ليس للأفكار أجنحة !!


تأخر اكتمال النصاب القانوني للحزب الديمقراطي الاجتماعي، لا من قِلّةٍ فعلاً، بل من اطمئنان إلى أن جذب الأفكار النبيلة، سيؤدي إلى تدفق المواطنين عليكم.
لقد تعلمنا من تأخر اكتمال النصاب، درساً ثميناً هو أن الأفكار الجميلة الصائبة، مثل افكاركم، لا تُقلِع مِن ذاتها، فليس للأفكار أجنحةٌ تحملها، بل لها حَمَلةٌ يُقلعون بها.
والحزب لغة هو القوة. وتحزّب القومَ تعني ازدادوا قوة.
تعلمون أنه لا تستقيم الحياةُ الحزبية المعافاة بكم وحدكم ! وجديرٌ أن يعلم الجميع، أنْ الحياة الحزبية المعافاة لا تستقيم بدونكم. الأمر الذي يفرض أن يتم التعاون والتنسيق والتحالف مع الأحزاب الأخرى، على نقطة أو مهمة محددة واحدة أو أكثر، بصرف النظر عن هوية تلك الأحزاب الاجتماعية.
لقد حاولت القوى التقليدية المحافظة، منذ مطلع التسعينات، أن تبني أحزاباً فبنت هياكلَ فوقيةً، لم تتمكن من الاستمرار والبقاء، لافتقارها إلى الجذور، إلى القوى الاجتماعية الأردنية الجديدة.
أين هي تلك القوى الآن، التي كانت تُعَد بالآلاف ؟!
لقد عبَرتم منذُ حين، أزمة التحول من الكائن الطفولي البدائي، إلى التشكيل الطليعي الذي نراه الآن، وأمامكم تحدي التحول إلى حقيقة صلبة معدودة مؤثرة في حياتنا السياسية الجديدة، كما يريدها جلالة الملك الحبيب.
ستواجهكم أعاصير عاتية، وليس مجرد تحديات تقليدية. سيتم امتحان صلابتكم واختبار مرونتكم، تلك الصلابة والمرونة اللتان تمكنكم من تلبية استحقاقات وامتصاص ارتدادات التحديات الوطنية الكبرى، التي من الطبيعي أن تسجلوا منها مواقف متباينة، غير نمطية وغير كربونية.
ان الحفاظ على وحدتكم، مهمة صعبة، وكل مهام الأحزاب صعبة، لكن وحدتكم هي الأساس في استمراركم وفي تحقيق الاختراقات المعولة عليكم. والوسيلة لذلك هي الإحتكام إلى الحلول الديمقراطية، القائمة على قبول رأي الأكثرية واحترامه وتنفيذه.
فالحزب كما تعلمون هو أن يقدم كل عضو فيه،جزءا من حريته وإرادته، ليحصل على إرادة أكبر وأقوى وأكثر حكمة وتأثيرا، يضعها في عهدة من يثق بهم وينتخبهم.
الآمال المعلقة عليكم كبيرة، بدءا من آمال جلالة الملك المفدى وسمو ولي عهدنا الحبيب، اللذين يتابعان التفاعلات السياسية القائنة والحراك الوطني الكبير، لإشادة مداميك سياسية جديدة، وانتهاء بالرأي العام الذي يقرأ الممحي وينحاز للنزاهة ويوفر الرعاية والقوة الدافعة.
ولنا كبير الثقة بالقياديبن الذين أعرفهم: جميل النمري وطلال صيتان الماضي وبسام حدادين وأسامة تليلان وابراهيم الطهراوي وجمال القيسي ومحمود سعادة وجلال عبيد وعبد الكريم المصري ووائل المنسي.
والاحزاب هي اوتوستراد تحقيق الدولة المدنية، ومراقبة ومكافحة الخطايا الإدارية والفساد الاقتصادي والسياسي. وهي الطريق الديمقراطي لتحقيق طموحات الشباب وأحلامهم المشروعة.
لقد قدم حزب العمال البريطاني، ابن سائق الباص الباكستاني المسلم صادق خان فتم انتخابه عمدة لمدينة لندن، أبرز مدن الإنجلوساكسونية المسيحية.
ولما أصبح عقل بلتاجي عمدةً للعاصمة عمان (2013-2017) هاج الشعوبيون واطلقوا العنان لغرائزهم وأطلعوا كل قباحاتهم !!
ودعم حزبُ العمل الشعبي السنغافوري،
السيدة الهندية المسلمة حليمة بنت يعقوب فانتُخبت رئيسة لجمهورية سنغافورة، رابع أهم مركز مالي في العالم !!
ودعم حزبُ المحافظين البريطاني، ريشي سوناك، الهندي الهندوسي الديانة وهاهو الآن رئيساً لوزراء بريطانيا !!.
في حقبة العمل الحزبي القديم، لم نكن نسمع لفظة أردني وفلسطيني، ولا لفظة مسلم ومسيحي. كانت الأحزاب العتيقة مدارس للوحدة الوطنية.
والحزب الديمقراطي الاجتماعي، الذي يوفق أوضاعه اليوم، هو تشكيل سياسي وثقافي في زمانه ومكانه، نعول عليه الكثير من اجل التقدم والحداثة والعدالة الاجتماعية والعدالة الاقتصادية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات