مَن هوَ وزير خارجية نتنياهو "الحقيقي"؟


جراسا -

أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الجمعة بأن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فاجأ الصحافيين يوم أمس الخميس عندما أعلن تعيين السفير السابق في واشنطن رون ديرمر في منصب وزير الشؤون الاستراتيجية، علماً بأنه ليس عضو كنيست وليس عضواً في حزب "الليكود" لكنه أحد أكثر الأشخاص المقربين من نتنياهو، الذي أراد تعيين ديرمر وزيراً للخارجية لكنه تراجع بسبب معارضة واسعة داخل حزبه".

وذكرت الصحيفة في تقريرها إلى أن "وزيرين يتناوبان على منصب وزير الخارجية في الحكومة الإسرائيلية الجديدة هما إيلي كوهين في السنة الأولى ويسرائيل كاتس في السنتين التاليتين ثم يعود كوهين إلى المنصب في السنة الرابعة. إلا أن كلاهما لن يكونا وزيراً الخارجية اللذين سينفّذان المهام الحقيقية والتستراتيجية في هذا المنصب، وإنما سينفذ ذلك وزير آخر وهو ديرمر".

وفق الصحيفة الإسرائيلية، "أعاد نتنياهو إقامة وزارة الشؤون الاستراتيجية التي تخصّصت في الماضي في رصد ومحاربة حركات مقاطعة إسرائيل. وبنجاح نتنياهو في إقناع ديرمر بتولّي المنصب الوزاري فإن ذلك لن يكون من أجل مواجهة ناشطي حركات مقاطعة إسرائيل"، مرجّحة بأن "وزارة الشؤون الاستراتيجية ستتعامل مع المواضيع الإستراتيجية الحقيقية في السياسة الخارجية، وهي الصراع ضد إيران والعلاقات مع الولايات المتحدة والاتصالات مع السعودية، وذلك في الوقت الذي يعمل فيه وزيراً الخارجية خلال التناوب بينهما على توثيق العلاقات مع جزر سيشل".

وُلد ديرمر في ولاية فلوريدا الأميركية في العام 1971 وهاجر إلى إسرائيل في نهاية التسعينيات كي يعمل كمستشار غير معلن في الحملة الانتخابية لحزب "المهاجرين الروس" في إسرائيل الذي تأسّس حينها باسم "يسرائيل بَعليا"، على أيدي نتان شيرانسكي. وتعرّف نتنياهو على ديرمر عندما خسر رئاسة الحكومة لمصلحة إيهود باراك في العام 1999، وفق ما أشارت "هآرتس".

وقال ديرمر في مقابلة لمجلة "تابليت" الأميركية – اليهودية إن "موقفه ورؤيته متطابقة مع نتنياهو في مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة الخارجية. وبحسب الصحيفة، فإن المحادثات الخاصة بين ديرمر ونتنياهو تجري باللغة الإنكليزية رغم أن كلاهما يتحدثان العبرية". وعندما شغل نتنياهو منصب وزير المالية في حكومة أريئيل شارون الأولى في العام 2001، عيّن ديرمر ملحقاً اقتصادياً في السفارة الإسرائيلية في واشنطن. وبعد عودة نتنياهو إلى رئاسة الحكومة عام 2009، عيّن ديرمر كأحد كبار مستشاريه. وفق الصحيفة، ذكر مسؤولون في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية حينها أن لديرمر تأثير مبالغ به على نتنياهو واتّهموه وهو المؤيد للحزب الجمهوري، بأنه سبب التوتّر في العلاقات بين نتنياهو والرئيس الأميركي حينها باراك أوباما".

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: "في العام 2013، عيّن نتنياهو ديرمر سفيراً لإسرائيل في واشنطن بالرغم من انتقادات واسعة لهذا التعيين في الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية. وكان ديرمر ضالعاً بشكل كبير للغاية في تنظيم الخطاب الذي ألقاه نتنياهو في الكونغرس الأميركي بالتعاون مع الحزب الجمهوري عام 2015، من دون علم أوباما، والذي هاجم فيه نتنياهو الاتفاق النووي مع إيران. وعزز ديرمر علاقاته مع الحزب الجمهوري بشكل أكبر خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب. كذلك عُرف ديرمر بعلاقاته الوثيقة مع سفراء لدول الخليج حتى قبل توقيع "اتفاقيات أبراهام".

وأشارت الصحيفة، في الختام، إلى أن "إيداع أكثر المواضيع الاستراتيجية أهمية بأيدي ديرمر، في فترة ولاية رئيس ديموقراطي في واشنطن وسيطرة الحزب الديموقراطي على نصف الكونغرس، ينطوي على مخاطر بالنسبة لنتنياهو. ورغم أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تشمل خصوم ديرمر من فترة ولاية أوباما، إلا أن الخصومة ما زالت قائمة بين الجانبين. وإذا حاول ديرمر العمل في الكونغرس ضد سياسة إدارة بايدن في الموضوع الإيراني، فإن رد فعل مستشاري بايدن لن يكون مؤدباً".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات