أزمة سياسية «غير مسبوقة» تزلزل إسرائيل


جراسا -

في ظل مناخ أزمة سياسية «عاصفة» وغير مسبوقة، وصفت بأنها «أول تهديد حقيقي لكيان الدولة العبرية»، وافق البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، أمس الثلاثاء، في القراءة الأولى على مشروعي قانونين يتعلقان بالإصلاح القضائي المثير للجدل، مما أثار مخاوف معارضيه من انجراف البلاد في مسار مناهض للديمقراطية.

المشهد العام داخل دولة الاحتلال، يرسم صورة لانقسامات «حادة» في المجتمع، مما دفع زعيم المعارضة يائير لابيد، لاتهام الائتلاف الحاكم، بأنه يسحب إسرائيل إلى حرب أهلية.. بينما يحذر سياسيون من انهيار «دولة إسرائيل» من الداخل.
ويعتبر الإصلاح القضائي برنامجا أساسيا في تحالف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الحكومي والذي يضم أحزابا يهودية متشددة ويمينية متطرفة وتولى السلطة في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2022.. غير أن قطاعات كبيرة من الرأي العام تحرك ضد هذا المشروع

وبينما تتواصل الاحتجاجات في إسرائيل ضد مشروع قانون لإصلاح النظام القضائي الذي يعمل الائتلاف بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على تمريره.. يحذر مراقبون، من أن الفجوة بين مؤيدي التشريع ومعارضيه في المجتمع آخذة في الاتساع.


وتشهد إسرائيل موجة من الاحتجاجات منذ ما يقرب من شهرين حيث يحتج عشرات الآلاف ضد مشروع قانون يرمي إلى إدخال تغييرات جذرية على النظام القضائي.. وبخلاف التظاهرات الأسبوعية الحاشدة التي تنظم كل ليلة سبت في تل أبيب، تشهد مدن صغيرة احتجاجات شبه يومية مع إغلاق المتظاهرين الشوارع الرئيسية والطرق خلال ساعة الذروة.

ومن شواهد الشرخ في جدار إسرائيل، أن قطاعات عديدة انضمت إلى المظاهرات، من قضاة وعاملين في مجال التكنولوجيا وحتى الطلاب وأولياء الأمور ونشطاء مناهضين للاحتلال.. وفي خطوة غير مسبوقة، هدد طيارو وحدات النخبة بقوات الاحتياط في الجيش، بتعليق مشاركتهم في التدريبات احتجاجا على مشروع إصلاح القضاء، فيما أرسل عدد من جنود الاحتياط خطابات تحذر من أنهم قد لا يؤدون الخدمة العسكرية.
ويرى العديد من الإسرائيليين اليهود أن الجيش يمثل حصن أمن البلاد الذي يجب أن يظل بعيدا عن السياسة، فيما زادت هذه التحركات من حالة الاستقطاب بين المعارضين لمشروع القانون ومؤيديه.

وتزايدت الانقسامات بين المعسكرين خلال الأسابيع الأخيرة، حيث شهدت مظاهرة في تل أبيب الأسبوع الماضي، إطلاق الشرطة برئاسة وزير الأمن القومي اليميني المتشدد إيتمار بن غفير، قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين الذين قاموا بغلق أحد الطرق الرئيسية..


ويشير المحلل السياسي البريطاني، أليستير جايمسون، إلى شواهد أخرى من مظاهر «الشروخ التي تضرب المجتمع الإسرائيلي» ، موضحا أن رئيس الوزراء السابق، إيهود باراك، دعى إلى عصيان مدني الأسبوع الجاري.. وأن عددا كبيرا من السياسيين الإسرائيليين يوجهون اتهامات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، باستخدام مقترحات التعديلات القضائية، التي يسميها «إصلاحات قضائية» للتحول إلى النظام الديكتاتوري.

وأن نحو 1000 شخصية إسرائيلية بارزة وجهوا خطابا مشتركا، للسفارتين البريطانية والألمانية في إسرائيل قالوا فيه إن دولتهم تمر بأخطر أزمة سياسية في تاريخها



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات