كرة القدم أمام "كارثة"؟


جراسا -

باتت لغة المال الكلمة الأولى والأخيرة في كرة القدم العالمية. فبعد "الانتهاء المنطقي" لعهد الثنائي ليونيل ميسي – كريستيانو رونالدو، لم تنجب اللعبة الشعبية الأولى لاعباً يمكن أن يتصدّر اسمه كنجم جديد في العالم، رغم وجود أسماء بارزة مثل كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور ونيمار وغيرهم.

وبعيداً من المستوى الفني والمقارنة بين اللاعبين، تشهد الملاعب الأوروبية اليوم، وتحديداً في البطولات الخمس الكبرى، منافسة قوية على الصعيد المالي بين الأندية الكبرى، لاسيما الإنكليزية، التي تعد من الأقوى مالياً، خصوصاً بعد دخول تشيلسي بقوّة في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، متسلحاً بتمويل سخي من المالكين الجدد.

مانشستر سيتي وتشيلسي يحلّقان
بعدما فرض نفسه بقوّة على الصعيد المحلي والقاري، حافظ مانشستر سيتي الإنكليزي على صدارة قائمة الأندية الأعلى قيمة سوقية في العالم بـ1.05 مليار يورو، بفضل النجوم في صفوفه، وعلى رأسهم النروجي إرلينغ هالاند (170 مليون يورو)، والإنكليزي فيل فودن (110)، إضافة إلى البلجيكي كيفن دي بروين والبرتغالي برناردو سيلفا والإسباني رودري (80 مليون يورو لكل منهم)، حسب موقع "ترانسفر ماركت" الشهير.



وإذا كان حامل اللقب يحقّق النتائج الإيجابية بهؤلاء النجوم، إلا أن مواطنه تشيلسي، الذي أنفق الملايين، يحتاج إلى الكثير من العمل في حال أراد نقل تفوّقه المالي إلى تألق فني.

ولم يقدّم الاتحاد الدولي في تقريره الأخير عن نافذة الانتقالات الشتوية 2023 إنفاقات كل نادٍ، لكن إنفاق تشيلسي لأكثر من 300 مليون يورو هذا الشتاء (تعاقد مع الأوكراني ميخايلو مودريك، الأرجنتيني إنزو فرنانديز، الفرنسي بونوا بادياشيل والإنكليزي نوني مادويكي...) أدى بشكل خاص إلى تضخيم أرقام إنكلترا.

وأكد "فيفا" أن الأندية الإنكليزية وحدها استحوذت على 57.3 في المئة من إجمالي الإنفاق العالمي في كانون الثاني (يناير)، بقيمة 898.6 مليون دولار (835 مليون يورو).

وتبلغ القيمة السوقية للـ"بلوز" حالياً 1.04 مليار يورو، حيث يحتل الإنكليزي ماسون ماونت الصدارة بـ75 مليون يورو، مقابل 70 مليوناً لكل من رحيم سترلينغ وكاي هافرتز ورييس جيمس.

بايرن ميونيخ ثالثاً
وارتفعت القيمة السوقية لبايرن ميونيخ الألماني لتبلغ 995.70 مليون يورو، فاحتل بذلك المركز الثالث كأعلى الأندية قيمة سوقية في العالم، ليمنع هيمنة إنكليزية على المراكز الثلاثة الأولى.



ويتصدّر جمال موسيالا قائمة "البافاري" بقيمة سوقية تبلغ 100 مليون يورو، متفوقاً على جوشوا كيميتش (80 مليوناً).

ماذا عن ريال مدريد وبرشلونة؟
من ألمانيا إلى إسبانيا، وبعد صراع قوي استمر لسنوات طويلة بين برشلونة بقيادة ليونيل ميسي وريال مدريد بقيادة كريستيانو رونالدو، هدأت المنافسة نسبياً منذ رحيل الأول إلى باريس سان جيرمان والثاني إلى جوفنتوس الإيطالي ثم مانشستر يونايتد الإنكليزي وأخيراً النصر السعودي.



وتراجعت القيمة السوقية للناديين بشكل كبير، حيث يحتل "الملكي" حالياً المركز السادس (849 مليون يورو)، متفوقاً على العملاق الكاتالوني صاحب المركز الثامن (762 مليون يورو)، فيما جاء أتلتيكو مدريد في المركز الثالث إسبانياً والـ16 عالمياً بقيمة سوقية تبلغ 489 مليون يورو.

كرة القدم أمام "كارثة"؟
شهدت كرة القدم تغييراً كبيراً على صعيد قيمة انتقالات اللاعبين بين الأندية، حيث بدأت تسجّل هذه الانتقالات أرقاماً خيالية، حتى وصلت إلى حد انتقاد خبراء لها، على أساس أن مردود بعض هؤلاء "النجوم" لا يستحق دفع هذه المبالغ مقابل الحصول عليهم.

ويؤكد أصحاب هذا الرأي أيضاً، أن عهد ميسي - رونالدو انتهى، ومن الصعب حصول منافسة بين لاعبين جديدين في العهد الحالي، وهو ما ينذر بكارثة في كرة القدم العالمية، أقله حتى الآن، لأن غياب الأسماء الكبيرة والمنافسات الثنائية، يؤدّي حتماً إلى غياب الإثارة والمتعة و"الحرب" الرياضية بين الجماهير.

ويعتبر هؤلاء أن قيمة ميسي (50 مليون يورو) ورونالدو (20 مليون يورو) حالياً تستحق أن تكون أعلى بكثير من العديد من النجوم، الذين لا يستحقّون أن تصل قيمتهم السوقية إلى أرقام قياسية!

أما الرأي الآخر، فيعتبر أن كرة القدم الآن باتت تجارية أكثر، لكن ذلك لا يعني غياب الإثارة والمتعة، بل على العكس، فإن الظروف العالمية التي حصلت مؤخراً، وأبرزها فيروس كورونا، انعكست سلباً في بعض الفترات لغياب الاهتمام بالمباريات.

وشدّد أصحاب هذا الرأي على أن "المنافسة المالية" بين الأندية الكبرى ستؤدي في المستقبل إلى صراع كبير، خصوصاً على الصعيدين الأوروبي والعالمي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات