والأهداف ـ تقول الصحيفة البريطانية، إن الزعيم الصيني «ماو» حث جمهوره على التفكير في الجانب الإيجابي للصراع النووي، قائلا : «إذا جاء الأسوأ ومات نصف البشرية، فإن النصف الآخر سيبقى بينما ستدمر الإمبريالية ويصبح العالم كله اشتراكيا». حتى بالنسبة لجمهوره السوفييتي، جاء وقع هذه الكلمات قويًا.

وبينما على النقيض من ذلك، سيقدم الرئيس الصيني «شي» نفسه في موسكو على أنه رجل سلام، خاصة بعد أن حقق إنجازاً دبلوماسياً حقيقياً، بالتقارب السعودي الإيراني بوساطة صينية. كما طرحت الصين مؤخرًا خطة سلام من 12 نقطة لتسوية الحرب في أوكرانيا من الممكن أن يقترح شي، أثناء وجوده في موسكو، وقف إطلاق نار فوري. وبعد قمته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، من المرجح أن يتصل الزعيم الصيني بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
«شي» ليس راغبا في إنهاء الحرب في أوكرانيا
وترى صحيفة «فايننشال تايمز»، أنه من غير المرجح أن يكون الرئيس الصيني، شي، راغبًا أو قادرًا على التوسط في إنهاء حرب أوكرانيا، على عكس السعودية وإيران، فإن الصين تتوسط بين طرفين مستعدين للتوصل إلى اتفاق. كما أن بكين ليست لاعباً محايداً في هذا الصراع، فقد استخدمت المصطلحات الروسية باستمرار لوصف الصراع..وقد أشاد تشين غانغ، وزير الخارجية الصيني، مؤخرًا بالعلاقات بين روسيا والصين باعتبارها «قوة دافعة» في الشؤون العالمية. كما يمكن الاعتماد على الصينيين لرفض لائحة اتهام المحكمة الجنائية الدولية لبوتين.

هدف تقديم الصين كصانع سلام براجماتي




وتشير الصحيفة البريطانية، إلى أن «خطة السلام» الصينية الحالية، لا تذكر شيئًا عن الانسحاب الروسي من الأراضي الأوكرانية المحتلة، إذ اقترح «شي» وقف إطلاق النار في الحرب، وحتى لو تم إعلان وقف إطلاق النار، يمكن لروسيا أن تنتهكه دائمًا، لكن بالنسبة إلى الرئيس الصيني «شي»، من المفيد تقديم الصين كصانع سلام براجماتي – مهتم قبل كل شيء بالتجارة والازدهار المشترك.

وعلى النقيض من ذلك، تصور الصين أمريكا على أنها داعية لحرب أيديولوجية، تقسم العالم إلى أصدقاء وأعداء – وتركز على الحفاظ على هيمنتها، وتساعد هذه الرواية الصين في المعركة من أجل الرأي في «الجنوب العالمي»، وهي تقلق الأمريكيين.
جوهر قمة «شي ـ بوتين»
إن جوهر قمة «شي ـ بوتين» ، بحسب الدوائر الغربية، سيدفع في الاتجاه المعاكس – لأنه سيتضمن دعمًا صينيًا متزايدًا لروسيا في «حرب أوكرانيا »، وعلق ألكسندر جابيف، أحد أبرز مراقبي شؤون الصين في روسيا ، والذي يعيش الآن في المنفى قائلأً: «لا تخطئ: ستكون الرحلة حول تعميق العلاقات مع روسيا التي تفيد بكين، وليس حول أي وساطة سلام حقيقية».

والسؤال الكبير سيكون ما هي العلاقات التي يراها «شي» مفيدة للصين؟ الجزء الاقتصادي سهل. نظرًا لأن الغرب يفطم نفسه عن الطاقة الروسية، بينما الصين قادرة على شراء النفط والغاز بأسعار مخفضة. ومن المرجح أن يتفق بوتين وشي، على تسريع العمل في خط أنابيب غاز آخر بين بلديهما.
ومن المرجح أيضًا أن يواصل القادة الروس والصينيون جهودهم للترويج لبدائل الدولار كعملة عالمية.
أسرار وراء الكواليس

الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ في اجتماع بالكرملين يوم الإثنين في صورة لرويترز من ممثل لوكالات الأنباء.


ومن المرجح أن ما يتفق عليه «بوتين وشي»، سيظل سرا.. وما سيبقى سراً أيضاً التوترات بين روسيا والصين إن وجدت.. ولذلك يأمل بعض الاستراتيجيين الأمريكيين في أن يتمكنوا يومًا ما من هندسة انقسام ثانٍ بين موسكو وبكين، مثل ذلك الذي أدى إلى التقارب بين الولايات المتحدة والصين في السبعينيات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات