الطبخة الرئاسية اللبنانية» على النار!


جراسا -

رغم ترقب الشارع السياسي اللبناني، للساعات المقبلة حيث يعقد اليوم الإثنين، الاجتماع الخماسي في باريس «للنظر في الحالة اللبنانية»، إلا أن التوقعات لا تزال سلبية ، خاصة وأن الاجتماع الخماسي لا يعدو كونه «تشاوريا» بين المشاركين وهم: مستشار الشرق الاوسط والعالم العربي في الرئاسة الفرنسية باتريك لوريل، ومديرة مكتب الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية آن غيفين، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الاوسط برباره ليف، ومستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، في حين يمثل مصر مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية علاء موسى، ومساعد وزير الخارجية القطري منصور العتيبي.

الاجتماع الخماسي لن يسفر عن نتائج فورية
وقد يكون «الاجتماع الخماسي» مؤشر إيجابي على عودة المتابعة الإقليمية والدولية، وتعبير عن وجود النوايا الحسنة للمساعدة على تخطي هذه المرحلة الصعبة، التي تهدد الكيان اللبناني، وتشكل خطراً على الإستقرار في المنطقة.. غير أن الحديث عن مساعدة لبنان ليس بمثل تلك السهولة التي كانت تتم في الأزمات السابقة، وفي ظل هذا الوضع الداخلي المتهالك، والذي يفتقد إلى الحد الأدنى من التوافق على الملفات المطروحة، وفي مقدمتها الإنتخابات الرئاسية.

«الطبخة الرئاسية اللبنانية».. وضعت فقط على النار


ومن الصعب توقع أن يُسفر الإجتماع الخماسي في باريس عن نتائج فورية، سواء في الإستحقاق الرئاسي، أو حتى بالنسبة للمساعدات اللازمة لدعم وضع الليرة اللبنانية. خاصة وأن المجتمعين هم على مستوى الخبراء، وليسوا من أصحاب القرار، ما يعني أن ما سيتم التوصل إليه لن يتعدى في حده الأقصى وضع «خريطة طريق»، أو التوافق على بعض النقاط المشتركة للحد من تدهور الوضع الإجتماعي والمعيشي، بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني، صلاح سلام، رئيس تحرير صحيفة اللواء، والكلام عن خريطة الطريق لتحديد مسار الإنقاذ، يعني بشكل غير مباشر أن «الطبخة الرئاسية اللبنانية»، وضعت على النار، بإنتظار جلاء بعض الأمور الحاسمة في المنطقة.

ويرى «سلام»، أن الإجتماع سيشكل فرصة لتبادل الآراء والمعلومات حول الوضع اللبناني المتأزم، سياسياً وإقتصادياً ومالياً، وسبل إزالة العقبات التي تحول دون إجراء الإنتخابات الرئاسية، وتحديد «مواصفات» الرئيس الجديد، دون الخوض في بورصة الأسماء المطروحة للترشيح، المعلن منها والخفي، ودون التوصل إلى قرارات حاسمة.
الدول المعنية «لم تعد معنية»
ويبدو حسب تقديرات الدوائر اللبنانية، أن الدول المعنية «لم تعد معنية»، ولا تزال نرى ان على اللبنانيين مساهدة أنفسهم.. وحسب مصدر مقرب من قصر الرئاسة الفرنسي « الاليزيه»، فان الاجتماع سيكون تشاورياً، ليس إلا، متوقعاً ان يرسم ما يمكن وصفه بـ«تصور» لخارطة طريق.. وقال المصدر أن المجتمعين سيبحثون ما يمكن فعله لجهة الاتصالات مع الأطراف المحلية، وحثهم على العمل لانتخابات.

تراجع الاهتمام الخارجي بالوضع اللبناني


وفي حقيقة الأمر، ليس هناك جدبدا يمكن توقعه من اجتماع باريس الخماسي، بشأن الاستحقاق الرئاسي، وكأن «الدول المعنية لم تعد معنية»، وليس أدلّ على عدم الاهتمام الخارجي بالوضع اللبناني وبخاصة بالاستحقاق الرئاسي ومعالجة الأزمة الاقتصادية والنقدية والمعيشية، سوى ما قاله أمس الأول من واشنطن نائب رئيس المجلس النيابي، إلياس بو صعب، بعد لقاءاته مع أعضاء المكتب التنفيذي في البيت الأبيض ومسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة والبنك الدولي.

وقال بو صعب: إنّ المسؤولين الأمريكيين أبلغونا أن لا مرشح لهم للانتخابات الرئاسية اللبنانية. وإذا كان البعض في لبنان، يعوّل على واشنطن والخارج لمساعدته على الوصول إلى الرئاسة فهو واهم.
وبناء على هذه المعطيات إذا صحّت، بحسب تحليل صحيفة اللواء اللبنانية، لا يمكن البناء والرهان على تفاهم داخلي لانتخاب رئيس للجمهورية ومعالجة الأزمات المتفاقمة على كل المستويات، ولا على الحراك الخارجي المتمثل اليوم بالاجتماع الخماسي في باريس.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات