إيران تقترب من صناعة سلاح نووي


جراسا -

منذ أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني في مايو 2018، اتخذت ايران العديد من الخطوات المتقدمة في برنامجها النووي ردا على القرار الأمريكي.

ورغم بدء محادثات غير مباشرة في فيينا منذ أبريل 2021 وحتى سبتمبر 2022، لم تتوقف إيران عن هذه الإجراءات واستمرت في تخصيب اليورانيوم.

حيث وصلت إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وبدأت في استخدام أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً، كما وسَّعت من نطاق عمليات التخصيب لتشمل منشأة فوردو إلى جانب مفاعل نطنز.

وحسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران أنتجت 70 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، كما بلغت كمية اليورانيوم المخصب بنسبة 20% نحو 1000 كيلوجرام.

في حين قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إن إيران يمكن أن ترفع درجة تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 90%، وهي النسبة اللازمة لإنتاج أسلحة نووية في غضون أسابيع.

ورغم توقف محادثات فيينا منذ سبتمبر الماضي، لم يعلن أي طرف وقف العمل بالاتفاق الحالي، ما يعني أنه حرص على ترك الباب مفتوحا لإمكانية الوصول إلى صفقة مع إيران.

وهو ما أشار إليه مسئولون إيرانيون، أبرزهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، الذي قال إن إيران تلقت رسائل أمريكية عبر وسطاء، تفيد باستعدادها للوصول إلى صفقة أو اتفاق مؤقت.

على أن يراعي هذا الاتفاق المحتمل الظروف الجديدة التي طرأت على البرنامج النووي الإيراني، ومن المحتمل أن ينص هذا الاتفاق على وقف الأنشطة النووية الإيرانية عند مستواها الحالي.

وفي المقابل يتعهد الغرب بعدم فرض عقوبات جديدة على إيران وتقليص مستوى العقوبات المفروضة، وربما يتضمن أيضاً الإفراج عن بعض الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج.


دوافع متبادلة للوصول لاتفاق مؤقت بين إيران والغرب

إدراك واشنطن أن طهران وصلت بالفعل إلى المرحلة النووية الحرجة.
صعوبة اللجوء للخيار العسكري لإجبار إيران على التراجع عن طموحها النووي.
سياسة العقوبات لم تثبت قدرة على دفع إيران إلى تبني سياسة أكثر مرونة.
الاتفاق قد يؤدي لضخ كميات من النفط الإيراني لأوروبا وربما تقليص أسعار الطاقة على المستوى العالمي.
العمل على تعزيز فرص الوصول إلى تفاهمات مع إيران لوقف دعمها العسكري إلى روسيا في حرب أوكرانيا.
رغبة إيران في تقليص حدة الضغوط التي تتعرض لها بسبب العقوبات الغربية.
وجود اتجاهات داخل إيران تحذر من خطورة الاعتماد على الصين وروسيا فقط خاصة وأن لديهما مصالح قد لا تتفق مع مصالح إيران.
عدم الثقة بين طهران وواشنطن عقبة قائمة وقوية في وجه أى تفاهمات قد يتم الوصول إليها.
الاقتصاد الإيراني

مؤسسات عديدة داخل إيران ربما تعترض على المضى قدماً في هذا المسار الذي قد يساهم في تحسين الوضع الاقتصادي مؤقتاً دون أن يعالج كافة مشكلاته.

لا سيما أن الحوافز التي سوف تتلقاها إيران لن تكون بالضخامة التي يمكن أن تساعد أي اتجاه مؤيد لهذه الصفقة من أجل الترويج لها وتمريرها من بين أيدي المتشددين.

بالإضافة إلى الدعم العسكري الإيراني لروسيا يبقى عقبة أخرى قائمة ويرتبط بتعاون عسكري أكبر بين الطرفين يمكن أن تتسلم إيران بمقتضاه مقاتلات روسية حديثة من طراز “سوخوى 35”.

وأيضا موقف إسرائيل من هذا الاتفاق المؤقت الذي لا يتوافق مع مصالحها في الغالب، ومن ثم فإنها ستواصل، على الأرجح، إدارة تصعيدها مع إيران بصرف النظر عن ما إذا طبق هذا الخيار أم لا.

احتمالات الحرب

في ظل الحديث عن احتمال فشل التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي ـ هناك مخاوف من أن تتحول حرب الظل بين اسرائيل وإيران إلى حرب علنية.

وثارت تساؤلات حول رد فعل اسرائيل التي أكد قادتها مرارا عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، فهل ستوجه إسرائيل ضربة عسكرية مباشرة لإيران، وما تداعيات ذلك على المنطقة؟

سيناريوهات التصعيد وتداعياته

توجيه ضربة عسكرية مباشرة للمنشآت النووية الإيرانية بشرط موافقة ودعم الولايات المتحدة.
اقتصار الرد على توجيه ضربات محددة دون أن يؤدي ذلك إلى إشعال حرب شاملة مع إيران وحلفائها في المنطقة.
تنفيذ عمليات وهجمات تستهدف المنشآت النووية الإيرانية والعلماء الذين يشرفون على المشروع النووي.
التداعيات:

أي هجوم عسكري إسرائيلي ضد إيران يمكن أن يتصاعد إلى حرب على 3 جبهات
بدء حرب واسعة النطاق مع حزب الله
اشتعال الجبهة الشمالية مع سوريا وكذلك الجبهة مع قطاع غزة
تعرض الجبهة الجبهة الداخلية الإسرائيلية للهجمات الصاروخية وتكبد خسائر بالأرواح تقدر بالمئات يوميا
عدم الجاهزية الكافية للجيش لحرب متعددة الجبهات
جاهزة للتصنيع

أكدت مديرة مركز فيينا لنزع ومنع انتشار الأسلحة من فيينا إيلينا سوكوفا، أن إيران وصلت في تخصيب اليورانيوم إلى نسبة تُمكنها من صناعة أسلحة نووية.

وأضافت سوكوفا، خلال تصريحات لها مع برنامج مدار الغد، أن إيران خصبت اليورانيوم أكثر من 60 في المئة مما يمكنها لصناعة الأسلحة.

وشددت على أن إيران تستطيع استخدام اليورانيوم تشير إلى أنها جاهزة على دخول مجال صناعة السلاح النووي.




القلق من الاستمرار

أكد المستشار السابق للرئيس أوباما من واشنطن روجر فيسك، أن هناك زيادة كبيرة في نسبة تخصيب إيران لليورانيوم.

وأوضح فيسك، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن تصاعد نسبة التخصيب اليورانيوم واستمرارها هو الأمر المقلق لدى المجتمع الدولي.

وأضاف أن حرص إيران على استمرار زيادة التخصيب يكشف عن إصرارها على تصنيع قنبلة نووية.

نوايا إيران

من طهران أكد د. حسين رويوران أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، أن نسبة تخصيب اليورانيوم التي أنجزتها طهران لا تتعارض مع قوانين منع الانتشار النووي.

وأوضح رويوران، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن إيران لا تمانع من دخول مفتشي الطاقة الذرية والتصريحات المنتشرة جاءت بسبب أحد المفتشين.

أن وكالة الطاقة الذرية نفت تلك التصريحات، وحتى النسبة المعلنة ليست نسبة عسكرية حيث تصل تلك النسبة إلى 93 في المئة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات