رأي بالمشكلة التي حدثت بين كارول سماحة و مؤسسة محمود درويش


في رقبتي تجاه الفنانة كارول سماحة جميل هي لا تعلم عنه شيئ، فحدث امر عن طريق الصدفة اشبع كياني بالعرفان و الجميل لها و لفنها المميز، و بالرغم من انني لا اعرفها معرفة شخصية الا ان الإلتقاء بها سيكون امر بغاية الروعة لي، و لكن هذا لن يمنعني ان اقف الى جابنها بوقت اظنها تظلم به كثيرا...بل زياده عن ما هو مقبول،
اثناء اشتدات فايروس كورونا منذ نقريبا سنة و نصف في عالمنا، و في ذات ليلة مشؤمة اشتدت الضيقات الخاتقة في داخلي، فكان العالم لا يزال بقبضة هذا الفايروس القاتل الذي انتشربعالمنا فجأة من دون سابق انذار و سرق سلامنا و هداوة البال، فكان تعامل الكادر الطبي معه جديدا مما حير الجيمع بأمره و اربك الطب و جهاز التمريض الى حد كبير، و في تلك اليلة التي لن انساها إطلاقا تعاظمت بداخلي المخاوف الخانقة الى مستوايات امتحنت قدرة تحملي كثيرا، فكانت العديد من الدول ترفع حظارها بحذر شديد عن رعاياها فبدا العالم امامي و كأنه ينتهي...يطلق انفاسه الأخيره و هو بقبضة وباء لا يرحمه اطلاقا، شعرت و كأن جنسنا البشري سيهلك سريعا فكان الإعلام حينها حتى يطلق نداءات حذرة جدا بأمر اللقاح الصيني الذي كان يجرب جديدا من قبل العلماء بالخارج، و كنا نعيش ساعة بساعة على امل ان نقرأ عنه شيئا يشجعنا على اخذه، وقفت في تلك اللية و انا مرهق كثيرا من الترعيب بالإعلام و شعرت بأن نفسي يضيف علي، نظرت الى والدتي التي كانت تبلغ من العمر السبعين سنة و هي نائمة في سريرها اسأل ذاتي، هل ستسير الأمور على ما يرام إن نجح امر اللقاح؟ هل تستطيع اخذه من دون ان يسبب لها المشاكل؟ ام سيتعيش بقية حياتها اسيرة المنزل سجينة خوفا من فايروس سيقتلها ان تسلل الى منزلنا، كنا نعيش على امال شبه صعبة بإيجاد ترياق لهذا الفتاك الذي ما كان يرحم لا إمرأة و لا شاب و لا شيخ من شره، دمعت عيناي من كثرة الضغوطات فحتى اعلامنا الأردني كان يطلق تحذيرات كثيرة لإرتداء الكمامة و تقيم اليدين...و كأن حتى الزمن بخل عينا ببصيص للأمل أن ننجو من هذه التهلكة...و قفت في تلك اللية مرهق...تعب...كيان فارغ من الطاقة للتحمل و اية آمال...كاد ان يفتك بي القلق على متسقبل اسرتي و والدتي التي قد افقدها ان تسرب هذا الفايورس الى منزلنا...و الواقي من الموت قطعة قماش نضعها على فمنا و بعض بخات من الكحول...شعرت بضيقة خانقة لم أشعر بها من قبل..سال شلال دمع من عيناي و انا جالس على كنب الصالة ابحث عن ما يرفه عن قلبي بالإعلام و على المواقع...لم اجد شيئا حتى بالإعلام العالمي...كنت ابحث عن ما يعيد لي البهجة و الأمل و السرور...فجأة اشتد صداع في رأسي ارعبني...وضعت يداي على راسي و كدت اصرخ في منتصف الليل لأهلي ليأخذوني عالى مستشفى لأتلقى حقنة مهدأ...كنت اسير تعب نفسي من ضغوطات الإعلام و الوباء علينا...بل شعرت و كأنني ساصاب بإنهيار عصبي...

و فجأة لمع في ذهني اسم الفنانة كارول سماحة، تذكرت اغنية لها كنت احبها كثيرا، اسمها سهرانين، جلست و انا التقط بعض من انفاسي و وضعت السماعات على راسي و فتحت على قناتها على اليوتيوب، ابتدأت بسماع هذه الأغنية، تأملت بروحها الجميلة و هي تتراقص امام عيناي و تغني في كليباتها...استمعت الى شيئ احبه و هي اغانيها، تذكرت كم ان للموسقى تأثير ايجابي على اعصاب الإنسان...فحتى في عصر حظر كورونا نسينا كيف نرفه عن انفسنا...نسينا الفرح و السعادة و نسينا حتى ما معنى كلمة امل...و رويدا رويدا جفت دمعتي...و سمعت لها اكثر من اغنية...كانت قناتها تفيض بالأغناني الجميلة...اغنية يا شباب يا بنات...اغنية فوضى...اغنية بون فواياج...اغنيتها مع الفنان الكبير هاني شاكر...استمعت للكثير من اغانيها و عادت الي الفرحة و انا اتأمل عنفوانها الجميل و الرائع و هي تتراقص بوسط كليباتها مع فرق الرقص التي كانت ترافقها...كانت لحظات من الفرح و السعادة شكلت الموسقى بها طوق نجاة بالنسبة الي لألتقط انفاسي و اخرج من البئر الخانق الذي كنت به...شكرت الله لأنه لم يرتكني في لحظاتي ضعفي، و منذ تلك الليلة و انا اوفر اوقات كل يوم لأرفه بها عن نفسي بعيدا عن ضوطات الحاية... ماا عن طريق الكتابة او الإستماع للموسيقة او مشاهدة فيلم من فئة احبها...تيقنت كم ان الإنسان بحاجة لفسحة بحياته ليهرب من ضغوطات الحياة ليستطيع ان يكمال مسيرته بالحياة...أتمنى ان يجاكم اصحاب هذه الإيادي الهمجية و المجرمة التي كانت تصنع هذه التجارب المريبة بمخبراتها لينتجوا لنا هذه الفايروسات القاتلة...فمهما كان سبب تسرب هذا الفايروس لولا وجوده لما كان لسيب هذه الأزمة... منهم لله...

اتوقع بعد هذا الإختبار الذي حصل معي من حقي ان اقول كلمتي بإنسانة انقذني فنها من كارثة، و لعلني استغرب بهذه المناسبة من مؤسسة محمود درويش و ما وجهته اليها في كتابها حول استخدام بعض من اشعاره كما هي من مواقع التواصل الإجتماعي و استخدامه بألبومها الجديد، فإنه يحتوى على مضمون مريب لم افهمه اطلاقا، كما انه افتقد لأي نوع من انواع الشكر لكهاعلى ما فعلته من جهد فني بهذه المسألة، كفرد من جمهورها صدمت بما احتوى و لي هذا التعليق عليه، فيحق لي تقديم الرأي به بما انه نشر بالإعلام ليقرأءه الكل...

اولا) الكتاب اتهم الفنانة كارول انها حرفت كلمات الشاعر محمود درويش، ثم اتهمها بنشرها كما هي من مواقع التواصل الإجتماعي، فأسأل هنا سؤال منطقي، ما هي القيمة المرجوة و بماذا ستستفيد الفنانة كارول من تحريف نص الشاعر الكبير؟ ثم نَسْبْ هذا التحريف اليه؟ ماذا ستجني مِنْ منفعة بذلك؟ الفنانة كارول كغيرها استخدمت النصوص المتاحة للشاعر محمود الذي يتم تداولها كآلوف من النصوص للشعراء العرب المنتشرة بكثافة في مواقع التواصل، انا شخصيا ككاتب اقتبس نصوص الشعراء حينما اريد استخدامها كما هي من على المواقع، كما ان حتى اعترافها ان النص حتى بنسخته الغير مطابقة للأصلي هو للشاعر محمود درويش هو حسن نية منها بالإعتراف للشاعر بكافة حقوقه، و انما ما جرى من فروقات بالنصوص هو خطأ غير مقصود و عفوي، و كثيرون من الفنانون يفعلون كذلك، كما ان هنالك من ينظر الى المخزون الشعري للشاعر محمود و غيره من الشعراء المعروفين...حتى من قِبَلْ اصدقاء الشاعر محمود انه "تراث عربي" يمكن استخدامه بالحركة الفنية و الثقافية بالوطن العربي،
ثانيا) لما تترك مؤسسة محمود درويش نصوص الشاعر من دون مراقبة لتداولها على مواقع التواصل الإجتماعي؟ و بما انها تقول أن نصوصه خاضعة للملكية الفكرية و للمراقبة لما تترك تداولها بسهولة على الإنترنت؟ الا يجب ان يكون هنالك مواقع رسمية على الإنترنت تحمل النصوص الصحيحة للشعر كي تحميها من التحريف؟ و لما لا تلاحق و تحاسب قانونيا من يتداول نصوص محرفة له...اما هذا لا يحصل الا حينما يستخدمه فنان او فنانة فقط في اصداراتهم الفنية، لا اعلم و لكن يجب ضبط الأمور اكثر من هذا بدل من مهاجمة من يستخدم نصوصه،
ثالثا) يغالي كتاب مؤسسة محمود درويش بقامة الشاعر الراحل و قيمته الشعرية...و هي محفوظة تماما و نغالي بها بأنها ارث عظيم كذلك، و لكن اتهم الكتاب الفنانة كارول على تحريف نصه و ايضا بأن ما استخدمته لا يليق بتاريخ الشاعر الكبير...و وجه الإحترام فقط للفنانة كارول عن طريق جملة واحدة و هي "تؤكد مؤسسة محمود درويش بحسن نوايا الفنانة كارول و شركائها،" يا سادة الفنانة كارول سماحة قامة و قيمة كبيرة في لبنان و الوطن العربي، و هي من اكثر الفنانات شهرة بالوطن العربي و لعل صفحاتها التي تعج بالمعجبين و بالمستمعين و بالتعليقات الطيبة التي تحاكي غلاوتها عندنا و عند جمهورها تروي الكثير عنها، و نجاح اغانيها الساحق بأكثر من بلد عربي يعلن كم هي فنانة ناجحة فنظرة سريعة على ارشيف مشاركاتها سيخبر الناظر ان مشاركاتها شرفت لبنان و المجتمع اللبناني و شرفت المسيرة الفنية بالوطن العربي، بالعكس وجب ان تشكر مؤسسة محمود درويش الفنانة كارول بأنها فَكًرَتْ بإستخدام شعر محمود رويش بألبوماتها، فعن طريق هذه المشاركة ستزيد من رواجه و شهرة اشعاره حيث ان ذَويقَةْ الأشعار دائما تشكل نسبة مؤية معينة من المجتمع لأن قراءة الشعر هواية نسبية حتى في اي مجتمع شأنها شأن تنوع الهوايات و نسب المطالعة بالمجتمع، اما غناء الشعر فيزيده قابلية للإنتشار أكثر بالمجتمع لأن الكلمة مع اللحن تستصيغها اذن المستمع جدا و يُحْفَظُ الشعر بصورة اسرع مما يحميه من الإندثار مع مرور الزمن، و يجعله محفوظ اكثر بذهن المستمعين، كلمات و اشعار (مع حفظ الألقاب) محمود بيرم التونسي و احمد رامي و عبدالوهاب محمد الذين غَنًتْ لهم أم كلثوم لم تفقد اشعارهم وهجها و بقية خالدة عبر عقود طويلة من الزمن و حاضرة بوجدان المواطنين جيل وراء جيل...و اكرر بسبب ام كلثوم....اتوقع انه كل الشكر للفنانة كارول لأنها غنت للشاعر محمود درويش فبذلك اضافت بعدا جميلا لكلماته سيبقيها على قيد الحياة ربما لعقود طويلة قادمة...و لن تندثر بسهولة مع مرور الزمن…

اتمنى ان تنتهي هذه الازمة على خير و ان تنصف الفنانة كالول سماحة بها، مع احترامي لجميع اطراف الخلاف بهذه القضية،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات