بوتين: «الدجاجة تنقر الحبوب حبة حبة حتى تشبع»


جراسا -

هناك جانب آخر من الحرب لم يلتفت إليه المراقبون خارج موسكو، وبمعنى أن الهيئة العسكرية الروسية في أوكرانيا لها أهداف أخرى محورية تكشف عنها دلالات المثل الروسي الشهير «الدجاجة تنقر الحبوب حبة حبة حتى تشبع»، والذي يعتبره خبراء في موسكو أنه شعار الرئيس فلاديمير بوتين، والذي كشف عن خططه بالحديث عن «نوفوروسيا»، وما تشمله من مناطق يجب تحريرها وحماية سكانها.

هدف تاريخي.. تحرير«نوفوروسيا»
استخدم الرئيس بوتين المصطلح التاريخي والسياسي «نوفوروسيا» (روسيا الجديدة) مرة أخرى. واستخدمه خاصة في خطابه الأخير أمام الجمعية الفيدرالية، وفي المقابلة التي أجراها معه الصحفي بافيل زاروبين. وبحسب الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الإقليمية والخارجية بجامعة العلوم الإنسانية الحكومية الروسية، فاديم تروخاتشيف، فقد أشار الرئيس بوتين في رسالته إلى أن «نوفوروسيا» جزء من الأراضي الروسية تاريخياً.

وهذا يعني، بحسب الخبير الروسي، أنه يمكننا استنتاج أن المقصود ليس فقط المناطق الروسية الأربع الجديدة، إنما عدد من المناطق الأخرى التي كانت تاريخياً جزءًا من نوفوروسيا، بما في ذلك ترانسنيستريا.

وأضاف تروخاتشيف، لصحيفة «فزغلياد» الروسية، إن هذا كله يعني ما تود روسيا الحصول عليه نتيجة لعمليتها العسكرية الخاصة، حيث لا يمكن أن نقتصر فقط على مناطق دونباس وزابوريجيا وخيرسون. من المستحيل في ظل الظروف الحالية ضمان سلامة الشعب الروسي في كل من هذه المناطق وفي إقليم نوفوروسيا الذي لا يزال غير محرّر.
ويرى المؤرخ فلاديمير كورنيلوف، أن منطقة نوفوروسيا، في وقت من الأوقات، شملت أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وكذلك مناطق زابوريجيا وخيرسون وأوديسا ونيكولاييف، وكانت مدينة أوديسا عاصمتها.





«الدجاجة تنقر الحبوب حبة حبة حتى تشبع»
في واقع الأمر، يقول بوتين ما هو أوضح من ذلك لفهم خططه: «الدجاجة تنقر الحبوب حبة حبة حتى تشبع».. واعتبر ذلك المثل الروسي الشائع شعارا لعهد بوتين بالكامل. في وقت سابق، قال إن الوضع بالنسبة لروسيا ليس جديدا، فقد تعين عليها فيما سبق أن تقاتل لعقود تحت حكم بطرس الأكبر وغيره من الحكام من أجل استعادة الأراضي الروسية الأصلية التي احتلها الغرب.. عقودا، بحسب المحلل السياسي الروسي البارز، ألكسندر نازاروف.

وأضاف: “من غير المرجح أن يحدث هذا التوسع على الفور، حيث تظل الأولوية هي الحفاظ على الاستقرار الداخلي لروسيا، فقد استغرقت عملية نقل شبه جزيرة القرم إلى المعايير الروسية 8 سنوات، وقد بدأت للتو هذه العملية في دونباس. كما سيستغرق هضم منطقتي خيرسون وزابوريجيا عدة سنوات.

بهذه الطريقة فقط، وبالتدريج، خطوة بخطوة، مع مراعاة الفرص المالية والاستقرار الداخلي، ستعود روسيا إلى أراضيها النائية في الجنوب الغربي (دعونا نتذكر أن كلمة أوكرانيا في اللغة الروسية تعني «الأراضي القريبة من الحدود»)، وسوف يستغرق هذا الأمر سنوات أو حتى عقود.

بطبيعة الحال، يسعى الغرب إلى منع ذلك عن طريق حرق أوكرانيا في هذه العملية، واستخدام سكانها كعلف للمدافع ضد روسيا.

وقال «نازاروف»: أخشى أن خط الجبهة سيتجمد لسنوات، على الأقل في النصف الجنوبي من الجبهة. حتى أن بوتين عرض بناء عاصمة مؤقتة لمنطقة خيرسون بدلا من مدينة خيرسون! في الشمال، وستواصل القوات الروسية دفع العدو تدريجيا إلى الغرب من أجل وقف الهجمات الإرهابية على المناطق السكنية في دونباس.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات