الدبابات الألمانية والأمريكية توسع دائرة التوتر باوكرانيا


جراسا -

جاء الرد الروسي سريعا بإجراء اختبار لصاروخ زيكرون في رسالة واضحة لأمريكا ودول الغرب اعتبرها محللون أنها نوع من استعراض القوة وتحمل مضامين مهمة ردا على قرب إرسال دبابات ليوبارد الألمانية ودبابات إبرامز الأمريكية، إلى أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، صباح اليوم الأربعاء، أنها اختبرت صاروخ زيركون، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح بأنّ الصاروخ زيركون قادرا على الطيران بسرعة تزيد على 9 أضعاف سرعة الصوت، وأن مداه يبلغ 1000 كيلومتر، كما أكد بوتين أن دخول الصاروخ الخدمة سيعزز بشكل كبير من قدرات الجيش.


قال الدكتور عمار قناة- أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن قيام موسكو بإطلاق صاروخ زيركون يأتي كنوع من الاستعراض العسكري لإظهار القوة، وتوصيل رسائل سياسية للخصوم، خصوصا وأن روسيا تخوض تحديات خلال الفترة الحالية مع الغرب وأمريكا.
وأشار قناة أن صاروخ زيركون هو من نوعية صواريخ فرط الصوت التي ليس لها مثيل في العالم، في رسالة للغرب تحذر من الاندفاع في مد أوكرانيا بأسلحة وصواريخ بعيدة المدى.
وحول قيام موسكو بإطلاق الصاروخ ردا على مد ألمانيا وبريطانيا لأوكرانيا بدبابات، فقال إن هذه التطورات لن تحدث خرقا في العملية العسكرية أو تؤثر عليها، مشككا في أن تكون الإمدادات الغربية عامل حسم في الحرب الدائرة.

وخلال الأيام الماضية بات الحديث متواصلا حول ضرورة إرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا لتخفيف الضغط الروسي عليها ومحاولة لإحداث نوع من المعادلة العسكرية بين البلدين، كما أن هناك ضغوطا كبيرة تواجهها ألمانيا للسماح بتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2، والسماح للدول التي تملك هذه الدبابات بإرسالها إلى كييف.

روسيا

الكرملين بدوره، أعلن، اليوم الأربعاء، أنه في حال قامت الدول الغربية بتزويد أوكرانيا بدبابات ثقيلة فإن تلك الآليات ستُدمَّر في ساحة المعركة، وذلك في وقت تنتظر كييف قرارا من برلين حول تسليمها دبابات من طراز ليوبارد 2.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في وقت سابق “عمليات التسليم هذه لن تأتي بأي خير على العلاقات” بين روسيا وألمانيا مستقبلا، مضيفا “سيترك ذلك أثرا لا يمحى”.

وقال السفير الروسي بواشنطن إن إمداد أوكرانيا بالدبابات استفزاز صارخ والتبرير لن يجدي نفعا، كما حذرت روسيا في أكثر من مناسبة من أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة لن يساعد في التوصل إلى حل بل عكس ذلك، سيؤدي إلى إطالة أمد الأزمة ومزيد من تدمير أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن أي شحنة أسلحة إلى أوكرانيا، ستصبح أوكرانيا هدفا مشروعا لروسيا.





ألمانيا

بعد أسابيع من التردد الذي شهد نفاد صبر حلفاء ألمانيا، أعلنت ألمانيا، اليوم الأربعاء، أنها سترسل دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا لتتجاوز بذلك إحجامها عن إرسال أسلحة ثقيلة تعتبرها كييف ضرورية لهزيمة الغزو الروسي.

وجاء القرار الذي طال انتظاره بعدما أعلن مسؤولون أمريكيون عن التوصل إلى اتفاق مبدئي لإرسال دبابات إم 1 أبرامز الأمريكية لمساعدة كييف في التصدي للقوات الروسية بعد مرور نحو عام على بدء الحرب.

فقد أصر شولتس على أن أي تحرك لتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2 يحتاج إلى تنسيق وثيق مع حلفاء ألمانيا، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

ورحب أعضاء الحكومة الائتلافية المكونة من ثلاثة أحزاب برئاسة شولتس بالأنباء قبل الإعلان الرسمي المتوقع في خطاب أمام البرلمان بعد ظهر اليوم.

إلا أن حزبين معارضين صغيرين انتقدا هذه الخطوة، فوصف حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف القرار بأنه ”غير مسؤول وخطير”.







وقال الزعيم المشارك للحزب، تينو تشروبالا، ”تخاطر ألمانيا بالانجرار مباشرة إلى الحرب نتيجة لذلك”، كما حذر حزب اليسار، الذي تربطه أيضا علاقات تاريخية بموسكو، من تصعيد محتمل للصراع. فذكر ديتمار بارتش، زعيم الحزب في البرلمان، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أن”توريد دبابات ليوبارد القتالية من المحتمل أن يقربنا من حرب عالمية ثالثة، أكثر من اتجاهنا السلام في أوروبا”.

وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن الناخبين الألمان منقسمون حول الفكرة.

وذكرت مجلة شبيجل، أمس الثلاثاء، أن المستشار الألماني أولاف شولتس قرر إرسال دبابات (ليوبارد 2) إلى أوكرانيا والسماح لدول أخرى مثل بولندا بالقيام بذلك بينما قد تقدم الولايات المتحدة دبابات أبرامز.

وقالت مجلة شبيجل إن القرار يتعلق بمجموعة واحدة على الأقل من دبابات ليوبارد2 من طراز إيه6 سيتم توفيرها من مخزون الجيش الألماني في بوندسفير.

غير أن إيبرهارد تسورن المفتش العام لوزارة الدفاع الألمانية، قال أمس الثلاثاء، إن قرار إرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا سيُتخذ على المستوى السياسي فحسب.

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أمس الثلاثاء، إنه لا يوجد خلاف بين الحلفاء بشأن إرسال دبابات قتالية ثقيلة إلى أوكرانيا، وشدد على أن برلين ستتحرك سريعا في حال اتخاذ قرار إيجابي للقيام بذلك.

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قالت إن على الدول أن تتقدم بالطلب، وإن قرار الحكومة الألمانية مفتوح، بينما تقوم ألمانيا في الوقت الراهن بعقد موازنة بين مصالحها الأمنية والمخاوف الناجمة من تفسير ذلك القرار على أنه مشاركة منها في حرب أوكرانيا.







لماذا تتصاعد الضغوط على ألمانيا لإرسال دبابات ليوبارد 2؟
مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، لورانس كورب، إن الناتو موحد في الحرب الروسية الأوكرانية، وإن الوضع بالنسبة للدبابات يتجه بهذه الحرب لمستوى مختلف.

وأضاف كورب، في مداخلة لبرنامج «وراء الحدث» من واشنطن، أن الحلفاء حتى الآن قدموا أكثر من 100 مليار في شكل سلاح متطور وذخائر ومركبات ومدرعات، مشيرا إلى أن «ما يحدث الآن إذا ما نظرنا إلى هذه الدبابات، فهي أسلحة متطورة لدى الناتو والولايات المتحدة، وهي إشارة أخرى إلى روسيا بشكل واضح بأنهم مستعدون لعمليات أخرى أكثر تصعيدا في بداية الربيع، وبالتالي ليس هناك فرصة للفوز في هذه الحرب، وعليك أن تبدأ في التفاوض».

وأشار إلى أن «ألمانيا قدمت العديد من العتاد والمعدات، لكن عندما طُرح في الوقت الحالي موضوع الدبابات، وهي الأكثر تطورا في العالم، لم يكن هناك رغبة في الدخول في حرب مع روسيا، فهذه ليست حرب الناتو، لكن دول الناتو الأخرى قدمت العديد من السلاح».

وتابع: «ما يحث في الوقت الحالي أن روسيا ربما ترد باستخدام أسلحة أكثر تطورا في هذه الحرب كرد فعل، وبالتالي فمن المتوقع إذا قدمت الولايات المتحدة دبابات أكثر تطورا، فإن هذا سيبرر للألمان أن يقدموا دبابات ليوبارد، وهذه إشارة إلى روسيا بأنها إذا ما قامت بالتصعيد في الحرب باستخدام أسلحة أكثر تطورا فإنها لن تفوز، مع الأخذ في الاعتبار أن الولايات المتحدة لديها نظم دفاعية متطورة ضد الطائرات والصواريخ الروسية».

أمريكا

وظهرت حملة ضغوط في الولايات المتحدة الأمريكية لإقناع الرئيس جو بايدن بإرسال هذه الدبابة (أبرامز إم 1) القتالية إلى أوكرانيا، حيث حض مشرعون أمريكيون الإدارة الأمريكية على تصدير دبابات (أبرامز إم 1) القتالية ، قائلين إن إرسال حتى عدد رمزي إلى كييف سيكون كافياً لتشجيع الحلفاء الأوروبيين على فعل الأمر نفسه.

وقالت تقارير إعلامية أمريكية إن دبابات “أبرامز”، التي قد يتم الإعلان في واشنطن عن قرار إرسالها إلى أوكرانيا، لن تصل على الأرجح في أي وقت قريب، وقد يستغرق ذلك عدة أشهر أو سنوات.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن تسليم دبابات “أبرامز”، إلى كييف لن يتم في أي وقت قريب، وأنه في حال قررت إدارة بايدن إرسال هذه الدبابات إلى أوكرانيا فإن ذلك سيستغرق شهورا إن لم يكن سنوات.

وفي السياق نفسه، قالت قناة “ABC”، نقلا عن مسؤول أمريكي، إن الدبابات المتوقع الإعلان عن قرار تزويد كييف بها قد لا يتم نشرها لاستخدامها من قبل الجيش الأوكراني لأكثر من عام، بما في ذلك بسبب حاجة السلطات الأمريكية لإبرام العقود ذات الصلة مع الشركات المصنعة.





الناتو

كان ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أحد من شددوا الضغط على ألمانيا خلال زيارته إلى برلين، إذ أكد على أهمية إرسال المزيد من الأسلحة الثقيلة إلى كييف، وذلك لمساعدتها على صد القوات الروسية، وأنه لا مؤشر على أن روسيا غيرت أهدافها في عمليتها العسكرية بأوكرانيا، وأنه واثق من إيجاد حل قريبا بشأن تسليم الدبابات التي تطالب بها أوكرانيا.

وكانت وارسو أعلنت أنها طلبت موافقة ألمانيا على إرسال هذه الدبابات إلى أوكرانيا.







الناتو ليس طرفا في الحرب
قالت الدكتورة نجاة عبد الحق، المتخصصة في الشؤون الأوروبية إن من المهم جدا فهم التعقيد وكيف أن الموقف معقدا، فمن ناحية، يدعم حلف الناتو أوكرانيا، إذ إن جميع دوله تدعم كييف بشكل كبير جدا في هذه الحرب، وتمدها بالعتاد العسكري المختلف لكن ليس الثقيل، وفي الوقت نفسه لا يستطيع الحلف اتخاذ قرار بأن يمد هو كحلف أوكرانيا بالسلاح.

وأضافت، خلال مداخلة لبرنامج «وراء الحدث» من برلين، أن هناك فرقا بين الحلف ككيان كامل وبين الدول، إذ إن حلف الناتو في حال اتخذ قرارا رسميا بتقديم العتاد العسكري إلى أوكرانيا، فإنه يضع نفسه كطرف في هذه الحرب، وهذا قد يعطي بحسب القوانين الدولية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحجة القانونية للاعتداء على أحد دول الحلف.

وأشارت إلى أنه «حتى الآن المعادلة أن الاعتداء الروسي على أوكرانيا وليس على أحد دول الحلف، لأنه إذا تم الاعتداء على أحد دول الحلف، يتم تفعيل بند الدفاع، وهنا تكون الحرب بين حلف الناتو وبين روسيا».

وأوضحت أنه بسبب «هذا البعد القانوني، يحاول وزير الدفاع الألماني، ويحاول المستشار الألماني عدم الوصول إلى هذه المرحلة، لأنه قانونيا سيكون لروسيا أحقية في التحرك باتجاه أحد دول الحلف، وهو ما يضعنا أمام حرب شاملة ومدمرة»، منوهة بأن «الجميع يريد دعم أوكرانيا، لكنهم لا يريدون التقدم للقيام بالخطوة الأولى حتى لا تعتبر روسيا هذا خطوة للهجوم عليها، وحينها تحتفظ موسكو لنفسها بحق الرد».



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات