مياه منهوبة تحت سيطرة إسرائيل


جراسا -

يشكل نقص المياه الصالحة للاستخدام الآدمي في المناطق السكنية الفلسطينية بالضفة الغربية أزمة ومعاناة يومية، بسبب السياسات التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وفي مدينة قلقيلية بالضفة الغربية، تفرض سلطات الاحتلال قيودا صارمة على استخراج المياه الجوفية، وعلى مصادر المياه الطبيعية التي يعتمد عليها المواطنون، وعلى تطوير مرافق البنى التحتية في المدينة وحقولها ومزارعها.
هناك يهدم ويغلق الاحتلال آبار المياه وبرك الينابيع ويسدون طرق الوصول إليها، فيما تفيض المستوطنات المجاورة بالمياه الوافرة المنهوبة من جوف الأرض الفلسطينية المستباحة.

وهذا الأمر ينعكس على الفلسطينيين بشكل عام، حيث أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام بئر ماء ارتوازية في بلدة حبلة بمدينة قلقيلية في الضفة الغربية بالخرسانة بحجة البناء دون ترخيص إسرائيلي رغم حصول الهيئة المحلية على التراخيص اللازمة من سلطة المياه الفلسطينية.

شح المياه
إن معاناة شح المياه تنعكس على أبسط مقومات الحياة، وحتى إعداد فنجان قهوة يكون بمشقة ومعاناة، وذلك لسبب بسيط هو عدم توفر المياه الصالحة للشرب، ولعل السيدة الفلسطينية سونيا قطاني من بلدة حبلة التي تعاني فقرا مائيا بسبب سياسة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل وجود 8 آلاف فلسطيني يفتقرون للمياه لمحدودية المصادر والاستهلاك، دليل بسيط على هذه المعاناة.
وتقول أم محمد قطاني “أنا لدي أربعة أطفال يذهبون للمدارس، يجب أن يستحموا يوميا ويتم تنظيفهم، هذا البيت بحاجة دوما للمياه من أجل أن يكون نظيفا ومرتبا، لكن في ظل أزمة وشح المياه، نحن نعاني بشكل كبير”.
وللتغلب على هذه المشكلة قالت قطاني في حديث لقناة الغد: “نحن نلجأ كثيرا لشراء المياه من الدكان للتغلب على هذه الأزمة، لكن هذا ليس حلا، المياه تسيطر عليها المستوطنات، ويحاربوننا في كل شيء”.
جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردم قبل أيام بئر ماء في بلدة حبلة، جنوب قلقيلية، وذلك وفق ما أفاد رئيس بلدة حبلة نبيل الجدع بأن قوات الاحتلال داهمت المنطقة الشرقية (شارع الكنتري). وردمت بئر ماء قيد الإنشاء، مشيرا إلى أن البئر تابعة للمجلس القروي وبدأ العمل فيه منذ شهرين.
وقال أحمد عودة عضو بلدية حبلة في حديث لقناة الغد: “إسرائيل تشن حرب على الماء، وتلاحقنا في كل المناطق، فهي تسيطر على كافة موارد المياه، وتردم آبار المياه التي يحفرها الفلسطينيون للاستفادة منها، وشح المياه يعرقل تلبية احتياجات المواطنين في مختلف المجالات”.
فالملاحقة الإسرائيلية لمصادر المياه جنوب قلقيلية تهدد مساحات زراعية كبيرة بالجفاف وتقود في النهاية المطاف لخسائر جمة، في زيادة التكلفة نتيجة تردي الإنتاج العام لهذه الأراضي.





منع حفر آبار جديدة
وحددت إسرائيل الاستهلاك الفلسطيني للمياه من خلال العديد من الإجراءات، إذ وضعت سقفاً لكمية المياه المستخرجة من الآبار الفلسطينية بحيث لا تزيد عن 100 متر مكعب في الساعة، ومنعت الفلسطينيين من حفر آبار جديدة بعد مصادرتها للآبار القديمة والأراضي التي بنت عليها المستوطنات.
وفي حالة الموافقة على حفر آبار للفلسطينيين فإنها تلزمهم بأن لا يزيد عمقها عن 140 مترا، وتحرم إسرائيل الفلسطينيين من استخدام مياه نهر الأردن، كما تعرقل إمدادات المياه إلى البلديات الفلسطينية.

الخزان الجوفي
وتشير دراسة صادر عن مركز الأبحاث بمنظمة التحرير الفلسطينية، أن 85% من المياه الموجودة في الخزان الجوفي مسيطر عليها من قبل إسرائيل؛ أي ما يعادل 500-600 مليون متر مكعب.
كما أن 70% من المستوطنات في الضفة تقع على حوض الخزان الشرقي في الضفة، وأن 45% من هذه المستوطنات تقع على مناطق حساسة جدا بالنسبة لتغذية الخزان الجبلي في الضفة، وهذه المستوطنات تحتكر بغير وجه حق نسبة كبيرة من المياه الجوفية، وتحرم المزارعين الفلسطينيين من ري أراضيهم.
وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية فإن الفرد يحتاج إلى نحو مئة لتر من الماء الصالح للشرب يوميا، على أن يكون متوفراً وبأسعار معقولة، كما تحدد منظمة الصليب الأحمر حصة الفرد اليومية بنحو 30 لتراً، في حالات الطوارئ والكوارث.

المياه الفلسطينية
بينما لا يحصل المواطن الفلسطيني إلا على نسبة تتراوح ما بين 30-60 لتراً يوميا بحسب المنطقة والفصل، وفي بعض المناطق يحصل على 100 لتر، في حين يحصل المستوطن على أضعاف هذه النسبة.
وطبقا لتقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فقد بلغ متوسط استهلاك الفرد في إسرائيل يوميا 353 لتراً/ لليوم، وتزداد تلك النسبة لتبلغ نحو 900 لتر يوميا للمستوطن الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وتستهلك مستوطنات الاحتلال في الضفة الغربية كميات كبيرة من المياه الفلسطينية، كما تسبب أضرارًا بيئية فادحة، إذ يصب المستوطنون المياه العادمة المنزلية والزراعية والصناعية والمخلفات الصلبة الأخرى في الأودية دون معالجة.
وقد أحكمت إسرائيل سياساتها حتى باتت هذه الممارسات تهدد جودة المياه الجوفية ومصادر المياه السطحية التي يتقاسمها الطرفان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات