هجوم أريحا كان مخططا ومعدا مسبقا


جراسا -

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الهجوم الواسع الذي شنه المستوطنون على بلدة حوارة جنوبي نابلس، الأحد الماضي، كان مخططا ومعدا مسبقا، من قبل جماعات المستوطنين، ورغم ذلك لم يُعتقل أي مستوطن على خلفية تلك الاعتداءات، ولم يتم التحرك أحدا من جيش الاحتلال والشاباك لمنع تلك الاعتداءات والحرائق التي طالت عددا كبيرا من المنازل والمركبات والمنشآت.
وذكرت وسائل الإعلام العبرية، أن جيش الاحتلال وجهاز الشاباك تبادلان الاتهامات والانتقادات حول ما يتعلق باتخاذ خطوات لمنع المستوطنين من تنفيذ اعتداءاتهم الواسعة أول من أمس في بلدة حوارة والتي أدت إلى استشهاد فلسطيني وإصابة نحو 390 آخرين، وإلحاق خسائر مادية كبيرة نتيجة الحرائق التي أشعلها المستوطنون في حوارة.
إرهاب المستوطنين في حوارة أمس الأول، الأحد، كان معروفا وواضحا لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي – الجيش والشاباك – لم تحرك ساكنا من أجل منعة، وفق ما ذكرت الصحف الإسرائيلية الصادرة، اليوم الثلاثاء.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، اليوم الثلاثاء، إن جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك) فشل في منع وقوع تلك الاعتداءات الواسعة على سكان بلدة حوارة في أعقاب عملية إطلاق النار التي أدت لمقتل مستوطنين، وذلك رغم حملة التحريض الواسعة التي شنها المستوطنون ودعوتهم على شبكات التواصل الاجتماعي وتنفيذ عمليات انتقامية ضد الفلسطينيين والتي طالب جزء منها “بمحو قرية حوارة”.
وأضافت الصحيفة أن تلك التغريدات والدعوات لاقت إعجاب الوزيرين المتطرفين (بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير).
وذكرت أن “عنف المشاغبين اليهود أمس الأول من شأنه أن يدفع الجمهور الفلسطيني، الذي بغالبيته الساحقة لم يشارك في الإرهاب خلال السنة الأخيرة، إلى الخروج إلى الشوارع وتنفيذ عمليات”.
من جهتها، ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أنه جرى تبادل اتهامات داخل جهاز الشاباك، تم خلالها توجيه انتقادات إلى قائد المنطقة الوسطى للجيش، يهودا فوكس، وقائد فرقة الضفة الغربية العسكرية، آفي بلوط، وقائد القوات في منطقة نابلس، شمعون سيسو، وكذلك لقائد الشرطة الإسرائيلية في الضفة، عوزي ليفي، لأنهم لم يغلقوا الشوارع التي وصل منها المستوطنون إلى حوارة.
في المقابل، وجه جيش الاحتلال انتقادات للشاباك، بأن الدائرة اليهودية فيه لم تحذر الجيش من إمكانية أن يصل مئات المستوطنين إلى حوارة لإحراق عشرات البيوت ومئات السيارات في البلدة.
وأوضحت الصحيفة، أنه بعد تحقيق سيطرة على الأحداث، وعلى الرغم من أن (الجيش والشاباك والشرطة) علموا أن المشاغبين يسكنون في مستوطنات وبؤر استيطانية عشوائية مجاورة، إلا أن قوات “الأمن الإسرائيلي” لم ينتظروهم في المستوطنات كي يعتقلوهم، وكان رد الجيش على هذه الاعتداءات بتعزيز قواته في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين حصرا وليس من أجل لجم المستوطنين.

الإدارة الأمريكية

ولاقت اعتداءات المستوطنين على بلدة حوارة، انتقادات واسعة من قبل المجتمع الدولي، وخصوصا من الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
ووصف المبعوث الأمريكي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو، الاعتداء الذي حدث على بلدة حوارة والشعب الفلسطيني بأنه غير مقبول، مطالبا بتحميل المسئولية للمعتدين والحصول على التعويضات.
وأدان عمرو خلال زيارة لبلدة حوارة، اليوم الثلاثاء، أعمال العنف العشوائية الواسعة النطاق وغير المقبولة من جانب المستوطنين، معربا عن قلقه البالغ من تصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية.
وأكد عمرو، أن هناك إجراءات فورية سوف تتخذ لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات وأن جهودا تبذل في بخصوص هذا الأمر.
وكان عمرو التقى صباح اليوم في رام الله، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، وبحث معه العديد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية، خاصة الاعتداءات الوحشية الأخيرة بحق الشعب الفلسطيني من قتل وحرق للمنازل من قبل الاحتلال والمستوطنين والتي كان آخرها في نابلس وحوارة وكل مدن الضفة الغربية.

الاتحاد الأوروبي

وأدان الاتحاد الأوروبي عنف المستوطنين الذي أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة عدة مئات من الفلسطينيين وإحراق منازل ومتاجر وتدمير غير مقبول للممتلكات الخاصة في بلدة حوارة جنوبي نابلس، ليلة الأحد.

وقال الاتحاد الأوروبي إنه يشعر بقلق بالغ إزاء استمرار تصاعد العنف في الأرض الفلسطينية المحتلة، معربا في الوقت نفسه عن إدانة الهجوم الذي أدى لمقتل مستوطنين، وهجوم آخر يوم الإثنين أودى بحياة إسرائيلي آخر.

وأوضح الاتحاد الأوروبي في بيان صحفي، أن الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، اتصل بالسلطات الإسرائيلية والفلسطينية ليلة الأحد، لنقل رسالة مفادها إن العنف والإرهاب يجب أن يتوقف، وأنه يجب حماية جميع المدنيين واتخاذ إجراءات فورية لوقف التصعيد.

وأضاف بأنه “يتعين على جميع الأطراف اتخاذ خطوات فورية لإنهاء دورة العنف المميتة هذه، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وضمان المساءلة وتقديم الجناة إلى العدالة”.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات